وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف انطلق بجولته الخليجية في اطار سياسة تبديد المخاوف والمرونة والانفتاح التي تبديها ايران اتجاه دول المنطقة بعد توقيع الاتفاق النووي بينها وبين المجموعة الدولية، وكانت الكويت أمس الاحد المحطة الأولى لجولة ظريف الاقليمية.
الوزير الإيراني أكد ان زيارته لدولة الكويت بعد الاتفاق النووي مع المجموعة الدولية (دول 5+1) تأتي لوجود ارادة مشتركة بين البلدين للتعاون والوصول للاهداف والمصالح المشتركة، وللاعلان عن نوايا بلاده ومبادئها الثابتة التي ترسم سياستها الخارجية نحو تعزيز علاقات حسن الجوار والتعاون مع دول المنطقة.
موقف ظريف جاء في مؤتمر صحافي عقده بعد جلسة مباحثات رسمية مع رئيس مجلس الوزراء بالإنابة ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، امس الأحد.
واذ لفت ظريف الى ان بلاده مقتنعة بوجود مصالح مشتركة وتحديات واخطار مشتركة في المنطقة شدد على ضرورة الاستفادة من هذا الواقع عبر تعميق المصالح والتعاون بين دول المنطقة وتوجيه الجهود نحو مزيد من التنمية ومواجهة التحديات والاخطار والارهاب.
واكد ان ما يربط بلاده بدول المنطقة من اواصر المحبة والمودة القائمة على دين وتاريخ واعتقاد وثقافة مشتركة اوسع واكبر من الاشياء التي يمكن ان تفرقنا موضحا "ان الاخطار التي تواجه واحداً منا هي اخطار على الجميع".
وقال ظريف ان رسالة بلاده لدول المنطقة تتضمن وجوب التعاون الجماعي لمواجهة تحديات التطرف والارهاب والطائفية "اذ لا يمكن لاحد في المنطقة ان يلغي اي دولة اخرى" لافتا الى ان المعالجة الاحادية للقضايا دون حضور دول المنطقة امر مرفوض وايران تستبعد هذا التفكير وتدعو كافة الدول بالتفكير والتعاون الجماعي.
وحول ما يمكن ان تبادر به ايران لتخفيف حدة التوترات التي يشهدها الاقليم في عدة مناطق اوضح ان بلاده تقف الى جانب الشعوب ضد المسائل التي تهددها لاسيما التطرف والارهاب والطائفية معربا عن اعتقاده بان هذه المشاكل والقضايا ليست مفيدة وليست في صالح اي من دول المنطقة
وفيما يتعلق بطبيعة الاتفاق الدولي بشأن برنامج ايران النووي لاسيما تفتيش المواقع العسكرية قال الوزير الايراني ان مسائل المراقبة والاشراف تم تحديدها في الوثائق الدولية واتفاق فيينا يبرهن ان التفتيش لا يدخل فيه المجال العسكري موضحا بأن الهدف من التفتيش هو الوصول للاطمئنان وبناء الثقة بان البرنامج النووي الايراني سلمي وليس هناك اي نشاط عسكري في البرنامج وهي الحقيقة التي اوضحت مرات عديدة.
وبالنسبة الى التقارب الامريكي الايراني المحتمل بعد هذا الاتفاق، اوضح ظريف ان الهدف من المباحثات تسوية القضية النووية، مضيفا "نرصد تعامل المسؤولين الامريكيين في هذا الصدد لاسيما ان الولايات المتحدة لم تستفد سابقا من ممارسة منطق القوة والتهديد باستخدامها مبينا ان الوضع الحالي يمثل فرصة استثنائية لتبديل وتغيير هذا الوضع".
|