بين التهديد والوعيد، وخيبات الأمل وسريان مفعول العقوبات، تتأرجح الدول واقتصادها. ففي حين دخلت العقوبات الاوروبية والاميركية على روسيا حيّز التنفيذ، تباينت الآراء الدولية بين المؤيد والمعارض، كلٍ بحسب مصالحه. لكن أوكرانيا السبب الرئيسي المعلن للعقوبات وعين الاتحاد عليها، حيث تسعى للانضمام اليه.
من هنا، ردّت روسيا، اليوم، على العقوبات الأميركية والأوروبية الجديدة المتخذة ضدها، مؤكدةً أن البلدان الغربية ستصاب بـ"خيبة أمل كبيرة"، ومهددة إياها برد "مؤلم". فسارع نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف إلى وصف هذه الدفعة الجديدة من العقوبات بأنها تمثل "فضيحة" و"غير مقبولة على الإطلاق"، مضيفاً "لا نسعى إلى تأثير ظرفي ولا نرغب في نسخ طرق الإدارة الأميركية. لن نرد على الاستفزاز وسنتصرف بهدوء".
هذا، وأكد رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف أن "التاريخ أثبت أن مثل هذه العقوبات لم تؤد إلى تركيع أحد".
وإذ تشوب العلاقات الروسية – الأميركية حالات من الاستفزاز والتأزم، فإن العلاقة مع الاتحاد الاوروبي يشوبها الأسف الروسي لانسياق الاتحاد وراء اميركا. ولكن الأزمة الاوكرانية التي لعبت الدور الأكبر في ارتفاع وتيرة فرض العقوبات، فإنها تسعى للانضام الى الاتحاد والانضواء تحت لوائه.
ترحيب اوكراني يواجهه امتعاض اسباني وانقسام الآراء
في السياق عينه، رحب الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو، بالعقوبات الجديدة التي اتخذها المجلس الأوروبي ضد روسيا، مشيراً إلى أنها "خطوة مهمة في دعم سيادة ووحدة أراضي أوكرانيا واستقلالها". إلا أنه لم يعلق على العقوبات الأميركية المعلنة والتي تبدو أقسى من التدابير الأوروبية.
بالمقابل، نددت اسبانيا بالعقوبات لما تسبب لها من خسائر اقتصادية. فأوضح وزير خارجيتها غارسيا-مارغايو أن "لا احد يستفيد من هذه العقوبات التي تلحق ضررا كبيرا بالاقتصاد الاسباني"، مضيفاً "نحن نتكبد خسائر كبرى" بسبب انهيار الروبل أيضاً مما أدى الى تراجع السياحة الروسية في اسبانيا.
ولم تكن اسبانيا الدولة الوحيدة التي رفضت فرض العقوبات على روسيا، فقد سبقتها سويسرا العام الماضي في رفض هذه العقوبات موضحة أن لديها قاعدة قانونية بشأن قرارات فرض الحصار، قائمة على "القانون الدولي ومصالحها".
أضف الى ذلك، أن مسألة فرض العقوبات أظهرت انقسام بالمواقف بين دول الاتحاد الاوروبي، ففي حين سارعت ليتوانيا الى اقرار العقوبات، فقد دعت بلجيكا الى التأني.
وتُقدر بعض الدولة الاوروبية خسائر الاتحاد جراء هذه العقوبات ب21 مليار يورو سنويا.
العقوبات وتأثيرها
بموازاة ذلك، تراجعت اليوم العملة الروسية مقابل الدولار تحت وطأة تشديد العقوبات الاوروبية والاميركية التي تستهدف بصورة خاصة القطاع النفطي الذي يعتبر حيوياً للاقتصاد الروسي. ويسجل الروبل تدنياً قياسياً لليوم الثاني على التوالي وارتفع سعر الدولار الأميركي فور افتتاح المبادلات في بورصة موسكو متخطياً مستواه القياسي السابق،، ليبلغ 37,72 روبل وهو مستوى غير مسبوق.
تجدر الاشارة الى أن العقوبات الاوروبية الجديدة دخلت حيز التنفيذ صباحاً بنشرها في الجريدة الرسمية الاوروبية، وتنص العقوبات التي تستهدف شركات نفطية ودفاعية ومصارف روسية، على إضافة 24 شخصية روسية واوكرانية إلى القائمة السوداء للأشخاص المتهمين بالضلوع في النزاع في اوكرانيا.
يضاف الى ذلك، أنه وبعد إقفال السوق الروسية مساء أمس، أعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما فرض عقوبات جديدة على روسيا تشمل قطاعات المال والطاقة والدفاع، رداً على أعمال موسكو "غير الشرعية" في اوكرانيا.فردت موسكو بتحذير الغرب من أنها سترد على العقوبات بالحد من واردات السيارات أو حتى بعض الملابس.
هذه القضية، تطرح علامات استفهام، حول مصير أوكرانيا ومن سيستولي عليها؟ إضافةً الى وضع روسيا اقتصادياً وتوسعياً.