الاكتئاب.. هو عبارة عن مصطلح يستخدم لوصف خليط من الحالات المرضية، أو غير المرضية بالإنسان، والتي يغلب عليها طابع الحزن، كما توجد أنواع متعددة من الاكتئاب تُقسم حسب طول فترة الحزن، وإذا ما كان قد اثر في الحياة الاجتماعية والمهنية للفرد، وإذا ما كان هذا الحزن مصحوبا بنوبات من الابتهاج، إضافة إلى نوبات الكآبة، كما ان أعراض الاكتئاب وعلاماته متعددة، بينها الشعور بالحزن والضيق واليأس، وهو ما يطلق عليه المزاج الاكتئابي، بالاضافة الى فقدان الاهتمام والقدرة على الاستمتاع بالحياة او اضطراب الشهية، وفقدان الإحساس بطعم ونكهة الطعام، حيث يكون «المكتئب» يأكل فقط لأنه اعتاد على ذلك، كما يصاحب الاكتئاب فقدان الشهية والوزن، كما أن بعض مرضى الاكتئاب يزداد إقبالهم على تناول الطعام، ويزداد وزنهم بالتالي، ولكن من دون الشعور بلذة الطعام، كما كانوا من قبل، فيما أعلن اطباء في مركز الكويت للصحة النفسية عن وجود مايقارب من 200 ألف مواطن ومقيم مصابين باضطرابات الاكتئاب، وذلك قياساً بعدد سكان الكويت الذي يقترب من 4 ملايين نسمة، بحسب آخر الاحصاءات الرسمية، مشيرين الى ان اسبابه متفرقة، كالضغوط النفسية والاجتماعية التي يعيشها الفرد، ووجود منطقة نزاعات تحيط بالكويت، او عوامل أخرى وراثية، او فقدان شخص عزيز او احد الاقرباء، بالاضافة الى تناول بعض الادوية التي قد تؤدي الى حدوث أعراض الاكتئاب عند الشخص، لافتين الى ان معدلات وجود الاكتئاب في اي دولة تتراوح مابين 5 الى %10، مؤكدين زيادة الوعي الصحي لدى المراجعين والمرضى من خلال تكرار زيارتهم لمركز الكويت للصحة النفسية.
في البداية، تحدث مدير مركز الكويت للصحة النفسية د. عادل الزايد، وقال، ان الظروف الاجتماعية والنفسية التي يعيشها الفرد قد تكون احدى الاسباب الرئيسية للاصابة باعراض الاكتئاب، موضحا ان نسبة اصابة المواطنين فيه اعلى من اصابة الوافدين، وذلك قياسا مع اعداد المراجعين للمركز خلال الفترة الاخيرة، مشيرا الى ان الوعي الصحي يساهم بشكل كبير في علاج المصاب بالاكتئاب.
وأضاف الزايد، ان الاكتئاب ينقسم الى ثلاثة انواع، حيث ان النوع الاول يكون «شديدا»، وهو ما قد يدفع بصاحبه الى اللجوء للافكار الانتحارية، وتكون اعراضه سماع اصوات وتهيئات، لافتا الى ان النوع الثاني هو «المتوسط»، والذي تكون اعراضه قلة التركيز، وقلة الاستماع وبدرجات تختلف من شخص لآخر، بالاضافة الى ضعف التعايش مع الحياة اليومية، موضحا ان النوع الثالث هو «البسيط»، حيث يمكن للمصاب بهذا النوع ان يمارس حياته اليومية الطبيعية، ومن دون اي عوائق تذكر، مشددا على ان المصاب باضطرابات الاكتئاب الشديد يصعب عليه ممارسة حياته اليومية، كما ان المصاب باضطرابات الاكتئاب المتوسط تتأثر وظائفه العضوية وحياتة اليومية بالاضطراب.

