رحل رائد الحركة التشكيلية حسين الأيوب ، لكن أعماله الموثقة لتاريخ الكويت خالدة بيننا، تذكرنا بالموهبة التي سخرت طاقاتها لأجل توثيق مراحل مهمة من تاريخ الوطن بريشة سحرت الألباب والقلوب،  وها هي اليوم أعماله الخالدة تفرض حضوره البهي في جناح بمتحف بيت العثمان، الذي احتضن مقتنيات من أعمال الفنان الراحل، بمبادرة قام تنظيمها فريق الموروث الكويتي التابع لمركز الكويت التطوعي.

وأكدت رئيس مركز الكويت للعمل التطوعي الشيخة أمثال الأحمد دور الفنان الراحل في توثيق حقبات وأمور ثقافية واجتماعية للشعب الكويتي حتى أصبحت أعماله وفنه مرجعا للهندسة المعمارية الكويتية القديمة والأنشطة الاجتماعية والملابس الكويتية التراثية والشعبية، وشكرت الأحمد عائلة الفنان على تعاونهم لتحقيق وانشاء الجناح الذي يحتوي على العديد من مقتنيات وأعمال الفنان الراحل وبأدق التفاصيل داعية الجميع وخصوصا الشباب والطلبة لمعاينة أعمال وحياة "هذا المعلم الكبير الذي يعتبر أحد أعمدة الحفاظ على تاريخ وتراث الكويت".

من جانبه أكد وزير التربية ووزير التعليم العالي الدكتور أحمد المليفي الى دور الفنان الراحل التربوي ولأكثر من 30 عاما كمدرس وناظر بعد تخرجه من أول مدرسة نظامية في الكويت - المدرسة المباركية عام 1949، واضاف ان الراحل "كان مثالا في الاخلاق والتفاني في عمله ولايزال كثير من أبنائه ممن تخرجوا على يديه يتذكرون مناقبه الطيبة وخلقه العالي".

وأشار المليفي إلى الفترة التي تفرغ  فيها الأيوب للمحافظة على تراث الكويت وماضيه الجميل بعد تقاعده عام 1979 حيث  "سطر ذلك التراث بأسلوب يثير الحنين والشوق والتلهف للتعرف الى طريق الحياة واساليب عاشها الآباء والأجداد من مهن وحرف وعادات ومناسبات".

ولفت وزير التربية و التعليم العالي الى اهتمام الأيوب باللهجة الكويتية وتفسير معانيها ومفرداتها وتوثيق التعليم في الماضي فتحدث عن منهجيته واسلوبه وطرقه وأداته ذاكرا عددا من مؤلفات المرحوم مثل (مع الأطفال في الماضي) و (مع ذكرياتنا الكويتية) و (مختارات شعبية من اللهجة الكويتية) و(من كلمات أهل الديرة) والعديد غيرها.

من جهته أشاد الفنان سامي محمد في كلمة مماثلة باحتضان متحف بيت العثمان لجناح الفنان القدير وما يمثله من ثروات وطنية لتكون ضمن مقتنيات المتحف الذي يسطر تاريخ الكويت المجيد مؤكدا ان هذا الاهتمام يؤكد حرص دولة الكويت على فنانيها وأدبائها ومثقفيها، وأضاف "ان الفنان الأيوب سطر وسجل بريشته تاريخ الكويت بصريا بأجمل اللوحات التي تنعش ذاكرة المتلقي و"ليشتم فيها عبق الماضي ورائحة الطين ويتذكر الألعاب والموروث الشعبي الأصيل الذي نفخر به".

من جانبها أثنت ابنة الراحل هناء أيوب على الاهتمام البالغ الذي أظهره فريق الموروث الكويتي ورئيسه أنور الرفاعي لاحتضان مقتنيات المرحوم التي كانت متواجدة في منزله مؤكدة ان العديد من المقتنيات تم نقلها بحرص وخصوصا مرسمه الذي يحتوي على آخر لوحة عمل عليها ولم ينته منها، وعبرت عن فخرها بأن يكون والدها "مرجعا تاريخيا وتراثيا كويتيا تعود له الأجيال الحاضرة للتعرف على ماضيها وحياة أجدادها".
 

جدير بالذكر ان الفنان أيوب حسين الأيوب القناعي الذي وافته المنية في نوفمبر 2013 من مواليد عام 1932 وتخرج من المدرسة المباركية عام 1949 وعمل في مجال التعليم والتدريس 30 عاما وله أكثر من 700 عمل من اللوحات الفنية التي تعكس البيئة والعادات الكويتية القديمة والعديد من المؤلفات في الموروث الشعبي الكويتي ولهجته.