قال السفير الأوكراني لدى البلاد فلاديمير تولكاش ان الاحداث الاخيرة التي تمر بها بلاده، بعد سماح المجلس الفدرالي الروسي للرئيس الروسي باستخدام القوة ضد أوكرانيا، تذكره "بما شعر به الكويتيون خلال الغزو العراقي، وكيف كان شعور الدبلوماسيين الكويتيين آنذاك"، مبينا ان ما يحدث في بلاده اليوم اشبه بما شهدته الكويت عام 1990.
وقال تولكاش، في مؤتمر صحافي عصر نقلته جريدة الجريدة امس في مقر السفارة، ان السفارة طلبت عقد اجتماع مع الجانب الكويتي لإطلاعه على حقيقة ما يجري في أوكرانيا، مبينا ان الولايات المتحدة وحدها لا تكفي لحل الأزمة وتصفية الموضوع، ولذا فإن بلاده تسعى للحصول على دعم دولي من مختلف الجهات في المحافل الدولية لجمع اكبر قدر من الأصوات لصالحها.

حل سلمي

وأضاف أن بلاده تسعى حثيثا إلى حل الأزمة بالطرق السلمية وبشكل دبلوماسي، مع ضرورة تنفيذ الاتفاقيات والمواثيق الدولية، مشيرا إلى أن أوكرانيا تخلت بمقتضى معاهدة بودابست عن حقها في السلاح النووي مقابل ضمان سلامة وأمن ووحدة أراضيها، معرباً عن أسفه كون روسيا احدى الدولة الراعية والضامنة للاتفاقية، ومع ذلك تقوم بخرق تلك الاتفاقية.
وعن تحول الأزمة إلى صراع إقليمي او حرب على بلاده، أكد السفير ان اوكرانيا ليس لديها النية لخوض حرب، غير أن الجيش الأوكراني يستعد للجانب الأسوأ "ونحن كدبلوماسيين ننتظر أن تمر الأمور بسلام"، معرباً عن تخوفه على سلامة الأراضي الأوكرانية لأنه "عندما تصمت الدبلوماسية يبدأ السلاح في التكلم".
وعبر عن ثقته بالتوصل إلى تسوية سلمية لحل الازمة، حيث ان "صوت الدبلوماسية لا يزال مسموعا"، كما ان الاغلبية في اوكرانيا لا تريد تسوية النزاع عن طريق الدماء بل بالطرق السلمية، خاصة ان الشعب الروسي لا يرضى ان يموت اطفاله، مؤكداً ان بلاده ستتمكن من ايجاد تسوية سلمية بدون الضغوط الخارجية.
وشدد تولكاش على أن "اوكرانيا ليست لديها نية العودة الى السلاح النووي، ولذا فإن الازمة الحالية تضع علامات استفهام كبيرة امام الدول الراغبة في التخلي عن اسلحتها النووية"، مبينا انه "لو كان لدى اوكرانيا سلاح نووي لكانت تعاملت بشكل مختلف مع الظروف الراهنة"، ولذا فستعيد الدول التي لديها نية التخلي عن "النووي" نظرها في الأمر، ومع ذلك فإن بلاده تؤكد احترامها للاتفاقيات التي وقعتها في هذا الصدد.

المجتمع الدولي

وبالحديث عن الدور الدولي في بلاده شدد على ضرورة ان يسود العقل والرشد العالمي الازمة، "وبقدر ما ستكون خطوات المجتمع الدولي جدية سنكون اقرب إلى الحل السلمي"، مشيرا الى ان المسلمين والمسيحيين في اوكرانيا جميعا دانوا بشدة تلك الأحداث الاخيرة.
وانتقد السفير المواقف الروسية والقرارات الخاصة بتفويض المجلس الفدرالي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين باستخدام القوة العسكرية لضمان سلامة المواطنين الروسيين، مشيرا الى ضرورة تحديد المصطلحات القانونية وعدم اطلاق الكلمات المطاطة والجمل التي تحتمل التأويل.
وأشار إلى أن بلاده تعمل على عدم حصول اي استفزاز، ساعية إلى حشد الدعم الدولي واستخدام الأساليب القانونية من اجل منع زيادة التوتر، إضافة إلى تأكيد ضرورة تنفيذ المعاهدات الدولية، مبيناً ان لدى اوكرانيا وروسيا العديد من الاتفاقيات المشتركة التي لا تسمح بانتهاك إحداهما اراضي الأخرى.
 وشدد السفير الأوكراني على ان القيادة الأوكرانية ترفض الاستفزاز بالضغط العسكري، والذي يمكن أن يؤدي الى سيناريو جديد، معرباً عن ثقته بأن الأزمة ستحل سلميا.