العلاج
وأكد ان العلاج المتوافر حاليا هو الدوائي والجلسات النفسية، مشيرا الى ان الادوية لا تتضمن اي منومات او مواد مخدرة لجسم المصاب، حيث ان العلاج يكون عضويا للعضو المصاب، والذي يؤدي الى خلل عضوي ينتج عنه الاكتئاب، وعادة ما يكون بداخل المخ، مبينا ان مدة العلاج تتراوح ما بين 6 الى 9 اشهر تقريبا، ومن ثم يتم تحديد امكانية علاج الشخص المصاب وممارسة حياته الطبيعية، او العودة من جديد الى مراجعة الطبيب المختص.
وشدد الزايد، على ان العلاج لا يتضمن اي ادمان عليه، لافتا الى ان الاسباب تتنوع بين الضغوط النفسية والاجتماعية والاسرية لهذا المرض، بالاضافة الى وقوع الكويت في محيط منطقة نزاعات من حولنا، مؤكدا ان العوامل البيئية هي محفزة وليست مسببة للاكتئاب، موضحا ان الجميع عرضة للاصابة بالاكتئاب، مبينا نجاح الجلسات النفسية والادوية العلاجية في علاج الكثير من الحالات التي تتوافد الى مركز الكويت.

فوق الــ 40 عاماً
وأوضح الزايد، ان اغلب الحالات المصابة تزيد اعمارهم على 40 عاما، لافتا الى ان البعض يكتشفون اصابتهم عن طريق الصدفة، وذلك بعد تحويلهم من مركز الرعاية الصحية الاولي الى مركز الكويت للصحة النفسية، مؤكدا ان الوعي الصحي لدى المواطنين في نمو مستمر، حيث زالت بعض المخاوف والرهبة والتردد، التي تتملك البعض عند مراجعة المركز، موضحا توفير كل الخصوصية للمراجعين والحرص على خدمتهم وفق الخدمات المتوافرة بالمركز.

السبب الأول
بدوره، كشف استشاري الطب النفسي ورئيس وحدة الطب الشرعي في مركز الكويت للصحة النفسية د. عبدالله الحمادي، عن ان منظمة الصحة العالمية قد حذرت من تفاقم وانتشار مرض الاكتئاب على مستوى العالم خلال عام 2020، حيث انه سيكون السبب الاول في الاعاقة العملية، اكثر من الامراض الاخرى، كالسرطان والقلب والكبد، وذلك بحسب دراسات المنظمة الحديثة.
وأوضح الحمادي، ان الاكتئاب هو مرض عضوي يصيب الدماغ والاوعية الدموية، وقد يساهم في زيادة عدد مرات دخول المستشفيات، لدى الاشخاص المصابين باكثر من مرض اخر، مشيرا الى وجود ما يقرب من 200 الف مواطن ومقيم أصيبوا به في الكويت، حيث إن هذه الارقام تشكل نسبة عالية مقارنة بدول أخرى، كالدول الاسكندنافية، التي تقل النسبة فيها عن %4، واستراليا والهند وكندا، التي تقل عن %4.5، وفقاً لدراسة حديثة نشرتها جامعة كوينز لاند بأستراليا عن مدى انتشار اضطراب الاكتئاب عالمياً.
 
عيادات نفسية
ولفت الحمادي، الى إن افغانستان سجلت أعلى نسبة، حيث بلغت %20، مشيرا الى أن الصراعات الإقليمية في محيط هذه الدول من أهم أسباب انتشار الاكتئاب، بالاضافة الى الضغوط الاجتماعية على الأسرة، وزيادة معدل نمو السكان، ولا سيما بالأعمار من 16 إلى 65، تزيد من هذا الاضطراب لهذه الفترة العمرية، مبينا ان عدم الوعي الصحي النفسي لدى السكان والخوف من اللجوء للخدمة النفسية يمثلان أحد الأسباب المهمة الخاصة بهذا المرض، موضحا ان هناك فئات من المجتمع تصاب بالاكتئاب ولا يلتفت إليها، كالاطفال وكبار السن وبعض المراهقين والشباب، وهو ما حدا بوزارة الصحة الى تخصيص عيادات نفسية في مراكز الرعاية الصحية الاولية منذ عام ونصف تقريبا، لضمان مراجعة هذه الفئات لها.
واوضح الحمادي، أنواع الاكتئاب، ومنها الاكتئاب الذي يصيب المرأة خلال مراحل عمرها منذ البلوغ، مرورا بالحمل والولادة، موضحا ان الاكتئاب عند النساء في هذه المرحلة يكون ضعف ما يصيب الرجال إستنادا الى التغيرات الهرمونية بالجسم، مبينا ان اعراضه تكون من خلال تقلب المزاج، وموجات من الحزن، أو الإحساس بعدم الكفاءة، بالاضافة الى التوتر والغضب والنزاعات الشخصية، كما يصاحبها صعوبة في التركيز، وفقد الاستمتاع والاجهاد والتعب، مؤكدا وجود اكتئاب «الحمل والولادة لدى النساء»، و«الاكتئاب الفصلي» الذي يصيب كبار السن.

