تراجعت أسعار النفط امس الأربعاء في أطول موجة من الخسائر اليومية في عام، مع التفاقم الذي طغى على الدعم المحتمل للخام من انخفاض الدولار والنزول المتوقع لمخزونات الخام الأميركية.
وأظهر مسح لـ "رويترز" أن الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" أنتجت نحو ثلاثة ملايين برميل يوميا من النفط فوق حجم الطلب اليومي في الربع الثاني، مقارنة مع نحو مليوني برميل يوميا في الأشهر الثلاثة الأولى من العام.
وانخفض سعر مزيج برنت في العقود الآجلة تسليم شهر أقرب استحقاق 42 سنتا إلى 52.88 دولار للبرميل، متجها لتكبد سادس خسائره اليومية على التوالي في أطول موجة هبوط من نوعها منذ يوليو 2014.
وبلغ خام برنت أدنى مستوى له في الجلسة عند 52.28 دولار اول من أمس مسجلا أقل سعر له منذ الثاني من فبراير بعدما أثار هبوط الأسهم الصينية مخاوف بشأن متانة اقتصاد أكبر مستهلك للسلع الأولية في العالم. ونزل الخام الأميركي في عقود سبتمبر 33 سنتا إلى 47.65 دولار للبرميل.
وتعافت أسعار النفط من أدنى مستوياتها في عدة أشهر اول من أمس الثلاثاء بعدما أظهرت بيانات من معهد البترول الأميركي انخفاض مخزونات الخام التجارية الأميركية بواقع 1.9 مليون برميل في الأسبوع الماضي مقابل توقعات محللين بانخفاضها 184 ألف برميل، غير أن مستوى المخزون البالغ 462 مليون برميل الذي أعلنه معهد البترول الأميركي - مقارنة مع 383 مليونا في بداية العام الحالي - يعكس مدى الوفرة في المعروض الأميركي.
ومن المقرر أن تصدر إدارة معلومات الطاقة التابعة للحكومة الأميركية البيانات الرسمية لمخزونات النفط بالولايات المتحدة خلال يومين.
مخاوف من تراجع الأسعار
من جهة اخرى، أكد خبراء في شؤون النفط أن المخاوف بشأن تراجع الأسعار دون الخمسين دولاراً مازالت غير واقعية، خاصة أن البعض يشير إلى اقتراب عودة الإنتاج الإيراني إلى السوق مع ارتفاع الفائض، ما يسهم في ضعف الأسعار.
وذكر الخبير محمد الشطي لـ "العربية.نت" أن هذه الأجواء تزيد من نشاط المضاربين، وقد تنعكس بدعم الأسعار مع زيادة الشراء لتعزيز مراكزهم المالية في الأسواق، مضيفا أن سوق النفط عموما يميل إلى التوازن في ظل غياب أي مستجد على الساحة الإيرانية.
وقال "إن الأسعار قد تتجه للتعافي مع تأخر النفط الإيراني إلى النصف الأول من عام ٢٠١٦ وهو يتزامن مع زيادة الطلب العالمي على النفط.
وقال الشطي "إن مبعث التفاؤل حول رفع العقوبات وعودة ماكينة الإنتاج في إيران، إلا أن المنشآت النفطية غير مؤهلة تقنيا بعد الحصار الطويل الذي فرض على إيران، وإذا استطاعت الحكومة الإيرانية تأهيل حقول الإنتاج فإن التوقيت سيأتي مع ارتفاع الطلب العالمي، ما سيوفر كميات جديدة يستوعبها السوق". "/المستقبل/" انتهى ل . م
|