الكويت- شدد وكيل وزارة الأوقاف د.عادل الفلاح على أن الوزارة تتبع رؤية محددة واضحة المعالم بشأن الظواهر الدخيلة على الإسلام، وأضاف الفلاح "تبذل أقصى جهدنا لتجفيف منابع الارهاب لكي لا يصل إلى بلادنا وذلك بالتنسيق مع المؤسسات الخارجية "، وذكر الفلاح أن الكويت من فضل الله عزّ وجلّ بفطرتها السليمة وقيادتها الحكيمة وضعت سياسات متعددة ومتنوعة منها سياسة الباب المفتوح والعدالة والحرية خففت من ظواهر العنف والتطرف بشكل كبير جدا ولله الحمد والمنة».

وأشار الفلاح خلال حفل تكريم الفائزين في مسابقة «الخطيب الصغير» السابعة التي تنظمها إدارة مساجد العاصمة وأقيمت مساء امس الأول بقطاع المساجد بالرقعي وأيضا بالتعاون مع مؤسسات الدولة سواء الإعلام أو الداخلية أو وزارة الشؤون وغيرها، فكل هذه المؤسسات تعاونت وجعلت لله الحمد نسبة العنف والتطرف في بلادنا قياسا لما يحدث إقليميا وما يحدث حولنا نسبة بسيطة كما تبين بعض الإحصائيات والأرقام.

وأوضح وكيل وزارة الاوقاف أن التطرف والإرهاب الحاصلين اليوم قضية يئن العالم تحت وطأتها بشكل كبير وخطير وتكاد تصل شظاياها ونيرانها كل مكان في العالم وتشوه صورة الإسلام من جانب وتسيء الى كثير من المعاني التي جبل عليها المسلمون.

وبين أن «هناك رؤية نتبعها في التعامل مع تلك الظواهر الدخيلة على إسلامنا العظيم، فعلى المستوى الخارجي نجتهد مع المؤسسات الخارجية قدر الإمكان لتجفيف المنابع ـ إن صح التعبير ـ وإطفاء الحرائق حتى لا يصل الإرهاب إلى بلادنا.

وأضاف د.الفلاح " إن وزارة الأوقاف وضعت استراتيجية متكاملة، وشعار هذه الاستراتيجية هو «الأمة الوسط»، ووضعت ابرز القيم التي حثت عليها هذه الاستراتيجية وهي قيمة الوسطية مشددا على ان مثل هذه الأمور امتاز بها المجتمع الكويتي بعفويته وتلقائيته وفطرته السليمة منذ قرون طويلة وهو يجسد معاني الوسطية تجسيدا فعليا عمليا واقعيا"، و أضاف أن ما لمسناه من تاريخ الكويت هو ذلك التعايش الجميل السلمي بين فئات المجتمع سواء بالأعراف أو المذاهب والطوائف وغير ذلك من الأمور، فهو تاريخ ناصع من المحبة والتكافل والتراحم والتعاون وغير ذلك من الأمور الإيجابية العظيمة والقيم العالية.

ووابدى د.الفلاح سعادته بمشاركة في ادارة مساجد محافظة العاصمة بتخريج كوكبة من الخطباء المتميزين ضمن مشروعهم الرائد «العرس النضير»، وأكد بأنه تابع ان دورة ومسابقة الخطيب الصغير جاءت لتحقيق كل هذه التطلعات من خلال ما تخرجه لنا كل عام من غراس نضرة وزهور يافعة سيكتب لها النجاح في قابل الأيام بإذن الله، واضاف قائلا " الأمة تحتاج إلى الخطيب الداعية المميز الموسوعي،والخطيب القائد، وان أعظم ميادين القيادة ان يشرفك الله بميراث الأنبياء والمرسلين، فالخطيب هو قائد يتقدم ويرشد الناس لأنه رائد في المجتمع".

من جهته ذكر وكيل وزارة الأوقاف المساعد لقطاع المساجد د.وليد الشعيب إنه ولله الحمد ومنذ 7 سنوات هذا الحفل قائم كل عام، حيث يقيم قطاع المساجد ممثلا في إدارة مساجد محافظة العاصمة برنامج الخطيب الصغير لكشف مواهب وإمكانات الصغار في موضوع الخطابة والتحدث أمام جمهور المصلين.

وأشار الشعيب إلى أن هذا العام تميز بوجود شعراء من الخطباء الصغار، وأضاف "وهذا الشيء يبشر بالخير أن يكون طفل عمره بين خمس وست سنوات يحفظ الشعر ويلقيه بإتقان"، وأوضح ان هذه الرعاية من وزارة الاوقاف لهؤلاء الخطباء تدل على اهتمام الوزارة بقضية الخطابة واهتمامها المشهود والبالغ بموضوع الخطابة، كما أن الوزارة تحرص على إجراء هذه المسابقة كل عام لمعرفة مواهب هؤلاء الصغار.

ولفت الشعيب الى اهتمام وزارة الأوقاف بخطبة الجمعة حيث توجد لجنة مشكلة من اخوة فضلاء من أئمة وخطباء قدامى وكذلك من أساتذة كلية الشريعة لصياغة الخطب، مبينا انه كل اسبوع هناك اجتماع يوم الاربعاء لمراجعة الخطب التي سوف تلقى في الاسابيع المقبلة، لذلك فالخطب جاهزة على مدار العام وهناك مناسبات تتخلل الاشهر العربية او الميلادية، ففي كل مناسبة تكون لنا خطبة معدة لذلك.

وقال "احيانا تحصل معنا مفاجآت خلال العام تتطلب خطبة جديدة غير مجهزة لذلك تجتمع على الفور اللجنة لإعداد هذه الخطبة لهذه المناسبة لذلك هي خطب محكمة ومصوغة صياغة جيدة باستدلالاتها القرآنية والأحاديث النبوية فهي ليست عشوائية بل مصوغة من لجنة مختصة بهذه الخطب".

وبين الشعيب ان الهدف من الخطب المعدة هو نشر الوسطية لان هذا هو شعار وزارة الأوقاف، لذلك نحن دائما خطبنا وندواتنا ومحاضراتنا عن الوسطية ونبذ العنف والتطرف في كل برامجنا في المدارس، بحسب صحيفة الانباء الكويتية.

واشار الشعيب الى ان الخروج عن نص الخطبة يخضع الخطيب لميثاق المسجد المعروف لدينا وكل خطيب يصعد المنبر يعرف ما هو ميثاق المسجد ويعرف ما معنى تجاوز هذا الميثاق ولذلك في كل المساجد التي تقام فيها صلاة الجمعة تجد مسجلا لتسجيل الخطب وفي اليوم نفسه تصل الخطب الى المكاتب الثقافية في المحافظات وتسمع في يوم الجمعة ونعرف ماذا قال الخطيب والتقارير التي تأتينا من خلال مكاتبنا الثقافية ان كان تجاوز هذا الخطيب او لم يتجاوز.

ولفت إلى أن من الخطباء من يتجاوز ميثاق المسجد وهم قلة قليلة وهناك لجنة مختصة بهذا الامر تقدر حجم التجاوز وعليه تأتي العقوبة فجميع خطبائنا يعرفون ان هناك ميثاقا للمسجد وان هذا المنبر يجب ان يحترم، وأضاف "المصلون الذين يستمعون الى الخطبة يجب ان يحترموا ما يسمعون ويجب أن يلقى عليهم ما يستفيدون منه وليس طعنا في الآخرين، ولذلك جميع الخطباء يعلمون علم اليقين ماذا تفعل وزارة الأوقاف في حالة تجاوز أي خطيب نصوص ميثاق المسجد".