محاولة الانتحار
وأشار الى أن علاج هذا الاضطراب متوافر، غير ان عزوف الناس عنه يؤدي إلى مشكلات اجتماعية عديدة وسلوكية، خصوصا عند الاطفال، وقد تؤدي إلى اللجوء إلى أساليب علاجية غير صحية، بينها اللجوء إلى المخدرات وغيرها، لافتا الى ان هناك العلاج بالكلام، وباستخدام التمارين الرياضية، والأعشاب، والتأمل، واليوغا، وقراءة القرآن، بالاضافة الى «التحريض المغناطيسي»، والمكملات الغذائية، مؤكدا توافر كل الادوية اللازمة له في الكويت، وعدم وجود اي نقص فيها، موضحا ان نسب الاصابة متساوية بين المواطنين والجنسيات الاخرى، باستثناء مواطني الدول الشرق آسيوية، والتي تقل فيها نسبة الاصابة، وذلك وفقاً لآخر الدراسات الطبية.
وكشف الحمادي، عن وجود 5 حالات تحاول الانتحار من اصل 100 شخص مصاب بالاكتئاب، بالاضافة الى وجود 20 شخصا من اصل 100 يفكرون بالموت، الا ان الوازع الديني يحول دون تنفيذهم الانتحار، وذلك وفقا للجلسات الطبية المستمرة مع المرضى الذين يقومون بمراجعة المركز، مؤكدا نجاح العلاج الدوائي والجلسات النفسية في علاج المصابين بانواع الاكتئاب.

كثرة الأسباب
من جانبه، أشار أستاذ علم النفس في جامعة الكويت د. خضر البارون، الى ان اسباب الاكتئاب متعددة، بينها التنافس الشديد بين الافراد، للحصول على المراكز القيادية، والتناحر والصراع بين بعض افراد المجتمع، والضغوط المالية وكثرة الديون، وغلاء الاسعار غير المبرر، وكثرة متطلبات الحياة، بالاضافة الى صورة المشهد السياسي في البلاد.
وأضاف البارون، ان بعض الافراد يعانون الاكتئاب نتيجة لضغوط اخرى، كالرغبة في التحصيل العلمي المستمر والشهادات الدراسية، بالاضافة الى سوء العلاقات الاجتماعية في بعض الاحيان، وكثرة المشاكل الاسرية، وحدوث الطلاق او التفرق والتشتت الاسري، لافتا الى حدوث الاكتئاب نتيجة عدم استقرار سوق الاوراق المالية، بالنسبة للمتعاملين والمراقبين هناك، مؤكدا ان انواع الاكتئاب ثلاثة: وهي الشديد والمتوسط والخفيف، حيث تكون هناك اعراض مختلفة لكل حالة على حدة.
وحذر البارون، من وجود بعض الحالات المصابة بالاكتئاب والتي تسعى الى التخلص من الحياة وعدم الرغبة بالاستمرار فيها، وذلك عن طريق الانتحار، كما في النوع الاول من الاكتئاب «الشديد»، مشيرا الى انه يكون مزمنا ويحتاج الى علاج دوائي وجلسات نفسية واشراف مباشر من قبل الاطباء، مبينا ان هذا النوع تؤثر فيه العوامل البيولوجية في تركيبة الجسم الداخلية، لافتا الى اهمية اهتمام اولياء الامور بابنائهم ومراعاة كل الجوانب النفسية والضغوط الاجتماعية التي يتعرضون لها.

