سؤال يطرح نفسه بعد تزايد ظاهرة نفوق الكائنات، ويبدو ان سر النفوق المتكرر بشكل يومي، لن يكشف ما لم تقم الجهات المعنية بالبيئة بتفعيل الخطة الوطنية لمواجهة نفوق الاسماك بشكل عاجل، والتي من المفترض ان تفعّلها الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية بالتعاون مع جهات الدولة المعنية. وتتضمن الخطة تفعيل المختبرات الخاصة بهذا الشأن من قبل جميع الجهات وتحليل عينات من الكائنات النافقة بصفة مستعجلة، والاستعانة بالخبراء المتخصصين بالكائنات البحرية، اضافة الى اصدار تقارير تبين آلية عمل الجهات لمواجة ظاهرة النفوق وتتسم بالشفافية.

وحذر فريق الغوص الكويتي التابع للنادي العلمي من ان استمرار ظهور اعداد كبيرة من الثديات البحرية النافقة على شواطئ البلاد، يشكل مؤشرا خطرا حول تدهور البيئة البحرية الكويتية.

واعلن مدير إدارة علوم البيئة البحرية ورئيس فريق الغوص الكويتي التابع للنادي العلمي الكابتن طلال السرحان ان الفريق تلقى بلاغا من المواطنين امس، مفاده وجود دولفينين نافقين على شاطئ الجزيرة الخضراء وثالث في نقعة الشملان «سوق شرق»، ومشيراً إلى أنها من النوع نفسه (حيوان الدقس)، مبدياً استغرابه لنفوق هذا العدد الكبير من الدلافين.

وأشار السرحان إلى أن الفريق نقل الدلافين النافقة إلى مقر رابطته بمنطقة السالمية لأخذ المعاينات والفحوصات والدراسات العلمية لمعرفة الأسباب وراء حالات النفوق لهذه الكائنات، ثم تم تسليم الدلافين لموظفي الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية، كاشفا عن فريق علمي متخصص لرصد حالات النفوق للكائنات البحرية تم تشكيله اخيرا في النادي لمتابعة حالات نفوق الثديات البحرية، متوقعا ان يشهد بحر البلاد مزيدا من حالات النفوق مستقبلاً.

واردف ان فريق الرصد الذي تم تشكيله يقوم بعدة مهام وفق منهجية علمية وأكاديمية بالتعاون مع الجهات الحكومية والعالمية المتخصصة، وإعداد الدراسات الإحصائية لحالات النفوق سنوياً، اعداد التحاليل الأولى لعوامل النفوق لتحديد أسبابها، بالإضافة إلى رفع الوعي وتثقيف المجتمع حول الكائنات الثديية وأهميتها للبيئة والتنوع البيولوجي لهذه الكائنات التي عادة ما تتواجد عند مدخل مضيق هرمز في بحر العرب، والذي يشكل منطقة عبور لبعض هذه الكائنات.

ورجح السرحان اسباب ظاهرة النفوق قد تعود الى عدد من العوامل منها زيادة الآثار السلبية على البيئة البحرية، ظاهرة تغيير المناخ، الشباك السائبة (الصيد الشبحي)، رمي المخلفات، زيوت البواخر ومخلفات السفن ومياه التوازن، بالإضافة إلى عامل المرونة البيئية المتمثل في قدرة البيئة على التعافي.

أشار فريق الغوص إلى أن قدرة بيئتنا على التعافي منخفضة جدا، لافتا الى أن احتمالية دخول الكائنات البحرية الثديية إلى منطقة الخليج كبيرة جداً واتجاهها شمالا، مضيفا أن منظمة الأغذية والزراعة – الفاو – التابعة للأمم المتحدة ذكرت في دليلها عن الكائنات البحرية في الخليج بأن هناك 15 نوعاً من الثديات تتواجد في مياه الخليج العربي بصورة طبيعية، منها الحوت الأحدب، والحوت القذمي، والدولفين الأحدب.

قال الامين المساعد للجمعية الكويتية لحماية البيئة عبد الامير الجزاف نحن اليوم بحاجة الى دعوة اللجنة الوطنية لنفوق الاسماك وتفعيل خطتها الوطنية بصفة عاجلة ودون انتظار، لافتا الى ان نفوق اعداد كبيرة من الكائنات البحرية ذات نوع واحد وعلى اعماق سطحية في بحر البلاد، امر يثير علامات استفهام حول الاسباب الكامنة وراء هذه الظاهرة، مطالبا بضرورة وضوح اجراءات الجهات الحكومية تجاه هذا النفوق الذي تركز في مواقع بحرية قريبة من بعضها شمال البلاد.

طالب الامين المساعد للجمعية الكويتية لحماية البيئة عبد الامير الجزاف بضرورة تفعيل الخطة الوطنية لنفوق الاسماك من قبل الجهات المعنية وعلى رأسها الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية، مضيفا ان ابرز بنود الخطة هي تفعيل مختبرات الدولة كافة لفحص العينات البحرية.

من جانبها اكدت الهيئة العامة للبيئة متابعتها لحالات نفوق الدلافين والدقس التي ظهرت ولا تزال خلال اليومين الماضيين بمتابعة وتنسيق كامل مع الجهات المعنية وعلى رأسها الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية.
وقال نائب المدير العام للشؤون الفنية في الهيئة ونائب المدير العام لشؤون قطاع البيئة بالوكالة المهندس محمد العنزي اليوم انه تم جمع العديد من هذه الكائنات واحالتها الى حديقة الحيوان لحفظها ومباشرة اعمال المعاينة والفحص لها للوقوف على اسباب نفوقها بمتابعة وتنسيق مع الجهات المعنية.
واضاف العنزي ان فرق الرصد الخاصة بالهيئة تقوم بدورها على اكمل وجه في هذا الشأن بالتعاون مع هيئة الزراعة والثروة السمكية والادارة العامة لخفر السواحل وبلدية الكويت مؤكدا تضافر جهود الجهات الحكومية والاهلية مستمر في عمليات الرصد.
ونصح بعدم الانجراف خلف تصريحات بعض الهواة والحرص على الاستماع للرأي الرسمي للدولة ومتابعة البيانات من مصادرها الموثوقة مبينا انه سيتم اصدار بيانات لاحقة حول هذا الموضوع عند استكمال اعمال الرصد والتحليل والانتهاء منها.