الكويت- الكويتيون كما عهدهم الجميع، محبون للخير مطبقون للشريعة الاسلامية. عادة، تزيدها اجواء عيد الفطر ترسيخا، فتراهم يعطفون على الفقراء، وكغيرهم من المسلمين تراهم يأكلون في العيد بعض التمرات أو كعك العيد الطيب المحشو بالتمر أو المحشوه بالسكر، وغيرها من أطباق الحلوى وأعياد المسلمين تتميز عن غيرها من أعياد الجاهلية بأنها قربة وطاعة لله وفيها تعظيم الله وذكره كالتكبير في العيدين وحضور الصلاة في جماعة وتوزيع زكاة الفطر مع إظهار الفرح والسرور على نعمة العيدين ونعمة إتمام الصيام في الفطر، ولذلك لم يكن من سبيل المصادفة ان نرى الاف الكويتيين وغيرهم من المسلمين يهرعون الى المساجد لاداء صلاة العيد. والمسلمون يتساحمون بأعيادهم ويربطونها بأمجادهم، ويتحقق في العيد البعد الروحي للدين الإسلامي ويكون للعيد من العموم والشمول ما يجعل الناس جميعًا يشاركون في تحقيق هذه المعاني واستشعار آثارها المباركة ومعايشة أحداث العيد كلما دار الزمن وتجدد العيد. وفي العيد تتجلى الكثير من معاني الإسلام الاجتماعية والإنسانية، ففي العيد تتقارب القلوب على الود، ويجتمع الناس بعد افتراق، ويتصافون بعد كدر. وفي العيد تذكير بحق الضعفاء في المجتمع الإسلامي حتى تشمل الفرحة بالعيد كل بيت، وتعم النعمة كل أسرة، وهذا هو الهدف من تشريع "صدقة الفطر" في عيد الفطر. وقد رخص النبي محمد صَل الله عليه وسلم للمسلمين في هذا اليوم إظهار السرور وتأكيده بالغناء والضرب بالدف واللعب واللهو المباح، بل إن من الأحاديث ما يفيد أن إظهار هذا السرور في الأعياد شعيرة من شعائر هذا الدين، ولهذا فقد رُوي عن عِياض الأشعريّ أنه شهد عيدًا بالأنبار فقال: ما لي أراكم لا تُقلِّسون، فقد كانوا في زمان رسول الله يفعلونه. والتقليس: هو الضرب بالدف والغناء. ورُوي عن أنس قال: قدم النبي المدينة ولأهلها يومان يلعبون فيهما، فقال: "قد أبدلكم الله ـ الله ـ بهما خيرًا منهما؛ يوم الفطر ويوم الأضحى". ولكن ما ينغص هذا العيد على الكويتيين هو حلوله غداة اسابيع من تفجير ارهابي ضرب الكويت وادى الى استشهاد 27 شخصا وجرح المئات. وفرض هذا الاعتداء تشديد الاجراءات الامنية حول دور العبادة وتفتيش المصلين لحمايتهم من اي اعتداء قد يطالهم. "/المستقبل/" انتهى ع.د |
المصدر : المستقبل