التفرد والأنانية
بدوره، أوضح أستاذ علم الاجتماع في جامعة الكويت د. جميل المري، ان التفرد وأنانية الفرد لها دور كبير في الاصابة بالاكتئاب، مشيرا الى ان المجتمع يعاني حاليا التفرد بدلا من التجمع، حيث ان التفرد له انعكاسات ايجابية واخرى سلبية، كما ان اعتزال المجتمع وعدم المشاركة فيه قد تكون له ابعاد سيئة، مبينا ان الاجهزة الذكية وتطورها زادا من تفرد الانسان مع ذاته، فضلا عن التواصل مع الاخرين عن طريق هذه الاجهزة ومن دون مبادلة لاي مشاعر واحاسيس معهم.
وأشار المري الى ان كثرة المشادات بين الحكومة ومجلس الامة وعدم تغير الاوضاع منذ فترة تساهم بشكل كبير في حدوث الاكتئاب، ووصول الفرد الى حالة من اليأس، لافتا الى ان الحكومة وجمعيات النفع العام مطالبون بالاهتمام الواسع في الجوانب الاجتماعية للفرد، حيث ان المادة تتوافر لدى اغلب فئات المجتمع، الا ان قلة اماكن السياحة وعدم توافرها لها دور كبير في انتشار الاكتئاب، بالاضافة الى ضرورة الاهتمام بالقضايا التعليمية والصحية والتي لم تجد اي حلول لها منذ فترة.
ولفت الى ان العديد من المواطنين يلجأون الى البلدان الاخرى في اي عطلة رسمية بالبلاد، وذلك لقلة الاماكن السياحية والترويحية، مشيرا الى ضرورة توفير منطقة طبية متكاملة، وذلك للقضاء على ظاهرة العلاج بالخارج، وتوفير الاموال الطائلة التي تصرف هناك، حيث ان الاموال متوافرة هنا، بالاضافة الى المواقع الخاصة لانشاء هذه المدن.

كيف نفهم الاكتئاب؟!
■ مقدمة القشرة الأمامية: ترتبط بالتفكير المعقد، والشخصية والسلوك الاجتماعي، وهرمون سيروتونين ونوربنيفرين من بين الموصلات العصبية التي تؤثر على المزاج في هذا الجزء من الدماغ.
وتؤثر مسارات هرمون نوربنيفرين على مدى استمرارية الانتباه، والتركيز والذاكرة وتحليل المعلومات، ونجد ان هنالك ضعفا في نشاط هذه المنطقة لدى من يعانون الاكتئاب.

مناطق الدماغ التي تتأثر بالاكتئاب
بعض مناطق الدماغ يقل نشاطها في حالة الاكتئاب بينما يزيد نشاط مناطق أخرى، وتسهم هذه التغيرات في ظهور الأعراض البدنية والانفعالية للاكتئاب.

■ المهاد: يضبط درجة اليقظة والادراك ويشمل ذلك النوم وشدة النشاط، وينشط المهاد بدرجة كبيرة لدى من يعانون الاكتئاب.
■ الغدة النخامية: تصدر عنها الموصلات العصبية ذات الصلة بالمزاج، والتعبيرات الانفعالية ومسارات هرمون سيروتونين فيه تساعد على ضبط المزاج والشهية، بينما نجد ان مسارات هرمون نوربنيفرين تساعد في ضبط المشاعر ومستوى الطاقة.
■ لوزة الحلق: مسؤولة عن المشاعر السلبية وهي تكون في غاية النشاط لدى من يعانون الاكتئاب.
■ القشرة الأمامية: تساعد في التعرف على الروائح والمشاهد المرتبطة بذكريات سعيدة، كما انها تلعب دوراً في الاستجابة الانفعالية للألم، وضبط الغضب وهذه المنطقة مرتفعة النشاط لدى من يعانون الاكتئاب.
■ النظام الطرفي: ينظم الانفعالات والتصرفات الغريزية كما تلعب دوراً في استجابة الجسم للضغوط وأي خلل في النظام الطرفي يمكن ان يؤثر في المزاج والسلوك.

دور الموصلات العصبية
الموصلات العصبية مواد كيماوية تحمل الرسائل فيما بين الأعصاب الدقيقة التي تؤثر على السلوك والمزاج، ويعتقد ان الاكتئاب لديه صلة بهذه الموصلات الكيماوية في الدماغ.

ومع انخفاض مستويات الموصلات العصبية أي هرمون سيروتونين ونوربنيفرين لا تفتتح جدران القنوات وتكون نتيجة ذلك عدم مرور الرسائل العصبية التي تؤثر على الانفعالات وقد تكون نتيجة ذلك الاكتئاب.

العلاج
يمكن دائما تقريبا علاج الاكتئاب بكفاءة، هنالك بعض الادوية والحالات الصحية التي يمكن ان تحدث اعراضا شبيهة بالاكتئاب، ويجب تشخيص الاكتئاب من قبل اخصائي صحي، واذا ما تم تشخيص الاكتئاب فإن العلاج يمكن ان يشمل احد العلاجات التالية او اكثر.

