سقطت الطائرة الروسية ، إنفجرت الطائرة الروسية ، تبعثرت الطائرة الروسية ، تناثرت قطعاً قطعاً على اﻷرض ، فكثر الكلام واﻹنتقادات والتحليلات ، وما بين خطأ تقني وعطل طارئ وعمل إرهابي ، تأرجحت اﻷراء وكثرت وتصارعت، ولكنها ما اتفقت ...
وبعيداً عن تبنّي تنظيم الدولة اﻹسلامية داعش اﻹرهابي لعملية إسقاط الطائرة ، على انه جزء من عملية الثأر واﻹنتقام رداً على عمليات القصف الروسي على مواقعهم في سوريا ، جاءت التصريحات اﻹسرائيلية لتكشف أولاً عن مساعدتها لمصر في تحديد مكان السقوط ، ولتلمح بأن السقوط قد يكون خطأ تقني لا أكثر ، ليعلن بعدها متحدث باسم الحكومة الروسية ويكشف أنه لا يمكن استبعاد الإرهاب من أسباب السقوط ، فغياب السبب المنطقي والعملي يرجح هذا ...
بينما أكد مصدر في لجنة التحقيق المصرية أن الطائرة لم تتعرض ﻷي هجوم خارجي، وما حصل هو قضاء وقدر .
وفي اﻷخير أعلن مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية جيمس كلابر في واشنطن أن "ليس هناك مؤشرات حتى الآن" على عمل إرهابي تسبب بسقوط الطائرة الروسية في سيناء ، واعتبر كلابر أيضا أنه "من غير المرجح" أن يكون تنظيم داعش لديه الإمكانات لإسقاط طائرة ركاب أثناء تحليقها، لكنه تدارك أنه لا يمكن "استبعاد" هذه الفرضية بالكامل ، فكل شيء ممكن هنا ..
وهكذا وبين تعدد التحليلات وكثرة اﻹفتراضات وتباين اﻵراء ، نتذكر فجأة بأنه هناك مئتان شخص كانوا على متن الطائرة ، وماتوا في تلك الحادثة الكارثة ، نعم هناك مئتان حلم تبعثروا في المكان الخاطئ وبقيوا خارج اﻹستنتاجات ، مئتان شخص يحلقون في سماء موتهم بعيدا عن كل الحسابات . ( بقلم : منال شرف الدين )
|