عاودت خطوط السكك الحديدية المنكوبة في شمال شرق اليابان استئناف خدماتها كاملة اليوم بفضل التمويل المقدم من دولة الكويت وذلك بعد استكمال اصلاح قسمين تالفين اثر توقف دام ثلاث سنوات.
وتدير شركة (سانريكو) للسكك الحديدية مسارا بطول 6ر107 كيلومتر يغطي ساحل المحيط الهادئ في ولاية (ايواتي) ويتضمن خطين لمنطقتي رياس الشمالية ورياس الجنوبية وكلاهما ضروري لحياة السكان المحليين.
لكن الشركة اضطرت لوقف عمليات تسيير قطاراتها بعد أن دمرت منشآتها في كارثة الزلزال وتسونامي الذي تلاه يوم 11 مارس 2011.
وسجل اليوم السبت انتهاء اصلاح كامل مسار خط رياس الجنوبية بعد تركيب السكك لمسافة 15 كيلومترا كانت الأكثر تأثرا بالزلزال بينما تعود العمليات الكاملة في خط رياس الشمالية المجاورة غدا الاحد.
وبمناسبة استئناف تسيير الخط أدخلت (سانريكو) خمس عربات قطار جديدة في الخدمة تبلغ تكلفة كل منها 160 مليون ين ياباني (6ر1 مليون دولار أمريكي) منها عربة بتصميم قطارات قديمة وأخرى بتصميم مشابه للسيارات العادية.
وتم شراء القطارات الجديدة بفضل مساعدات مالية قدمتها دولة الكويت التي كانت في ابريل من العام الماضي ساعدت أيضا الشركة على شراء ثلاثة قطارات جديدة بمناسبة إعادة الإطلاق الجزئي لخط رياس الجنوبية.
وبعد كارثة 2011 وبناء على توجيهات صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح تبرعت الكويت بقيمة خمسة ملايين برميل من النفط الخام إلى اليابان أي ما يعادل نحو 500 مليون دولار أمريكي حيث تم توزيع عائدات المبيعات على الولايات الثلاث الأكثر تضررا ومنها محافظة (ايواتي).
وتقديرا منها للمساعدة الكويتية وضعت الشركة على كامل قطاراتها الثمانية التي يتكون منها أسطولها رسالة تقدير مكتوبة على جانبي القطارات تقول "نحن نقدر الدعم من دولة الكويت" باللغات اليابانية والإنجليزية والعربية بينما تم رسم الشعار الوطني لدولة الكويت أمام كل قطار وخلفه.
وشارك سفير دولة الكويت لدى اليابان عبدالرحمن العتيبي وحرمه السيدة جميلة في الحفل الذي اقيم بمناسبة استئناف الخدمة الكاملة على خط رياس الجنوبية مع المسؤولين والسكان المحليين.
وسبق الحفل الذي دعي اليه عدد من الضيوف تنظيم رحلة لمدة 90 دقيقة في العربة التي صممت على طريقة القطار القديم حيث أعلن رئيس الشركة ماساهيكو موشيزوكي الاستئناف الكامل للخدمات أمام الضيوف وكذلك أمام 48 راكبا فازوا بالقرعة ليكونوا أوائل المستخدمين للقطار.
وخلال الحفل الذي أقيم بمحطة كامايشي التي تبعد حوالي 430 كيلومترا شمال شرق طوكيو أكد نائب وزير الأراضي والبنية التحتية والنقل والسياحة والسكرتير البرلماني لوكالة الاعمار اليابانية مانابو ساكاي "ان استئناف الخدمات الكاملة للسكك الحديدية التابعة لسانريكو يظهر للسكان المحليين أنه تم احياء المنطقة المتضررة بما يجعلهم يتوقعون دفع عملية إعادة الإعمار قدما".
وتأسست شركة (سانريكو) للسكك الحديدية عام 1984 كمشروع مشترك بين القطاعين العام والخاص وهي لعبت أدوارا عديدة في تسهيل حياة السكان وتنقلهم بما في ذلك خفض أوقات الوصول إلى المدارس الثانوية والمستشفيات ومراكز التسوق كما أثارت اهتماما على الصعيد الوطني بعد أن أصبحت نموذجا لشركات السكك الحديدية عند الحديث عنها في سلسلة الدراما التلفزيونية الشعبية (آماشان) في العام الماضي.
وبالإضافة الى شراء القطارات الجديدة تم استخدام الأموال الكويتية أيضا في إعادة إعمار خمسة مبان متضررة في المحطة اضافة الى منشأة أخرى.
وكانت نحو 320 نقطة على خط السكك الحديدية تضررت نتيجة الزلزال بما فيها جسور ومحطات ثانوية فيما قدرت تكلفة إعادة الإعمار بنحو 2ر9 مليار ين ياباني (90 مليون دولار).
وتوجه حاكم ولاية (ايواتي) تاكويا تاسو والذي يرأس (سانريكو) بالشكر والتقدير للدعم الكبير الذي قدمته الكويت وللجهود الهائلة والتعاون من قبل جميع الأطراف المعنية وقال في كلمة "ان قطار العربات القديمة أنجز بمساعدة الكويت" معتبرا ان "سانريكو للسكك الحديدية أداة مهمة لحياة السكان والبنية التحتية التي تساعد على التبادل بين الأقاليم والتنمية الإقليمية مثل السياحة".
من جهته أعرب السفير العتيبي لحشد من الصحافيين عقب الحفل عن سعادته للانضمام الى الاحتفال وتعهد بأن تواصل الكويت دعمها لجهود إعادة الإعمار في اليابان.
وقال العتيبي "ان الكويت ملتزمة بدعم أصدقائها وان الشعب الكويتي والحكومة لم ينسيا دعم اليابان للكويت منذ استقلالها ونتمنى للشعب الياباني التغلب على هذه الأزمة وأنا واثق بانهم قادرون على ذلك وأنا سعيد للغاية برؤية التقدم في إعادة الإعمار اليوم".
بدورها أعربت السيدة جميلة للصحافيين عن سعادتها بالاحتفال بترميم السكك الحديدية مع السكان المحليين وأكدت انها لن تنسى أبدا هذا اليوم.
واحتفل السكان المحليون ومستخدمو السكك الحديدية باستئناف الخدمات الكاملة وعبروا عن فرحتهم بالتجمع في المحطة حاملين لافتات الشكر للكويت والأعلام الكويتية.
وفي هذا السياق عبرت امرأة في العقد الثامن من عمرها في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) عن سرورها بالقول "كنت أعيش في منزل يبعد دقيقتين فقط سيرا على الأقدام عن محطة السكك الحديدية ولكن موجات تسونامي العملاقة ابتلعت بيتي وانا أعيش الآن في منزل مؤقت وبالتالي فإن استئناف (سانريكو) لخدماتها يخفف عني كثيرا وأنا لا أستطيع التوقف عن البكاء اليوم وأشعر كأنني في حلم وأرجو أن تنقلوا امتناننا للشعب الكويتي فشكرا للكويت".
وتحدث زوجان مسنان ل(كونا) أيضا وأشارا الى ان ابنتهما أعطتهما تذكرة لركوب القطار بعد ان فازت بها معتبرين انها "قدمت لنا هدية لا تنسى للاحتفال باليوبيل الذهبي لزواجنا.. وكنا نتطلع للاستئناف الكامل لخط السكك الحديدية وأخيرا تحققت العودة".