• مضادات الاكتئاب
توازن هذه الادوية في ما بين بعض المواد الكيماوية الاساسية والموصلات العصبية في الدماغ وهي تأخذ وقتا قبل حدوث تأثيرها، ويمكن تجريب انواع مختلفة من مضادات الاكتئاب قبل الوصول الى علاج قد يكون مناسباً للحالة.

• الإرشاد (العلاج النفسي)
يتطلب الارشاد التحدث الى معالج صحي مهني متدرب، وذلك يساعد الشخص على الاستبصار والنظرة في مشاعره وتعلم كيفية التعامل معها وتغيير سلوكه وحل مشكلاته.

• مثبتات المزاج
تساعد هذه الادوية في تهدئة تقلبات المزاج والعديد من الناس ممن يعانون من الاكتئاب الثنائي القطب قد يتناولون مثبتات المزاج لموازنة تلك التفاوتات في حالة المزاج.

• علاجات بديلة
- العلاج بالأعشاب: قد تكون له تأثيرات مفيدة في الحالات الخفيفة من الاكتئاب، ويجب استشارة جهة تقديم الخدمات الصحية قبل استخدام العلاج بالأعشاب أو المكملات الغذائية.
- التمارين الرياضية المنتظمة: يمكن ان تخفف من أعراض الاكتئاب الخفيف، وتشير الأبحاث الى ان النشاط البدني لديه تأثير ايجابي على المواد الكيماوية في الدماغ التي تقود الى تحسين المزاج والصحة العامة.

أعراض الاكتئاب
اضطرابات النوم بالزيادة أو النقصان، ولكن الاغلب خاصة لدى كبار السن، هو الأرق ونقص نوعي وكمي لعدد ساعات النوم مع المعاناة من الأحلام المزعجة والنوم القلق، مع تناقص النشاط الحركي والطاقة، وشعور المريض بالكسل وسرعة التعب، ولكن أحيانا ايضا يحدث العكس، ولا يكون في صورة نشاط منظم مفيد، وانما في صورة افراط حركي وهياج بلا هدف، مع صعوبة بالتركيز ونقص القدرة على التفكير المنظم، مما يتسبب في كثرة السرحان ورسوب بعض الطلاب او فشل بعض الموظفين في أداء أعمالهم.
مع الشعور بالذنب والإثم وعدم قيمة الذات، رغم عدم اقتراف المريض لأي اعمال تدعو لمشاعر الذنب هذه، الا انه يرى انه المسؤول عن كل ما يحدث حوله من مصائب وآثام، مع كثرة الأفكار عن الموت، وعدم الشعور بقيمة الحياة وعبثية الوجود، وتمني الموت، والاقدام على الانتحار احيانا في حالات الاكتئاب المتقدمة.

ما هو الاكتئاب؟
يعد الاكتئاب حالة صحية خطرة، تؤثر في التفكير والمزاج والمشاعر والسلوك بل والصحة البدنية. وهنالك أنواع مختلفة من الاكتئاب. والأكثر تفشياً هو اضطراب الاكتئاب. وهذا النوع وغيره من أنواع الاكتئاب الرئيسية «يستمر لفترة طويلة» وهو يعيق قدرة الفرد على العمل والدراسة والنوم والأكل.

علامات وأعراض اضطراب الاكتئاب الرئيسي
قد يكون الفرد مصابا بالاكتئاب اذا ظهرت لديه خمسة أو أكثر من الأعراض التالية، ولمدة تمتد لأكثر من اسبوعين في أي فترة من الفترات، عندها يجب ابلاغ ذلك لجهات الرعاية الصحية.
1- عدم الاهتمام او الاستمتاع بالنشاطات اليومية العادية.
2- مزاج حزين وقلق وشعور باليأس المستمر.
3- التوتر أو العصبية.
4- الشعور بالذنب والخوف أو عدم الجدوى.
5- فقد أو زيادة واضحة في الوزن نتيجة تغيير في الشهية.
6- الشعور بالارهاق والفتور أو انخفاض الطاقة.
7- عدم القدرة على النوم أو الاكثار منه.
8- نوبات بكاء لا يمكن تفسيرها.
9- صعوبة في التركيز والتذكر أو في اتخاذ القرارات.
10- قلة أو عدم الاهتمام بالصحة أو ممارسة الجنس.
11- التفكير في الموت أو الانتحار.

من الأكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب؟
على الرغم من أن الاكتئاب قد ينشأ عن مشكلات شخصية، الا ان هنالك عوامل اخرى تشير ايضا على من قد يصاب به، وغالباً ما يكون ذلك في شكل تركيبة من العوامل.
■ الوراثة: بعض انواع الاكتئاب تكون موجودة في الأسرة، وان أي شخص لدى اسرته تاريخ بالاصابة بالاكتئاب سيصاب بذلك الاضطراب.
■ النوع من ذكر واثنى: تفشي الاكتئاب لدى الإناث بعد ضعف تفشيه لدى الذكور.
■ التغيرات الهرمونية: تغير مستوى الهرمونات، مثل ما يحدث في حالة ما بعد الولادة قد يقود إلى الاكتئاب.
■ الادمان على الكحول والمخدرات.
■ الأدوية: قد تصيب بعض الأدوية الفرد بالاكتئاب وبالتالي من المهم ان يقدم المريض قائمة كاملة بالادوية التي يستخدمها الى جهة الرعاية الصحية.
■ الأمراض البدنية: بعض الأمراض مثل السكتة الدماغية او النوبة القلبية او السرطان او الرعاش العصبي، أو الاضطرابات الهرمونية او العدوى الفيروسية يمكن ان تقود إلى الاصابة بالاكتئاب.
■ التوتر: يمكن لبعض التجارب التي تصيب بالصدمة مثل فقد شخص عزيز ان تصيب الفرد بالاكتئاب.

الانتحار
من يعانون من الاكتئاب يكونون اكثر عرضة للانتحار، فإذا شعر الانسان ان الحياة لا جدوى منها، خاصة اذا ما بدأ يفكر في انهاء حياته عليه السعي فوراً للحصول ع‍لى علاج.
وان اي تهديد بالانتحار يجب ان يؤخذ مأخذا جاداً ويجب الاتصال باخصائي في الصحة النفسية او بخط طوارئ الانتحار فوراً اذا ما شعرت بأي من اعراض الخطر التالية:
• الحركة المستمرة جيئة وذهاباً، وسلوك عصبي وتغيرات متسارعة في المزاج.
(وهذه الاعراض لا تعد في حد ذاتها حالة طوارئ او تشير الى سلوك انتحاري).
• تصرفات او تهديدات باستخدام العنف او الضرر البدني.
• التهديدات او التحدث عن الموت والانتحار.
• الانسحاب عن النشاطات والعلاقات مع الاخرين (هذا الامر لا يعتبر بحد ذاته يدعو لاتخاذ طوارئ).
• توزيع المقتنيات الخاصة او توديع الاصدقاء.
• تحسن مفاجئ في المزاج بعد فترة من الاكتئاب الحاد.
• عادة ما يبدر منه سلوك خطر.

أنواع اخرى من الاكتئاب
الاكتئاب العادي وهو نوع أخف ومزمن مقارنة باضطرابات الاكتئاب الرئيسي، والشخص في هذه الحالة قد يشعر بالاكتئاب في يوم ويكون عادياً في اليوم التالي. وعلى الرغم من ان الاعراض تعيق نشاط الفرد لكنها تحمل مخاطر اصابته بالاكتئاب الرئيسي.

الاكتئاب الثنائي القطب (الهوس)
يوصف هذا النوع بأنه يحدث في شكل حالات تغير حاد في المزاج تحدث دورياً، ويشعر اثناءها الفرد بارتفاع مزاج مزحه او حالات انخفاض حاد في المزاج ليصل حالة الاكتئاب او ان ينتقل في ما بين حالتي المرح والاكتئاب، وخلال حالات تحسن المزاج يبدو الشخص واثقاً للغاية من نفسه ويكثر من الحديث ويكون في قمة النشاط والحركة، وتجده يغامر ويدخل في مخاطر، وقد لا يأخذ قسطاً كافيا من النوم ويكون متوتراً وتصدر عنه قرارات خاطئة، وخلال الانخفاض الحاد في المزاج قد يبدو مكتئباً وغير قادر على التركيز بحسب جريدة القبس الكويتية.