الكويت - في قلب قاعة مجلس الامة والتي شغل فيها منصب نائب عن الامة لسنوات ودع النائب نبيل الفضل امس الحياة. حياة كان مليئة بالعطاء لبلد احبه واحب شعبه فكان حقا له ان ترثيه الكويت الذي احبها.
فما ان دقت الساعة العاشرة امس حتى بدأت تتوقف معها دقات النائب الفضل فسارع النائب خليل عبدالله الى الاستنجاد برئاسة المجلس «أخ الرئيس.. نبيل.. دكتور».
فجأة، مالت رأس الفضل على مقعده قبل أن يسقط بين مقاعد النواب خلال مداخلة النائب عبدالله التميمي، سقط وقد نفذت شهقاته الخافتة في صدور من حوله من النواب، راسمة معها ملامح الخوف والقلق.
عندها، هرع رئيس مجلس الأمة مرزورق الغانم من منصته إلى حيث المشهد الحزين، ملقياً «بشته» وقد حاول إسعاف الفضل، فيما تعالت صيحات النواب في القاعة تستعجل دخول الأطباء لإسعاف رفيق دربهم.
«دكتور.. طلبوا الإسعاف.. دكتور منصور الظفيري».. تلك النداءات شقت تدافع النواب والوزراء الذين التفوا حول الفضل في محاولة لإلقاء نظرة الاطمئنان عليه، وذلك قبل أن يدخل الطبيب إلى القاعة بعد نحو دقيقتين من الحدث.
حاول الطبيب إنعاش الفضل، ودخل أحدهم بالكرسي المتحرك وآخر بالنقالة، فيما سُمع صوت أحد النواب يقول «خلاص».
وعند العاشرة وخمس دقائق، دخل رجال الإسعاف حاملين النقالة تزامناً مع تواصل محاولات الانعاش، ثم مضت أربع دقائق أخرى قبل أن يعود الرئيس الغانم إلى منصة الرئاسة آمراً بإخلاء القاعة.
ولم تمض. سوى عشر دقائق على إخلاء القاعة إلا وشوهد النائب عبدالله المعيوف وقد امتلأت عيناه بالدموع خارجاً من بوابة النواب، تزامناً مع تردد الأنباء عن وفاة الفضل في أرجاء المجلس.
وعند الساعة العاشرة والنصف، فُتحت أبواب القاعة مجدداً أمام وسائل الإعلام، والتي خلت من أي من أعضاء السلطتين التشريعية والتنفيذية، إلا من أعضاء بأمانة المجلس.
انقضت عشرون دقيقة وبقيت حال قاعة المجلس مكسوةً بالصمت قبل ان يدخل النائب د. خليل عبدالله حاملاً علم الكويت ليضعه على مقعد الفقيد، اعقبه النائب عادل الخرافي ثم حمدان العازمي بخطوات مثقلة نحو مقاعدهم.
وعند الساعة الحادية عشرة وخمس وعشرين دقيقة قبل الظهر، دخل جموع النواب ثم ترجل الوزراء الى القاعة بعدها بدقيقة، ليدخل الرئيس الغانم أخيراً معتلياً المنصة تالياً بيان التأبين.
استؤنفت الجلسة بعد ساعة ونصف الساعة من وقوع الفاجعة، ليتلو الرئيس الغانم بيان تأبين النائب «الراحل» نبيل الفضل الذي بقيت أصداء آخر مداخلاته قبل وفاته بنحو ربع الساعة تتردد في اجواء القاعة، وسط صدمة كست وجوه الحاضرين. "/المستقبل/" انتهى ل . م
|