أنجزت وزارة الأشغال العامة 54% من من حجم الأعمال بمشروع تطوير طريق جمال عبدالناصر حسبما أعلن مدير المشروع المهندس محمود رمضان.

وقالرمضان في حديث لصحيفة الراي "ان الوزارة تولي أهمية كبيرة للمشروع، كونه أحد أهم الخطط الاستراتيجية التي تقوم بتنفيذها وزارة الاشغال العامة لتطوير شبكة الطرق في الدولة استعدادا لمتطلبات الحركة المرورية المستقبلية و رفع مستوى الخدمات لمستخدمي الطرق".

واشار الى ان الوزارة بالتعاون مع مقاول المشروع تبذل جهودا كبيرة لإنجازه والتغلب على التحديات التي تواجهه، كضيق مساحات العمل والتنسيق الدوري مع الجهات المعنية خلال التنفيذ حسب حاجة العمل و حاجة الموقع، فتقدم سير الأعمال بالمشروع يتطلب مجموعة من الإجراءات الداخلية التي تشمل الدورات المستندية الدقيقة والحصول على الموافقات و الاعتمادات اللازمة و الخاصة بكل جهة لها خدمات تقع ضمن حرم الطريق المقترح للمشروع، وكذلك وقوع المشروع في منطقة حيوية مأهولة بالسكان ومساحات العمل الضيقة التي تستوجب الحرص والتنبيه على المقاول بإنجاز العمل بأقل نسبة من الإزعاج والكثافة المرورية الكبيرة على الطريق القائم نظرا لوجود المستشفيات والجامعات والمعاهد الجديد بالإضافة إلى ما يتطلبه من إجراءات شحن المعدات و الآلات الكبيرة المستقدمة من الخارج و عمليات اعتمادها و إدخالها وعوامل الطقس و غيرها التي تؤثر نسبيا على عمليات صب الخرسانات و الإنتاجية في الموقع.

قيمة هندسية كبيرة

واعتبر رمضان المشروع في مرحلتيه التصميمية والتنفيذية ذا قيمة هندسية عالية جدا تطلب خبرات محلية وعالمية كبيرة لتقوم بالإشراف على الأعمال بالتقنيات العالية كما تطلب تنفيذ هذا المشروع العملاق التعاقد مع مقاولين عالميين ووكيل محلي للاشتراك جميعا من أجل إنجاز المشروع طبقا للمعايير العالمية و بجودة عالية جدا، مضيفا أن القيمة الهندسية العالية للمشروع تتمثل في حجم الأعمال الضخمة والمختلفة فيه، سواء أكانت أعمالا إنشائية أو نقل وتحسين مرافق و خدمات أو أعمال الطرق الموقتة والتحويلات المرورية أو صب قطع الجسور في ساحة الصب، ولاسيما أن بعضا من تلك الأعمال يتم تنفيذها بتقنيات حديثة و مبتكرة بواسطة آلات هائلة منها الرافعات الآلية لنقل وتركيب وحدات الجسور.

وقال أن المشروع يأتي ضمن التزام الاشغال في تلبية احتياجات البنية التحتية القائمة والمستقبلية في الدولة لتطوير شارع جمال عبد الناصر إلى طريق سريع متعدد الأدوار يمتاز بمقاييس الطرق السريعة العالمية، ليكون بدوره أحد أضخم مشاريع البنية التحتية على الصعيد الدولي في المنطقة، مبينا أن الهدف من المشروع رفع القدرة الاستيعابية المرورية للطريق وترقية مستوى الأمان و السلامة المرورية، مما سيؤدي الى خفض نسب الحوادث و التقليل من الازدحام المروري بشكل كبير.

وأشار إلى أن المشروع يعد بمثابة البنية التحية للعديد من الجهات الحكومية والتعليمية والصحية وغيرها، كجامعة الكويت والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب والمستشفيات الرئيسية الواقعة بالمنطقة المحاذية للطريق إضافة إلى مؤسسة الموانئ الكويتية، مما سيساهم في تسهيل حركة الوصول والخروج من وإلى تلك الأماكن المذكورة من خلال الفصل بين المسارات المرورية المختلفة العابرة و المحلية.

