الكويت- كيف كانت رحلة الانتحاري فهد القباع من البحرين الى الكويت؟ سؤال ربما يخطر على بال الكثيرين، لكن "مبلّغ" كان متن الطائرة القادمة من البحرين، جلس في مقعد ليس ببعيد عن الانتحاري فهد القباع، وراقبه طوال الطريق. المبلغ وفي حديث لجريدة القبس قال ان الانتحاري كان طوال الرحلة "مبتسما ويتابع الجميع بنظراته". يقول الشاهد، الذي قدّم معلوماته للجهات الامنية، ان الانتحاري كان جالسا في مقدمة الطائرة بعد ركاب الدرجة الاولى، ويصف ملابسه بأنها كانت واسعة بشكل لافت، فيما كان يرتدي نعالاً اسود. وبيّن «المبلغ» ان الانتحاري كان يتحدث بلهجة «حجازية»، ويضيف: او قريبة من المصرية، وكان مبتسما طوال الوقت، ويتابع الركاب بنظراته، ويسرح احيانا في سقف الطائرة! ورغم الابتسامة البادية على الانتحاري، فإن «المبلغ» لم يخف ارتيابه منه، قائلاً: كنت احدث نفسي خلال السير الى منطقة الجوازات: هل أخبر رجال الامن عن مخاوفي؟ لكن ماذا لو كانت غير صحيحة، حينها سأتسبب بالأذى لشخص بريء لم يبدر منه شيء سوى اتهامات تستند الى شكله ولحيته الكثة. وتابع: عندما علمت بحادث التفجير، اول ما تبادر الى ذهني انه الفاعل، لكن مرة اخرى لا دليل لدي. ويضيف: عندما عرضوا معلومات عن المتهم وتوقيت وصوله، حينها تيقنت بأهمية تقديم معلوماتي للجهات المختصة. وقال انه لا يفهم "فكرة جلوسه معنا في الطيارة مبتسما، وكأنه ذاهب الى الجنة بعد قتل الابرياء!" سطور عن حياة الانتحاري وكان أحد أفراد عائلته روى تفاصيل عن حياة فهد القباع فقال انه منذ صغره لم يكن سوي في فكره، ويعنف في اجتماعات العائلة بعض المخالفين له وبأشد الكلمات. فهد الذي لم يتم دراسته الجامعية انتقل مع والده، الذي يعمل في مجال التجارة، للرياض منذ نحو ٢٠ عاما، يرفض فهد الوظيفة الحكومية لأنه يراها محرمة لكنه عمل عبر وساطة ابن عم له في وظيفيتين في شركات خاصة إلا أنه غير مستقر. قبل شهر رمضان بأيام، كان هناك اجتماع للعائلة، وكان فهد موجودا، لكنه خرج ورفض الجلوس مع عائلته، لمخالفته فكرهم واشتباكه كثيرا مع من يجلس معهم. لم يعرف عن فهد القباع ذهابه لسوريا أو العراق رغم ميله للفكر الداعشي، والبيئة التي نشأ فيها فهد القباع خصوصا من جهة أخواله لم تكن مثالية، خصوصا وأن بعض أخواله في السجن ممن يعتنقون الفكر المتطرف. "/المستقبل/" انتهى ع.د |