الكويت - مشكلة الطرق في الكويت تكاد تكون ازمة قومية.  فالى جانب الخسائر البشرية الناتجة عن الحوادث المرورية هناك ابعاد اقتصادية, بيئية وصحية للمشكلة. وأدت الاعداد المتزايدة من المركبات نتيجة للظروف الاقتصادية السائدة ناهيك عن الزيادة الطبيعية للسكان وزيادة الوافدين للعمل في الكويت في زيادة الطلب على شبكة الطرق في الكويت. ولم تستطع الزيادة في القدرة الاستيعابية لتلك الشبكة -مثل بناء طرق جديدة- ان توازي الطلب المتزايد عليها، الامر الذي جعل الكويت احوج ما تكون الى "فزعة" مرورية تنتفض لها كل الجهات المعنية الرسمية وغير الرسمية, جمعيات النفع العام والمؤسسات الاكاديمية لدراسة الوضع  المروري في الكويت وطرح انسب الحلول. 
الدكتورة هناء محمد السعيد – الاستاذ المساعد في كلية الدراسات التكنولوجية - قسم الهندسة المدنية- والحاصلة علي درجة الدكتوراة في هندسة النقل والمرور تشرح لـ"المستقبل" اهم الاعراض للمشكلة المرورية التي يعاني منها المواطنيين والوافدين سواء كانو سائقين او ركاب او مشاة او حتي ساكني بالقرب من مشاريع الطرق.
اختناقات مرورية
وابرز هذه الاعراض  بحسب الدكتورة هناء،  اختناقات مرورية تكاد تكون في معظم ساعات اليوم وليس ساعات الذروة فقط، وكذلك   التعطيل المروري حيث هناك الملايين من الساعات تهدر علي الطرقات اثناء الاختناقات المروية مما يجعل الكويت قوه طاردة للمستثمرين العرب والاجانب ويقلل من فرصها لان تصبح مركز مالي في المنطقه كما هو مخطط لها. كما تشكل هدر ملايين الدنانير اثناء الاعطال المرورية احد الاعراض، فبحسبة بسيطة كما تقول يمكننا تصور تلك الاموال المهدرة.  فاذا حسبنا عدد الساعات التي يقضيها السائق في الاختناقات المروريه ثم تم ضربها في قيمة ساعه العمل لهذا السائق فيمكننا حساب القيمة المالية المهدورة لهذا السائق.  وعليه يمكن تصور المبالغ المالية المهدوره الضخمة لعموم مستخدمي الطريق.
كما اشارت الى ان الاستخدام المفرط للمركبات الخاصة ادي الي العزوف عن استخدام وسائل النقل الاخري الموجودة مثل النقل العام والمشي مما ادى الى ظهور عوارض صحية عديدة منها امراض القلب والضغط والسكري والسمنة  المفرطة. العارضان الاخيران برأيها هما التلوث بشقيه البيئي والضوضاء.
مشروع المترو
وتعليقا على مشروع المترو وعما اذا كان يُجدي في حل المشكلة المرورية في الكويت، اشارت الى ان استحداث نظم جديدة مثل Metro System قد يكون مجدي بشرط أن تكون هناك دراسات مسبقة لايجاد اثر وجود Metro system على قرار اختيار وسيلة النقل.  كما رأت ضرورة الاهتمام بتطوير نظم النقل العام بشكل عام في الكويت مثل استخدام التكنولوجيا الحديثة في تطوير عمليات الباصات ومواعيدها مما يجعل نظم النقل العام في الكويت وسيلة جادبة للعديد من مستخدمي الطريق وخصوصا غير الكويتيين. ولكن لضمان نجاح تطبيق نظام المترو يجب ان تطبق معها سياسات مرورية تسهم في انجاحها منها تطوير البني التحتية للطرق (مثل: صيانة الطرق استحداث نظم للتعامل مع الحوادث المرورية، منح اولوية للنقل العام وتحسين مستوي اداءه، تطوير نظم ادارة المواقف الخاصه للسيارات, توفير حارات خاصة للباصات وسيارات الاجرة والمركبات ذات الكثافة الركابية العالية، وكذلك استحداث وتطوير نظم تسعيرللطرق (مثل: اسعار مواقف السيارات الخاصة, تسعيرة لاستخدام الطرق والاماكن المزدحمة, زيادة ضريبة امتلاك السيارة الخاصة, زيادة اسعار الوقود للمركبات, تقليل اسعار تذاكر الباصات وتركيبتها لكل فئة مع توفيرها بالمجان للركاب ذوي الاحتياجات الخاصة)، و تطوير واستحداث نظم المعلومات المرورية (مثل: الاشارات ذات المعلومات المتغيرة CMS قنوات تبث معلومات حية ومحدثة عن حالة الطرق لمستخدميه ونظم معلوماتيه خاصة لادارة باصات النقل العام باستخدام تقنية GPS). 
تطوير سلوكيات القيادة
وردا على سؤال حول الاثار البيئية لمشروع المترو قالت الدكتورة هناء ان اي مشروع نقل لا بد ان تكون له اثار بيئية متوقعة، ولكن تتفاوت تلك الاثار علي حسب اختيار الموقع المناسب للمشروع  والمواد المستخدمة وعمليات الصيانة الدورية المفروضة.  
ودعت مستخدمي الطرق تطوير سلوكياتهم في القيادة مثل التقيد باللوائح المرورية وتقليل الاستخدام المفرط للمركبات الخاصة وتشجيع المشاركة في المركبة خصوصا في نطاق الاسرة او الاصدقاء.  هدا بالاضافة الي تخليهم عن العديد من السلوكيات المرفوضة مثل الشعور بالخجل عند استخدام وسائل النقل العام  وخصوصا اذا كانت تتميز بالفخامة والراحة والمصداقية بالمواعيد. "/المستقبل/" انتهى ل . م