ولفت إلى أن الأشغال ارتأت، نظرا لطبيعة المنطقة والمعدل العالي للتدفق المروري عليها، أن يتم تقسيم أعمال تنفيذ المشروع إلى خمس مراحل تمت مباشرتها بطريقة متزامنة، مبينا أن الهدف من ذلك يأتي لتجنب الازدحام المروري في أوقات الذروة وتسهيل حركة الدخول والخروج من وإلى كافة المناطق والخدمات القائمة على جانبي الطريق بالإضافة إلى أن التقسيم يسهل حركة المرور اثناء التنفيذ وكذلك نقل الخدمات والمرافق على مراحل وفقا للمواصفات التقنية لهذه الخدمات.

ساحة صبّ

وبين رمضان المشروع تضمن تجهيز ساحة للصب و الإجهاد المسبق وذلك لتصنيع و معالجة و إنتاج نحو 8600 وحدة من قطع الجسور والتي تم تأسيسها في منطقة الدوحة تبعد عن مواقع العمل و عن أي وحدات سكنية لضمان أقل نسبة من الازعاج ومن إعاقة لحركة المرور على الطريق.

وقال إن من أبرز الإنجازات الإنشائية انطلاق اثنتين من الرافعات المعلقة العملاقة والآلية المتحركة لتركيب قطع الجسور من اجل استكمال أعمال تركيب الطريق العلوي المكون من قطع الجسور مسبقة الصب و الإجهاد، مبينا أن تلك الرافعات قادرة على حمل جميع القطع في آن واحد من أجل تركيبها بالتقنية الحديثة المعروفة باسم «Span by Span» و هي تركيب البحور الكاملة بالتوالي، وهي تقنية أحدثت نقلة نوعية باعتبارها من أحدث التقنيات المستخدمة عالميا لتركيب قطع الجسور مسبقة الصب.

وأشار إلى أن الوزارة حرصت خلال تنفيذ المشروع على وضع برامج و آليات لتدريب الكوادر الوطنية من مهندسين جدد وطلبة الجامعات والهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب التي تشمل دورات في الجانب النظري من خلال المحاضرات في مكاتب المشروع، وكذلك في الجانب العملي من خلال الزيارات الميدانية لمواقع العمل وساحة الصب المسبق لوحدات الجسور، لافتا إلى أن الوزارة حرصت كذلك على القيام بالدرسات البيئية اللازمة وبشكل دوري وتقديمها إلى الهيئة العامة للبيئة وذلك منذ بدء أولى خطوات التصميم بالمشروع في عام 2009حتى تاريخه، بحيث تتضمن الدراسات مجمل التفاصيل عن آليات العمل في جميع مراحل المشروع ضمن إطار الاشتراطات و الضوابط البيئية المسموح بها و المعتمدة من قبل الهيئة.

وقال مدير المشروع إن عدد العاملين فيه يبلغ 3300 فرد من مختلف الجنسيات والخبرات ويتميز المشروع عن غيره بتقديم الرعاية الكاملة والعناية الفائقة بهم بشكل مستمر، مضيفا ونظرا لحلول شهر رمضان الكريم هذا العام بالتزامن مع شهر يوليو، وهو أحد الشهرين اللذين تسجل فيهما بالعادة اعلى درجات للحرارة لفصل الصيف، يراعي القائمون على المشروع من جميع الإدارات توفير بيئة عمل مريحة وآمنة للعمالة في شهر الصيام و ذلك بحكم العوامل المناخية القاسية في الدولة في هذا الوقت، فعلى ذلك قد تم تغيير اوقات العمل الرسمي للعمالة بالموقع في شهر رمضان لتتم مباشرة الاعمال على الطريق خلال الفترة المبكرة من الساعة الثانية والنصف صباحا وحتى الساعة الثامنة والنصف صباحا، أما الفترة المتأخرة فهي تبدأ من الساعة الثامنة والنصف مساء، وحتى الساعة الثانية والنصف صباحا، وذلك بالتنسيق مع جميع الجهات المعنية، والهدف من ذلك الإجراء هو الحرص على متابعة أعمال التنفيذ بالمشروع بشكل مستقر مع الالتزام الكامل بتطبيق معايير الأمن و السلامة العالمية داخل محيط العمل. تقاطع طريق الغزالي فقط.