في لبنان يبدو ان كل شيء يحتاج لتعريف من جديد ... ألحياة ، الموت ، الشهادة ، الإعتقال ، الوطنية ، الخيانة ، ألحرية إلى أخره ........
باﻷمس تحرر الجنود الذين كانوا أسرى لدى جبهة النصرة ، طبعا تحرروا بجهود جبارة قامت بها عدة جهات مسؤولة حملت على عاتقها هم الوطن والمواطنين ....
تحرر اﻷسرى الذين لطالما بكوا واشتكوا وسبوا وشتموا ولعنوا الدولة والحكومة والجيش ، وتطاولوا على شخصيات كثيرة وذلك كله بسبب الضغط الذي مارسته عليهم جبهة النصرة آنذاك ، هذا ما افترضه المحللون والمفككون وكبار الظباط وصغار من يتدخلون في ما لا يعنيهم و و و و
مضت اﻵيام ، مضت اﻷشهر الطويلة وهم باﻹعتقال، والشتائم تجيئنا عابرة للسهول ومن فوق الجبال ، من جنود كان من المفترص انهم يعيشون ﻷجل الوطن الذي قد يموتون ان احتاج اﻵمر ﻷجله ...
فشعار شرف تضحية وفاء كبير جداً، وله معناه الكبير الواسع ....
باﻷمس تحرر الجنود ، وراحوا يصرحون على شاشات التلفزة بما أدهش العالم من شرف وتضحية ووفاء للتوضيح هنا لا يحق لمطلق جندي ان يدلي بأي تصريح ما لم يحصل على موافقة مسبقة من القيادة العليا ...
جندي هنا يشكر جبهة النصرة ، وجندي هناك يغازلها ، وآخر يبرر لها افعالها ، وأحدهم يكاد يلوم من استشهد ذبحا على ايديهم ...و و و
بالفعل جنود أكدوا بأنهم بعودتهم الخائبة أصبح الوطن بكامله أسيرا وذبيحا على مسرح الخيبة والعار ...
فمن برر لهم شتائمهم السابقة التي اعتقدناها نتيجة الضغوطات ، ماذا سيقول عن غزل ومجاملات وشكر وتبرير وهم في وطنهم وبين اهلهم الذين لطالما بكوا وتألموا وتلووا تحت سياط الخوف ...
ألمشهد لﻷسف مؤلم جداً، غير مشرّف أبداً ، ولﻷسف ليس فيه اي شرف او تضحية او وفاء.
ربما المؤسسة العسكرية بكاملها تحتاج ﻹعادة بناء ، بعد سقط القناع عن بعض جنوده فرقصوا وأبدعوا جبنا وعارا وذلا ... "/المستقبل/" انتهى ل . م
|