انخفاض ضغط المياه وارتفاع الأدوار السكنية سببان لحرمان قاطني الأدوار المرتفعة من وصول المياه إليهم، إلا أن الحل يكمن في التناكر، فهي كلمة السر التي من خلالها تصل المياه إلى الأدوار المرتفعة.
فيما أكد مراقب تشغيل وصيانة المنشآت المائية في وزارة الكهرباء والماء المهندس وليد بودستور، أن استخدام تناكر المياه في البلاد يعود إلى الارتفاعات الشاهقة في المباني، وهو ما يحتاج إلى ضغط قوي لإيصال المياه إلى الأدوار العالية.
وأضاف أن وزارة الكهرباء والماء توفر المياه بضغط يصل إلى الدور الرابع، أما الأدوار التي فوق ذلك والكائنة في العمائر التي انتشرت في البلاد خلال العقود الأخيرة فتحتاج إلى مضخات خاصة، لذلك يتم تزويد تلك العمائر بالمياه من خلال التناكر، إضافة إلى مياه الوزارة التي تصل إليها عن طريق البايبات.
وأشار بودستور بحسب ما قال لجريدة الجريدة الكويتية إلى أنه يفترض أن تكون العمائر مجهزة بخزانات أرضية يتم إيصال مياه الوزارة إليها، إلا أن معظم أصحابها لا يوفرونها بأحجام مناسبة للاستهلاك، ويقومون بإيصال المياه مباشرة، وبالتالي لا يمكن أن تصل إلى الأدوار العليا، كما أن كمية المياه المتبقية لا تكفي تلك الأدوار مع عدم وجود خزانات أرضية، فيستعين صاحب العقار بالتناكر لعملية الضخ إلى الأدوار المرتفعة.
ولفت إلى أن التناكر تستغل كذلك في إيصال المياه إلى الجواخير والمزارع، فهذه الأماكن البعيدة عن العمران تحتاج إلى مياه عذبة.
وقال بودستور: إن "وزارة الكهرباء والماء تقوم بإيصال الكهرباء إلى كل من يتقدم إليها، ونسعى إلى توفير الخدمات بأسرع الطرق وبأعلى مستوى".
ويبقى السؤال الذي يراود الكثيرين ، هل يمكن الاستغناء عن التناكر؟ بما ان "الكويت الدولة الأغنى في العالم" وماتزال تناكر المياه تجوب شوارعها في كل مدنها، تحمل المياه من المحطات وتوصلها إلى المستهلك، ولكن الإجابة جاءت من قبل المختصين ومن العاملين على تلك التناكر تقول "لا"، لتظل الشكوك والريبة تساور مستخدمي مياه التناكر، ويستمر التساؤل من المستفيد من ذلك ولمصلحة من يتم الرجوع للوراء وليس التطور والتحديث لنظام عفى عليه الزمن واندثر من المجتمعات المتقدمة، وهل بذلك ستتمكن الكويت من أن تكون في يوم من الأيام مركزا تجاريا عالمياً؟.