كأننا لم نعد نرى إلا ما يقال لنا ، فأضعنا خارطتنا ومشينا..لا ظلال خلفنا على اﻷرض، ولا شمس تضحك لنا في السماء ....!
كأننا نحن العرب صدّقنا ضياعنا ، ورضينا بتشتّتنا وهزائمنا، وغرقنا .. نعم وغرقنا في شبر ماء ....!
وها هي وحدتنا العربية تغادرنا بكل حقائبها، ولم تترك شيئاً خلفها ، كأنه لا عودة ثانية للوراء....
وحدتنا العربية التي لطالما تباهينا بها ..
وحدتنا العربية التي لطالما تثاقفنا وتعلمنا وتطورنا ونهضنا بها ..
وحدتنا العربية التي لطالما حاربنا وصمدنا وانتصرنا بها.. هي اليوم تتفتّت لتصبح مجرد فكرة بائسة ، فكرة محطمة، يقرؤها أجيالنا فقط في كتب الشعراء ...!
حقاً كأننا لم نعد نرى إلا ما يقال لنا ، وننتظر أن يأخذ أحدهم بأيدينا ليعلمنا طريق تماسكنا وتكاتفنا وتحاببنا ونحن من علم الحرف كيف يغنّي ، والكلمة كيف تمشي، ونحن من أيقظ الحلم في عطش الصحراء ...
أين العروبة يا عرب ، لا تقولوا بأن المؤامرة والهيمنة العالمية قد أخذتها من بين أيدينا إلى أبعد منّا ..
أين القضية يا عرب ، لا تقولوا بأن اﻹمبريالية اﻹحتكارية قد أبعدتنا عنها وأخذتنا منها ..
لن أسألكم أين أنتم لكن سأسألكم أين فلسطين يا عرب ، لا تقولوا بأن الصهيونية الحاقدة قد استفردت بها حين وجدتها كنعجة بلا راعيها ...
ألله كم يليق بكم تخاذلكم يا عرب ، أنتم ما عدتم تجيدون سوى النواح على اﻷطلال ، ولا تتقنون سوى البكاء..
أخشى ما أخشاه يا عرب بأن نكون قد غرقنا، نعم أخشى أن نكون قد غرقنا ، لكن في شبر ماء .....
|