بعد مرور أشهر على توقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وأكثر من عشرين يوماً على انعقاد مؤتمر المانحين لإعادة إعمار غزة في القاهرة، لا تزال قضية إعادة الإعمار محل تشكيك وتخبط وعدم وضوح للشارع والفصائل وحتى المسؤولين.
وقد قال مسؤول في الأمم المتحدة الاثنين، إن عملية إعمار قطاع غزة عقب الهجوم الإسرائيلي الأخير عليه في صيف العام الماضي "تتم بطء"، مؤكدا أن عدم توفير التمويل الدولي اللازم لذلك "أمر غير مقبول".
وذكر مبعوث الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سيري في تصريح صحفي عقب زيارته قطاع غزة لمدة يومين أنه "يتفهم تماما الإحباط الذي يشعر به أهل غزة من البطء الإجمالي في إعادة الإعمار".
وأشار سيري إلى أن "العديد من أولئك الذين لديهم القدرة الآن للوصول إلى مواد البناء (اللازمة لإعادة الإعمار في قطاع غزة) يفتقرون إلى المال لشرائها أو لتنفيذ العمل".
ولفت إلى اضطرار وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" قبل شهر إلى تعليق الدفعات النقدية للأسر اللاجئة بسبب عدم وجود دعم من الجهات المانحة، محذرا من أن وضع الأسر غير اللاجئة بات أسوأ من ذلك.
وذكر سيري أن "ما تم صرفه بالفعل من الـ 4,5 مليار دولار التي تم التعهد بها في مؤتمر القاهرة لإعادة الإعمار هي نسبة صغيرة، وهذا الوضع غير مقبول".
وأعرب سيري عن القلق من أن "غزة باتت أكثر عزلة من أي وقت مضى، مع العديد من القيود التي لا تزال في مكانها في المعابر الإسرائيلية على كل من البضائع والأشخاص، إضافة إلى أن معبر رفح (مع مصر) مغلق عمليا".
كما أبدى قلقه من أنه "لم يتم تحقيق تقدم كاف لمعالجة القضايا الأساسية في قطاع غزة".
وأكد أن "آلية إعادة إعمار غزة هي مجرد تدبير مؤقت لتخفيف الاحتياجات الماسة ونحن في الأمم المتحدة كنا دائما في الطليعة في الدعوة إلى إنهاء الحصار كشرط أساسي لاقتصاد مستقر وفعال في غزة"
إن إعادة إعمار غزة يعدّ من الأولويات التي تسعى الحكومة والشعب لتحقيقها ليبقى السؤال الذي يطرح نفسه : هل ستعود غزّة كما كانت متألقة ؟