روى 200 كويتي رحلة معاناتهم في زيارة العتبات المقدسة بالنجف، حيث وقعوا ضحية صاحبة حملة وهمية، مؤكدين أنها نصبت عليهم واستولت على أموالهم، ثم تركتهم يواجهون متاعب لا حصر لها، بدءا من رحلتهم عبر الحدود الكويتية - العراقية، مرورا بمشكلات في رحلة السفر، وصولاً إلى الفندق.
وكان ضحايا الحملة الوهمية وصلوا مساء امس، فذاقوا العذاب أيضا في رحلة العودة كما ذاقوها في الذهاب.

غيّرت اسمها
قال أحد الزائرين للنجف لـ القبس: إن صاحبة الحملة غيّرت اسمها إلى زهراء الشيرازي، لتخدع الراغبين في زيارة العتبات المقدسة، وقد أعلنت سابقا عن حملتها التي مقرها منطقة صباح السالم، وقد سجّل لديها 200 مواطن، ودفعوا لها المبالغ المطلوبة.
وأضاف المواطن: كان مقررا للرحلة أن تنطلق فجر الاثنين الماضي، لكن صاحبة الحملة الوهمية اتصلت بهم مساء الأحد، وأخبرتهم بتأجيل الرحلة.

وقت عصيب
وفي الموعد الجديد ذهب المواطنون بأسرهم وأطفالهم ونسائهم إلى ساحة مسجد الإمام الحسن في منطقة بيان، فوجدوا باصاً واحداً تحرّك بنحو 50 مواطنا، وبعد مرور وقت عصيب جاء باص آخر، ثم ثالث، وما إن وصلوا إلى الحدود الكويتية - العراقية حتى فوجئوا بعدم وجود صاحبة الحملة، التي يُفترض أن معها الفيزا، ومن ثم انتظر المواطنون وقتا طويلا، امتد لأكثر من 13 ساعة بلا طعام، بيد أن البعض قرر الرجوع للكويت وإلغاء الرحلة، لكن قائد الباص طلب منهم دفع 200 دينار لإرجاعهم، وبعد مرور وقت جاءت صاحبة الحملة وغادرت الباصات.
وواصل المواطن سرد التفاصيل قائلاً: عندما وصلنا إلى النجف عند الواحدة والنصف ظهراً قضينا وقتا عصيبا بالفندق، حيث لم نجد طعاماً، ويفترض أن تتكفل الحملة بكل هذه النفقات، لكن صاحبة الحملة جاءتهم مساء وأخبرتهم بأن أموالها سُرقت، ومن ثم باتوا ليلتين في النجف يعانون أشد المعاناة.

ادفعوا الفاتورة
وأردف: في الفجر قالت لهم: أنا مغادرة الآن إلى كربلاء لإحضار نقود، ثم انصرفت، وبعد ذلك طالبهم مسؤولو الفندق بدفع فاتورة الحساب، ولما أخبروهم بأن الحملة هي المسؤولة عن ذلك، طلبوا لهم الشرطة العراقية.
وقال: لقد تبين في الفندق أن صاحبة الحملة، التي لقبت نفسها بزهراء الشيرازي، تملك جوازَي سفر، أحدهما كويتي، والآخر أميركي، ومتورّطة في 4 قضايا نصب واحتيال، وأن عمرها 27 سنة.
وأشار إلى أنه لولا تدخل السفارة لمساعدتهم لتفاقمت المعاناة، لافتا إلى أن أحد المواطنين من زائري العتبات المقدسة في النجف اتصل بوكيل وزارة الخارجية، خالد الجار الله، الذي تدخّل لحل الأزمة، واتصل بالسفير الكويتي لدى بغداد غسان الزواوي، ومن ثم دفعت السفارة فاتورة الفندق التي قُدِّرت بنحو 12 ألف دينار.

ظروف قاسية
روى المواطنون العائدون من النجف معاناتهم، مؤكدين أنهم واجهوا ظروفا قاسية للغاية على الحدود، وكان الانتظار الطويل مملا ومرهقا، خصوصا للاطفال والنساء وكبار السن.

أين الفيزا
قال المواطنون إن الفيزا لزيارة العتبات المقدسة في النجف جماعية، وما إن وصلوا إلى الحدود العراقية الكويتية انتظروا ساعات طويلة حتى وصول صاحبة الحملة بالفيزا.

جوازا سفر
قال مواطن عائد من النجف: لقد اتضح أن صاحبة الحملة تحمل جوازَي سفر، أحدهما كويتي والآخر أميركي، ومسجل بحقها 4 قضايا نصب واحتيال في أوقات سابقة.

مطالب
طالب المواطنون العائدون من العتبات المقدسة بالتحقيق في ما تعرّضوا له من نصب واحتيال، حيث استولت صاحبة الحملة الوهمية على أموالهم وتركتهم في العراء.

شكراً للسفارة
أشاد المواطنون العائدون من النجف بموقف السفارة الكويتية لدى بغداد، حيث قام السفير غسان الزواوي بحل المشكلة المتعلقة بفواتير الفندق، ولولا هذا التدخل لتفاقمت المعاناة.