نبيل مصلح – صنعاء: أكثر من 2 مليون يمني في محافظة تعز جنوب غرب اليمن يواجهون أوضاعا إنسانية واقتصادية صعبة جراء الحرب التي تشنها جماعة الحوثي على المدينة منذ ما يزيد عن أربعة أشهر. فأسعار المواد الغذائية ارتفعت وانعدمت المشتقات النفطية والغاز بالاضافة الى حصار تفرضه الجماعة على تدفق المشتقات النفطية والسلع إلى مدينة تعز التي يقطنها 2,727,186 نسمة.
مدير مركز الاعلام الاقتصادي في اليمن مصطفى نصر وفي تصريح لـ"المستقبل" يوضح أن أسعار المواد الغذائية ارتفعت إلى 50 % داخل المدينة والى 70 % في ريف المحافظة مع عدم توفرها ما بين فترة وأخرى يصاحبها ارتفاع غير مسبوق لسعر أسطوانة الغاز والتي ارتفعت بزيادة 600 % , ناهيك عن انعدامها لأيام عديدة وهو ما دفع المواطنين إلى اتباع الطرق التقليدية للطهي والمتمثلة في الاحتطاب وتقطيع الاشجار من مناطق جبلية وعرة .
"مصطفى نصر" يؤكد أن الكثير من المواطنين سواء القاطنين في المدينة أو الريف في محافظة تعز يعانون صعوبة بالغة في الحصول على المياة بسبب عدم توفر مادة الديزل لدى المؤسسة العامة للمياه مما يتسبب في إنقطاع المياه لأكثر من 60 يوما، وهو ما يضطر المواطنين إلى شراء عربات المياه والتي ارتفع سعرها إلى 8000 ريال اي ما يعادل اربعين دولارا امريكيا مقارنة بالسعر السابق 3000 ريال اي ما يعادل خمسة عشر دولارا بزيادة تصل إلى 150 %.
اسعار المياه ترتفع 200%
وفيما يخص ازمة المياه في الريف اوضح ان مياه الشرب ارتفعت اسعارها بنسبة 200 %حيث تجاوز سعر الوايت (صهريج المياه) 9000 ريال اي ما يعادل خمسسة واربعين دولارا وتقوم النساء والفتيات والاطفال بجلب المياه على رؤوسهم من ابار عميقة نزفت معظمها بسبب عدم نزول الامطار في معظم المناطق في المحافظة ما تسبب في خوف الناس وهلعهم من جفاف المياه تماما ما قد يؤدي إلى كارثة إنسانية.
و بحسب ناشطين في بعض المناطق الريفية في محافظة تعز فإن ما تحصل عليه كل أسرة هو 30 لتر ماء فقط يوميا, ويصل عدد افراد الأسرة الواحدة الى 8 أشخاص كحد متوسط.
كما يجد المواطنون في هذه المدينة صعوبة بالغة في الحصول على الخدمات الصحية جراء إغلاق العديد من المستشفيات والعيادات الخاصة بسبب القصف المتواصل على المدينة في أماكن الصراع, و ايضا بسبب الانقطاع المستمر لشبكة الكهرباء وانعدام مادة الديزل وعدم توفرها إلا في السوق السوداء وبسعر يصل الى 8000 ريال يمني اي ما يعادل اربعين دولارا، اضافة الى ان الاقبال الكبير الذي تواجهه المستشفيات الحكومية أدى إلى عدم قدرتها على توفير خدماتها لجميع مرتاديها بسبب الانشغال بالجرحى جراء القصف المتواصل على المدينة والذي بلغ عددهم اكثر من 10 الف جريح منذ بدء الحرب التي تشنها جماعة الحوثي على المدينة، ناهيك عن النقص الحاد للأدوية والمستلزمات الصحية الذي يواجهه القطاع الصحي في المحافظة.
وبحسب "مدير مركز الاعلام الاقتصادي" فان قوات الحوثي وصالح تحاصر المدينة من كل المنافذ التي تربطها بالمحافظات كما أدت الحرب ايضا إلى إغلاق العديد من المحلات التجارية وفقدان عشرات الالاف من العاملين لأعمالهم.
هذا وقد اعلنت الحكومة اليمنية من مقرها المؤقت في الرياض ان مدينة تعز منطقة منكوبة ودعت المجتمع الدولي الى ايقاف المجازر التي يرتكبها الحوثيون بحق المدنيين خصوصا بعد سقوط المئات من القتلى والجرحى من المدنيين معظمهم من الاطفال جراء القصف العشوائي الحوثي المستمر على المدينة . "/المستقبل/" انتهى ل . م
|