باتت سيناء بجنوبها ووسطها وشمالها العنوان الأبرز في الأحداث اليومية الأمنية في مصر. فلا يكاد يمر يوماً من دون وقوع حادث أمني فيها بعدما اصبحت الخاصرة التي تنزف منها الدولة المصرية في معركتها المستمرة ضد الإرهابيين المتغلغلين بين دروبها، وهذا ما أجبر سلطات البلاد منذ يومين  ايضا الى تمديد حالة الطوارئ في قسم من شمال سيناء المضطربة بما يشمل المنطقة الحدودية مع غزة لثلاثة اشهر اضافية بسبب "الظروف الامنية الخطيرة" التي تشهدها ضد قوات الامن.
ضبط سيارة محملة بالأسلحة
وفي إطار هذه الأوضاع  المتلهبة أمنياً، نجحت إحدى الدوريات المقاتلة التابعة للجيش الثالث الميداني  المصري خلال قيامها بتنفيذ أحد الكمائن غير الثابتة بأحد الدروب الجبلية بوسط سيناء، بضبط سيارة ربع نقل ذات دفع رباعي محملة بكميات كبيرة من الأسلحة والذخائر والمواد المتفجرة.
وأثناء محاولة السيارة الهرب، تمكن عناصر الدورية من التعامل الفوري مع شخصين يستقلان السيارة، وإصابة سائقها ومنع السيارة من الهروب داخل المنطقة الصحراوية، وبتفتيش العربة عثر بداخلها على رشاش كلاشينكوف وبندقية آلية و8 خزن آلي، و2 علبة ذخيرة كلاشنكوف بها 719 طلقة وزنكة ذخيرة كلاشنكوف مغلقة، و10 آلاف و680 طلقة بندقية آلية، و14 شيكارة بها مادة نترات النشادر التي تستخدم في صناعة المتفجرات، وقنبلة دفاعية من طراز "اف 1" ونظارة رؤية ليلية وشدة ميدانية وجهاز موتوريلا وشاحن وبطارية خاصة بالجهاز.
عناصر الدورية عثروا ايضا داخل السيارة على كشف خاص بتوزيع المبالغ المالية على عناصر التنظيمات الإرهابية في وسط سيناء مدون بداخله عدد من الأسماء الحركية والمبالغ المالية المخصصة لها، بالاضافة إلى مبلغ 30 ألف و200 جنيه مصري وعدد من المنشورات وتعليمات التحرك الخاصة بالتنظيم.
في المقابل، تمكن اثنين من العناصر الإرهابية اللذين تواجدا في العربة من الهروب الى داخل الدروب الصحراوية المحيطة، مما دفع الدوريات الى تمشيط المنطقة وتشديد الإجراءت الأمنية والحراسة على كافة النقاط والأكمنة الثابتة والمتحركة بشبة جزيرة سيناء.
تمديد حالة الطوارئ في سيناء
التطورات الأمنية اليومية المشتعلة في هذه المنطقة دفعت سلطات البلاد يوم الاحد الفائت الى تمديد حالة الطوارئ في قسم من شمال سيناء المضطربة بما يشمل المنطقة الحدودية مع غزة لثلاثة اشهر اضافية بسبب "الظروف الامنية الخطيرة" في المنطقة التي تشهد هجمات شبه يومية ضد قوات الامن، وفق تعبير رئيس الوزراء المصري ابراهيم محلب.
وجاء التمديد بعد اصابة 18 شرطيا مصريا على الاقل يوم الاحد بإنفجار عبوة ناسفة استهدفت حافلة مدينة كانوا يستقلونها اثناء توجههم لقضاء اجازتهم في منطقة الخلفاء الراشدين على اطراف مدينة العريش.
مسؤول امني اوضح ان التفجير تم عن بعد، مشيرا الى ان قوات الامن عطلت قنبلة اخرى عثر عليها في موقع الانفجار كانت تستهدف على الارجح قوات الامن والمسعفين فور وصولهم لموقع الهجوم.
في المقابل، تبنى الفرع المصري لتنظيم الدولة الاسلامية الهجوم الذي قال انه ردا "على تمديد حالة الطوارئ" في منطقة العريش.
ويعتبر هذا التمديد الثالث لحالة الطوارئ منذ فرضها لاول مرة في نوفمبر الفائت في شمال سيناء معقل الجماعات الجهادية المسلحة التي تقاتل قوات الامن بشكل متواصل منذ الاطاحة بالرئيس الاسلامي محمد مرسي في يوليو 2013، غير ان حالة الطوارئ هذه لم تقلص من الهجمات الارهابية للجماعات الجهادية المتطرفة ضد الامن في هذه المنطقة بل جرى استهداف مقرات الجيش والشرطة في قلب مدينة العريش نفسها.
يشار الى ان تنظيم "انصار بيت المقدس" الذي اصبح يسمي نفسه "ولاية سيناء" بعد مبايعته تنظيم الدولة الاسلامية في تشرين الثاني 2014، يعلن مسؤوليته عن معظم هذه الهجمات.