فوز بنيامين نتنياهو حطم الطموحات الفلسطينية، وبشر بالاسوء، اذ سيزداد الضغط على الشعب الفلسطيني من قبل التطرف الصهيوني.
استطاع رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو ان يتصدر نتائج انتخابات الكنيست الإسرائيلي بحصوله على 29 مقعداً مقابل 24 مقعداً للمعسكر الصهيوني، فسارع الى اعلان عزمه الانتهاء من تأليف حكومته في غضون ثلاث أسابيع متحدثاً عن ضرورة أن تكون "حكومة قوية ومستقرة".
وبنشوة المنتصر قال ان حزبه حقق انتصارا كاسحا بخلاف كل التوقعات، داعياً قادة جميع الأحزاب القومية للانضمام إليه وتشكيل حكومة دون تأخير لتكون قوية ومستقرة وتعمل على ضمان أمن ورفاهية جميع المواطنين، متعهدا بمعالجة ضائقة السكن وخفض غلاء المعيشة.
هذا، وأظهرت النتائج من 99 بالمئة من مراكز الاقتراع حصول الليكود على 29 مقعدا في البرلمان (الكنيست) المؤلف من 120 عضوا، في حين حصل منافسه الرئيسي حزب المعسكر الصهيوني بزعامة يتسحاق هيرتزوغ والذي يمثل يسار الوسط على 24 مقعدا. ونالت القائمة المشتركة العربية 14 مقعدا.
وقال نتنياهو في خطاب ألقاه بمقر حزب الليكود مساء امس، "حققنا نصرا كبيرا لليكود، ضد كل الاحتمالات"، مؤكداً فخره بهذه النتيجة وأن الإسرائيليين يعرفون كيف يميزون بين "الغث والسمين".
ماذا قال المعسكر "الصهيوني"؟
أما زعيم المعكسر الصهيوني اسحق هرتسوغ فاعتبر أن نتائج الانتخابات ستتيح له أن يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي المقبل"، مضيفاً أمام حشد من أنصاره أنه سيقوم بكل ما هو ممكن لتأليف حكومة اجتماعية حقيقية في اسرائيل.
لكن رئيس "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان رفض تشكيل حكومة بديلة، موضحاً أن معارضته هذا الخيار تعود إلى أن الحكومة البديلة "ستؤدي إلى تأخير النهاية لا أكثر". وأضاف ليبرمان، في بيان صادر عن الحزب، بعد لقاء ليلي بينه وبين نتنياهو، إن "تشكيل حكومة بديلة الآن من 61 عضو كنيست، يفسح المجال لكل عضو بأن يهدّد ويبتز، ويعني ذلك استمرار حالة عدم الاستقرار لسنة أخرى، ثم التوجه إلى انتخابات بعد أن نكون قد بددنا مليارات أخرى على صيانة ائتلاف هش".
الفصائل الفلسطينية: فوز نتنياهو "خطير"
بالمقابل، أجمعت الفصائل الفلسطينية على أن نتائج الانتخابات الإسرائيلية أعطت نتائج خطيرة حول تركيبة الرأي العام الإسرائيلي خاصة وأن الأحزاب اليمينية ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فازوا بأكثر المقاعد مما يؤهلهم لتشكيل حكومة يمينية جديدة.
فأكد القيادي في حركة حماس د.يحيى موسى أن "المجتمع الصهيوني يسير بشكل واضح لمزيد من التطرف ومزيد من العنصرية وهذا الذي أفرزته صناديق الانتخابات لذلك كان البازار في الدعاية الانتخابية هو بازار التوعد بالحرب على غزة ومزيد من الاستيطان والتهويد لذلك نحن نتوقع من هذه القيادة الصهيونية الجديدة مزيد من الجرائم ومزيد من التصعيد ومزيد من الضغط على الشعب الفلسطيني" .
وأكد موسى أن "هذا يتطلب بعد هذه النتائج أن تكون هناك أولوية للوحدة الوطنية والشراكة الوطنية الفلسطينية لتكون رافعة لنضال شعبنا أمام هذا العدوان وهذه العنصرية الصهيونية التي بدت واضحة في تركيبة المجتمع الإسرائيلي الذي سير من تطرف لتطرف " .
في حين، أكد أمين مقبول أمين سر المجلس الثوري لحركة فتح أن " السلطة الفلسطينية تنتظر ما ستسفر عنه مشاورات تشكيل حكومة كيان الاحتلال وهناك اجتماع للقيادة الفلسطينية يوم غد الخميسلتدارس قرارات المجلس المركزي التي اتخذت والمتعلقة بوقف التنسيق الأمني والاتفاقيات الموقعة مع دولة كيان الاحتلال" .
ولكن خيار الفلسطينين بالتوجه إلى محكمة لاهاي، والانضمام إلى كل المنظمات الدولية لترسيخ الأسس القانونية الدولية لدولة فلسطين سيستمر، حيث أكد كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أن الفلسطينيين سيكثفون حملتهم الدبلوماسية في محكمة الجنايات الدولية.
وقد زخرت الأيام االماضية التي سبقت الانتخابات الاسرائيلية، بالعديد من الاحداث، التي احتلت صدارة الاهتمام الجماهيري، من قبيل خطاب نتنياهو أمام الكونغرس، ومآل الأزمة القائمة بينه وبين الإدارة الأميركية.
ويبدو أن الحملة التي شنها خصوم نتنياهو عليه على خلفية اتهامه بالأزمة القائمة مع الإدارة الأميركية، أثرت ايجابيا، حيث بدا كزعيم لا يساوم على أمن إسرائيل وشعبها، حتى لو سبّب الأمر أزمة مع البيت الأبيض.