قال مدير الارصاد الجوية محمد كرم ان الاحتفال باليوم العالمي للارصاد الجوية هذا العام الذي يصادف غدا سيكون تحت شعار (الطقس والمناخ...اشراك الشباب).
وافاد كرم وهو الممثل الدائم لدولة الكويت لدى المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بأنه في 23 مارس من كل عام تحتفل المنظمة وهي وكالة دولية متخصصة تابعة للأمم المتحدة والمرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا في 191 دولة عضوا في المنظمة ومنها الكويت باليوم العالمي للأرصاد الجوية الذى يأتي احياء لذكرى دخول اتفاقية إنشاء المنظمة العالمية حيز التنفيذ في 23 مارس 1950 .
واوضح ان التركيز ينصب عادة في الاحتفالات بهذا اليوم على موضوع يسلط الضوء على أحد الأنشطة التي تمارسها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية لخدمة البشرية يختاره ويعتمده المجلس التنفيذي للمنظمة مبينا انه تم اختيار موضوع عام 2014 بعنوان (الطقس والمناخ...إشراك الشباب).
وقال كرم ان هذا الموضوع يسهم في إذكاء الوعي بين الشباب بشأن تغير المناخ وتعبئتهم باعتبارهم رافعي لواء العمل وتوجيه دعوة لحشد مزيد من الشباب لاسيما الشابات ليصبحوا متخصصين في مجال الأرصاد الجوية مبينا ان تلك المهنة تسهم مساهمة حيوية في سلامة المجتمعات ورفاهيتها حيث سيعيش معظم هؤلاء الشباب في النصف الثاني من هذا القرن وسيواجهون التأثيرات المتزايدة لتغير المناخ. وذكر ان التاثيرات تتمثل في ان درجات حرارة الغلاف الجوي والمحيطات تواصل ارتفاعها والغطاء الجليدي والأنهار الجليدية تتقلص باطراد في شتى أنحاء العالم ومستوى سطح البحر يرتفع والظواهر الجوية والمناخية المتطرفة تصبح أكثر تواترا وحدة.
واضاف ان اعتمادنا الحالي على الوقود الاحفوري سيؤدي إلى احترار الكوكب بشكل كبير وقد تزيد درجة الحرارة بحلول نهاية القرن بمقدار اربع درجات مئوية قياسا بما كانت عليه قبل العصر الصناعي.
وقال انه لايزال من الممكن الحد من هذا الاحترار إلى أقل من درجتين مئويتين لكن الأمر يتطلب تخفيض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بشكل عاجل وكبير مضيفا ان تحقيق هذا الهدف يتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمة وجريئة حيث يمكن أن يكون شباب العالم طرفا فاعلا قويا لإحداث التغيير في هذا الصدد.
واضاف ان اتخاذ إجراءات بشأن المناخ لا يقتصر على الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربو لكنه يتعلق أيضا بالناس وقيمهم المشتركة ومدى استعداد كل منا لتعزيز هذه القيم معتبرا ان الشباب مصدر للابتكار وتقديم رؤى جديدة لمعالجة المشكلات وايجاد حلول لها.
وقال كرم ان المنظمة العالمية للارصاد ترى ان الفرص متاحة للتصدي للتحديات الهائلة التي تواجه الأجيال القادمة وانه بغية منها في المساعدة على تحسين فهم الطقس والمناخ جددت المنظمة موقع (ركن الشباب) قبل الاحتفال باليوم العالمي.
واضاف ان المنظمة حدثت أيضا كتابها (مسار مهني في مجال الأرصاد الجوية) لتشجيع المزيد من الشباب على ممارسة هذه المهنة المتنوعة والمثيرة للتحديات بهدف الإسهام في فهم الطقس اليومي والمناخ طويل الأمد والتنبؤ بهما في المستقبل.
واوضح ان المرافق الوطنية للأرصاد الجوية والهيدرولوجيا في شتى أنحاء العالم ستنفذ أنشطة تصل إلى الشباب والمجتمعات المحلية بهدف تحويل مجتمعاتنا إلى مجتمعات منخفضة الكربون وقادرة على التعايش مع المناخ في المستقبل وذلك عبر دعم التعليم الرسمي وغير الرسمي بشأن تغير المناخ وتعزيز استدامته وحث الشباب على الانضمام إلى الاقتصادات الخضراء الناشئة حول العالم. واكد كرم استحالة تجاهل التأثير المتزايد للظواهر الجوية المتطرفة اذ شهدت المنطقة العربية أمثلة كثيرة للظواهر الجوية المتطرفة المتصلة بالطقس والمناخ والماء ومنها خلال الاشهر الاربعة الماضية حيث تم رصد ظواهر جوية قاسية غير مسبوقة وتقلبات مناخية غير معتادة مما يؤكد حدوث التغيرات المناخية.
واشار الى قيام ادارة الارصاد الجوية في الكويت في اطار اهتمامها بالشباب ومواكبة للتطور العالمي في انظمة الاتصالات والتواصل الاجتماعي بتقديم خدماتها مجانا من خلال تدشين تطبيق اجهزة الهواتف الذكية منذ سبتمبر الماضي حيث وصل عدد مستخدمي التطبيق حتى الآن الى اكثر من 17 الف مستخدم.
وقال ان الادارة فتحت حسابا على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر) للتواصل مع الجمهور ونشر التحذيرات الجوية والتنبؤات اليومية والقراءات الساعية لمطار الكويت الدولى علاوة على الموقع الدائم لإدارة الأرصاد الجوية على شبكة الانترنت.
ودعا الشباب الكويتى من الجنسين لدراسة الأرصاد الجوية لاسيما ان العالم الآن في حاجة ماسة لمتخصصي الأرصاد مضيفا ان هذه المهنة ستكون من اكثر المهن اهتماما وضرورة في المستقبل القريب باعتبارها تساهم في تأمين وسلامة الملاحة الجوية والبحرية ورفاهية المجتمعات.