كشف رئيس الاتحاد العالمي للمواصلات العامة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا عبدالله ناصر عن عقد الاتحاد ورشة عمل وندوة تستمران ثلاثة أيام (11-12-13 مارس الجاري)، وتضم الورشة والتي ستقام في مجمع الراية مختصين ومسئولين عن النقل والمرور من دولة الكويت ودول أخرى، وبمشاركة من بعض الجهات ذات الصلة، والحملة الشعبية الشبابية «لي متى زحمة ؟!»، وذلك بهدف دعم الكويت من خلال تقديم الخبرات العلمية والفنية في معالجة الأزمة المرورية من جهة ومناقشة طبيعة ودور هيئات النقل العام وما تستلزمه من تشريعات وقوانين خاصة، حيث إن دولة الكويت في إطار إنشاء هيئة عامة للنقل.

وأوضح عبدالله ناصر أن الاتحاد العالمي للمواصلات ومقره الرئيسي (بلجيكا – بروكسل) هو اتحاد غير ربحي وغير حكومي، وقد أنشئ منذ سنة 1885م، يهدف في الأساس إلى دعم النقل الحضري داخل المدن في جميع أنحاء العالم، وقد ارتأى الاتحاد ضرورة الإسهام في معالجة مشكلة الازدحام المروري بدولة الكويت، حيث بات الازدحام أزمة حقيقية تلحق أضرارها بالجميع، وتنبئ عن خطر مستقبلي، خاصة في ظل زيادة أعداد المركبات بصورة مطردة، تبلغ سنويا ما يزيد على 8% ، مؤكداً أن من أنجح الحلول لمعالجة هذه الأزمة هو النقل الجماعي وإنشاء خطوط للمترو، ولكن تحت رعاية وتخطيط وأخذا بقوانين وتشريعات تكفل تحقيق الأهداف المرجوّة، وتحقيق الضوابط التي تنظم عمليات النقل الجماعي، وهذا هو الدور المتوقع من هيئة النقل العام التي تعتزم دولة الكويت إنشاءها، ذلك أن الوضع الحالي يشهد انعداماً للتشريعات والقوانين المنظمة لعمل شركات النقل، وطبيعة عملها، وخطوط سيرها، إضافة إلى انعدام للضوابط والشروط الخاصة بالمواصفات التي ينبغي تواجدها في مركبات النقل الجماعي الحالية، ناهيك عن انعدام الرقابة عليها.

ولفت رئيس الاتحاد العالمي للمواصلات العامة، أن مشكلة الازدحام المروري مشكلة عالمية، فدول كثيرة تعاني منها شأنها شأن الكويت، مستشهدا على ذلك بدولة بلجيكا التي تحتضن الاتحاد، مستدركاً بأن الفارق هو قيام عديد من الدول بوضع الحلول وتفعيلها وتطبيقها ما سيؤهلها إلى معالجتها والقضاء عليها في المستقبل، أمَّا في الكويت فتكاد تنعدم الرؤية الواضحة والخطط المستقبلية والتطبيق للحلول ما سيؤدي إلى تفاقم مشكلة الازدحام المروري في المستقبل، وهو ما لا نريده بل سنعمل بكل الجهد لمواجهته والقضاء على الأزمة المرورية بطرق متعددة.

وأفاد عبدالله ناصر بأن ورشة العمل والتي ستقام في اليومين الأول والثاني باستضافة ما يزيد على 25 مختصا في النقل الحضري، ومن ذوي الاختصاص بالنقل والمرور، من وزارات النقل والمواصلات، والبلدية والأشغال، والداخلية، وغيرها من الجهات ذات الصلة، وسيتطرق القائمون إلى الحديث عن قوانين وتشريعات النقل، بالإضافة إلى طرق معالجة الازدحام المروري، وذلك من خلال تقديم ورق عمل ومحاضرات في أدوار هيئات النقل العام، مع تقديم بعض الأمثلة والتجارب لبعض هذه الهيئات في مختلف دول العالم، وخاصة دول أوروبا، وشرق آسيا، ومنها تجارب لدول عربية، كاشفا عن عرض تجربة لكل من سنغافورة ودبي، وذلك بهدف دعم حكومة الكويت، في معالجة مشكلة المرور وتقديم الدعم اللازم لإنشاء هيئة النقل العام، وخاصة للجهات التي ستكون جزءاً من هذه الهيئة وتتمثل في وزارة النقل والمواصلات، ووزارة الداخلية، ووزارة الأشغال، والبلدية.

وعن اليوم الثالث 13 مارس أشار عبدالله ناصر إلى أنه سيشهد عقد ندوة في فندق الماريوت بالصالحية، وسيكون فيها المجال مفتوحاً لحضور الجميع، لمناقشة مختلف القضايا وطرح الرؤى والأفكار الخاصة بقوانين وتشريعات النقل والمرور، كاشفاً عن حضور بعض الشخصيات، ومنهم: اللواء عبدالفتاح العلي – الوكيل المساعد لشئون المرور، والدكتور عبد العزيز العوهلي وكيل وزارة النقل لشؤون النقل في المملكة العربية السعودية ، والذي سيتحدث عن إنشاء هيئة النقل التي تعتزم المملكة إنشاءها، لافتاً إلى التركيز على الشباب حيث يهدف الاتحاد العالمي للمواصلات العامة من خلال هذه الجهود إلى تاهيلهم وخلق وعي تام لديهم بأدوار هذه الهيئات، ومن ثم تحفيزهم على تقديم خدمة وطنية حيث إن الشباب هم قادة المستقبل وحاملي راية الوطن إلى التقدم والازدهار، من خلال الإسهام بفاعلية في حل القضايا والمشكلات وإزالة كافة المعوقات ومواجهة جميع التحديات في سبيل خدمة الكويت.