فلسطين – مها عواودة: بجيوب فارغة  وآمال برفع الحصار, استقبل أهالي قطاع غزة شهر رمضان المبارك فيما لا تزال ذكريات ومشاهد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة ماثلة في أذهان الغزيين حيث كانوا يتناولون السحور والإفطار على وقع الغارات الإسرائيلية والصواريخ المحرمة دولياً التي استهدفت المنازل والمنشآت الفلسطينية مسفرة عن استشهاد أكثر من 2200شهيد وجرح نحو عشرة آلاف فلسطيني معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ،  فهذا الشهر هو  أول رمضان بعد الحرب في رمضان الماضي.

أسواق غزة بلا متسوقين

 ضيق الحال ونسب الفقر والبطالة المخيفة في غزة  حالت دون  رسم الأجواء الرمضانية التي اعتاد عليها أهالي القطاع قبل سنوات الحصار الإسرائيلي  ,الأسواق  أصبحت عبارة عن بضائع بلا متسوقين  حيث تكدست البضائع في الأسواق والمحال التجارية في غياب واضح للمشترين الذين يكتفون بشراء المواد الأساسية لإعداد الطعام   .

وفي محاولة لإدخال الفرح والسرور على أطفال وشيوخ المخيمات قام وبمجهود شبابي ذاتي  مجموعات من شباب مخيمات القطاع المحاصر  بتزيين شوارع ومساجد  مخيماتهم بالفوانيس والأضواء الملونة ابتهاجاً بحلول شهر رمضان .

اسماعيل بركة أحد الموظفين الحكومين في غزة التقينا به فقال لـ " المستقبل" :" لا يوجد رواتب , لا أستطيع الذهاب للمحلات لأشتري ما يلزم لأسرتي من حاجيات رمضان أكتفي هذا العام  بالنظر للأسواق وبتوجيه التهاني لأصحابي وأصدقائي عبر الهاتف، لا أملك دولار واحد لكي أتحرك هنا وهناك.. أنا موظف بالاسم  موظف بلا راتب ومثلي الآلاف ".

ذكريات الأسرى والشهداء

في شهر رمضان المبارك وعلى موائد السحور والإفطار تتجدد الآلام وتتفتح جراحات ذوي الأسرى والشهداء الذين غابوا عن الموائد بأجسادهم لكنهم في أذهان ذويهم باقين .

" المستقبل " التقت بوالدة الشهيد جهاد أبو شاب  الذي استشهد جراء استهدافه من قبل  طائرات العدو فقالت بألم وحرقة :" تتجدد آلامي على مائدة الإفطار , أتذكر جهاد الشاب الخلوق الجميل الحنون  ,أراه أمام عيني أعرف مكان جلوسه وأحب الأكلات الرمضانية التي كان يفضلها ويطلبها مني باستمرار " .

وتابعت " أتمنى أن يكون الجنان ملتقانا عند الرحمن وأدعوا له باستمرار أن يجمعنا الله في الفردوس الأعلى ".

في حين التقينا بعائلة الأسير شادي البابا  فقال والد الأسير :" بلا شك عدم وجود شادي على مائدة الإفطار في رمضان تعكر أجوائنا الأسرية وبالطبع هذا هو حال أسر الأسرى جميعاً , دعواتنا لابني شادي وكل الأسرى الفلسطينيين داخل سجون العدو بالفرج القريب  إن شاء الله " .

موائد الرحمن والخير

وعلى الرغم من ضيق الحال والفقر المنتشر في غزة  تنتشر موائد الرحمن في أزقة مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في غزة حيث تنشط مؤسسات فلسطينية وعربية وإسلامية على تنظيم موائد إفطار جماعية للفقراء والمحتاجين وعوائل الأسرى والشهداء للتخفيف من معاناة هذه الأسر.

ويتوافد على موائد الرحمن المئات من الفقراء والمساكين حيث يتجمعون في مناطق معينة مخصصة لها.

"/المستقبل/" انتهى ا.ع