تزخر الكويت بكفاءات يشار لها بالبنان في مجالات كثيرة، ولعل من بينهها المجال الصحي الذي يشهد طفرة نوعية من حيث الانشاء والتعمير في مختلف المحافظات، وفي نفس الاتجاه تأخذ وزارة الصحة على عاتقها الاستزادة بكل ما هو جديد في علوم الطب المختلفة وأحدث العلاجات المكتشفة، وذلك باستضافتها المؤتمرات الطبية المتخصصة بصورة دورية منتظمة وفي مختلف التخصصات الطبية.

أكد وكيل وزارة الصحة المساعد للشؤون الفنية د.جمال الحربي بتفوق الكويت في مجال المسالك البولية على مستوي الخليج، مبينا أن مركز صباح الأحمد للمسالك البولية يعد فخرا كبيرا، حيث يقوم عليه نخبة من الأطباء ويضم أحدث الأجهزة والتقنيات في هذا المجال ومنها الريبوت الآلي، بالإضافة إلى 100 سرير، و5 غرف عمليات، و9 غرف عناية مركزة، وذكر في كلمته بافتتاح المؤتمر التاسع لجراحي المسالك البولية التي أناب بها عن وزير الصحة د. علي العبيدي "ان المؤتمر سيتم فيه استعراض آخر المستجدات العلمية والخبرات الطبية التي تم التوصل اليها على مستوى العالم، لاسيما في مجال تشخيص وعلاج امراض الجهاز البولي، وهذا يتيح الفرصة امام الاطباء للاطلاع على المستجدات المتعلقة بأمراض حصوات الجهاز البولي، حيث تعتبر امراض الجهاز البولي الأكثر شيوعا وتصيب من 2% إلى 3% من عموم سكان البلاد".

وبين أن المؤتمر سيناقش أيضا الاسباب المؤدية للاصابة بحصوات الجهاز البولي وأنواعها وأعراضها والمضاعفات المحتملة، فضلا عن تقنيات وطرق التشخيص وأساليب العلاج الحديثة، سواء باستخدام التفتيت او التدخل الجراحي او غيرها، مؤكدا أن ذلك سيثري الجلسات العلمية والحلقات وورش عمل المؤتمر، ولفت وكيل وزارة الصحة المساعد للشؤون الفنية على أن وزارة الصحة تدعم هذه الجهود ضمن استراتيجيتها التنموية، بالاضافة الى الارتقاء بالخبرات الطبية وتطوير المستوى الفني والأكاديمي الخاص بهم، لافتا إلى أن المشاركين حريصون على أداء الرسالة المهنية والانسانية لهم، وذلك رغم جسامة تحديات الأمراض الباطنية المختلفة ومضاعفاتها.

ومن جانبه، قال رئيس المؤتمر د.عادل الحنيان، إن مؤتمر هذا العام سيكون للتركيز على امراض حصوات المسالك البولية، خاصة حصوات الكلى، لافتا إلى انه تمت دعوة أكثر من 15 خبيرا من خارج الكويت، مبينا أن المؤتمر يتضمن 8 جلسات علمية، بالإضافة إلى إجراء عمليات جراحية من قبل جراحين زائرين من النمسا واليونان.

وأوضح ان العمليات التي ستجرى تعد حديثة، ومنها بطريقة حديثة اﻻكتشاف تستعمل فيها الألياف الضوئية والتكنولوجيا الحديثة التي يكون فيها جهاز حساس في نهاية المنظار، مضيفا "هذه العمليات سنبدأ فيها في اليوم الثاني للمؤتمر، وستبث من قاعه المؤتمرات من مستشفى مبارك ليستفيد منها الجميع".

وأشار الحنيان بحسب ما نقلته صحيفة الانباء الكويتية إلى أن هذه التقنية موجودة بالفعل في الكويت، وتم البدء في استخدامها في مستشفى مبارك، قائلا: لكن حتى الآن الخبرة لدينا فيها محدودة، ولم يتم التوسع فيها، لذلك تم ادخالها في هذا المؤتمر لنساعد في أن تتم بشكل افضل، من خلال الخبراء الذين تمت دعوتهم، وهذه التقنية تم عمل حوالي 7 عمليات عن طريقها، ونسبة نجاحها تتراوح ما بين 60 و70%، والمقصود بهذه النسبة نسبة استفادة المريض من اجراء العملية.

وكشف الحنيان ان هناك طموحا لتكون هذه النسبة أعلى خلال السنوات المقبلة، مبينا أن إقامة مثل هذا المؤتمر يهدف إلى تعليم اطباء المسالك في الكويت افضل واحدث الطرق في علاج هذا النوع، وعن مدى انتشار الحصوات في الكويت، اوضح ان ما يقارب 10% من سكان الكويت، يعانون من حصوات الكلى، وأن هذه النسبة موزعة على سنوات متفاوتة وليس في نفس الوقت، مبينا ان انتشارها يرجع الى عدة امور منها، الحرارة مع عدم شرب السوائل مما يتسبب في تكوين الحصوات، تناول منتجات الحليب مع الخضراوات الورقية في نفس الوقت يؤدي الى اتحاد بعض المواد مع بعضها وتكون الحصوات.

جدير بالذكر أن البدء بإجراء العمليات عن طريق جهاز الروبوت (الرجل الآلي)في مركز صباح الأحمد للمسالك البولية ، كان في شهر فبراير الماضي، وكذلك يعد إجراء العمليات بهذه الطريقة يعتبر الأول من نوعه على مستوى البلاد.