أكد رئيس مجلس الادارة المدير العام للهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية المهندس جاسم البدر هنا اليوم أهمية تضافر الجهود لتحقيق الأمن الغذائي الاقليمي الذي يعبر عن سياسة دولة الكويت.
ونقل المهندس البدر ممثل دولة الكويت في الاجتماع الوزاري لمؤتمر اقليم الشرق الأدنى بمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (فاو) في مستهل كلمته الى الوزراء تحيات حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه وتمنيات سموه للمؤتمر بالتوفيق والنجاح نحو "تحقيق أهدافه في خدمة طموحات بلداننا وشعوبنا جميعا".
واشاد البدر في كلمته امام الاجتماع الذي حضره سفير دولة الكويت لدى ايطاليا الشيخ علي الخالد الصباح بدور (فاو) في التحضير لهذا المؤتمر وجهود مديرها العام المستمرة في النهوض بالمنظمة وتحقيق أهدافها السامية وتشجيع التعاون الاقليمي.
واكد أن سياسة الكويت الزراعية والغذائية تتلاقى مع أهداف (فاو) من حيث العمل على تحسين وتنمية الواقع الزراعي والغذائي وصولا الى مستويات مرضية من الأمن الغذائي على المستوى الوطني.
ومن هذا المنطلق أعرب ممثل الكويت في الاجتماع الوزاري عن تطلع الكويت نحو "توحيد الجهود وتكاتف الجميع من أجل تحقيق تلك الأهداف المنشودة" بالاعتماد على ما تمتلكه (فاو) من خبرات وتجارب في دعم التنمية الزراعية المستدامة وتبادل الدعم لتطوير موارد الاقليم البشرية والطبيعية من أجل مكافحة الفقر والجوع وتعزيز الأمن الغذائي لبلدانه وللعالم أجمع.
وقال البدر ان مشاركة الكويت في المؤتمر تأتي تفاعلا مع ما تطرحه المنظمة من أفكار ومبادرات ومشروعات رائدة لخدمة بلدان الاقليم ادراكا منها للتحديات الكثيرة الماثلة المتعلقة بالأمن الغذائي والتنمية المستدامة لاسيما المشكلات المزمنة التي تعانيها دول الاقليم مثل ندرة المياه وقسوة المناخ وارتفاع نسبة سوء التغذية وقلة الموارد الطبيعية بشكل عام والأراضي الزراعية بصفة خاصة.
وشدد رئيس الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية على أهمية أساليب الادارة الرشيدة للموارد المتاحة والمشورة الفنية في هذا الصدد كما عرض على المؤتمر الوزاري ايجازا عن تجربة الكويت في مجال التنمية المستدامة الزراعية والأمن الغذائي ابتداء من عملها على جذب استثمارات القطاع الخاص في المجال الزراعي بتحفيزها بمنح القطاع مزايا تدعم منافسته للقطاعات الاقتصادية الأخرى في جذب الاستثمارات ورؤوس المال.
وعدد ممثل الكويت أشكال التحفيز في هذا القطاع الحيوي التي تتراوح بين انعدام الضرائب والرسوم على كافة الأنشطة الزراعية مع استمرار الدولة في دعمها لتنمية النشاط الزراعي تعويضا أو تخفيفا عن ارتفاع التكاليف التشغيلية لعمليات الانتاج الزراعي الناجم عن الظروف المناخية غير المواتية وندرة الموارد المائية المتاحة وقلة الأيدي العاملة المدربة.
وأشار الى توجه الدولة بخلاف كل تلك المزايا النسبية الى تخصيص قسائم زراعية للمستثمرين في النشاط الزراعي وقيامها بتوزيع نحو 400 مزرعة بمساحة 50 ألف متر مربع على الشركات الراغبة في الاستثمار في تربية الأغنام وزراعة الأعلاف ونحو 70 مزرعة لتربية الأبقار اضافة الى توزيع 40 مزرعة لتربية الدواجن بمساحة 32 ألف متر مربع وحوالي 400 مزرعة لإنتاج الخضراوات بمساحة 50 ألف متر مربع للمزرعة الواحدة.
وفي سياق هذه السياسة التنموية أفاد البدر بأنه يجري تخصيص مساحات أخرى بمواصفات جديدة لأنشطة أخرى في اطار مشروع الأمن الغذائي لاسيما في مجال الاستزراع السمكي من أجل تعظيم المساهمة في تغطية الطلب المحلي على المنتجات السمكية المرغوبة مع تقليل اجهاد الموارد البحرية واستنزافها في مواجهة المشكلات الكبيرة التي تعيق تنميتها والحفاظ على سلامة البيئة البحرية مقابل ما تعانيه من ملوثات أو استنزاف لمصادرها.
وبشأن قضية ندرة المياه التي تتصدر أعمال المؤتمر الاقليمي قال المهندس البدر ان الكويت اتجهت ازاء شح مصادر المياه للإنتاج الزراعي وارتفاع تكلفتها الى تنشيط وتنمية والتوسع في استخدام المياه المعالجة من ري الزراعات التجميلية الى ري الزراعات الانتاجية بضخ نحو 80 مليون غالون يوميا التي تنقل من أقصى شمال البلاد الى أقصى جنوبها لتلبية الحاجة وتخفيض الاعتماد على المياه العذبة سواء المحلاة من البحر أو الجوفية وذلك باعتماد أحدث تقنيات معالجة المياه العادمة والحفاظ على الموارد الطبيعية.
وفي هذا السياق أكد البدر حرص دولة الكويت على تطوير علاقتها مع منظمة (فاو) بفتح أول مكتب وطني للارتباط والاتصالات المباشرة بمقر الهيئة العامة لشؤون الزراعة بالكويت في غضون الأشهر القليلة القادمة بهدف تسهيل الاتصال والمتابعة.
واوضح ان الهدف من هذه الخطوة هو تأمين احتياجات الكويت من الخبرات الفنية والتقنية وتفعيل مشاركة المنظمة في تحقيق التنمية المستدامة لقطاعي الزراعة والأغذية وتدريب الكوادر الكويتية في مجال فحص وسلامة المنتجات السمكية وتفعيل دور الهيئة الاقليمية لمصايد الأسماك عن طريق اللجنة الثلاثية بدول شمال الخليج.
واختتم البدر كلمته امام الاجتماع الوزاري بالتشديد على حرص دولة الكويت ورغبتها في تطوير الشراكة الاقليمية والدولية في جميع مجالات الزراعة وانتاج الغذاء مع جميع دول الاقليم معربا عن الاستعداد لدراسة أي مقترحات استثمارية بناءة في هذا الصدد.
واعرب عن شكره لمنظمة (فاو) ومديرها العام على استضافة المؤتمر وحسن تنظيمه معلنا رغبة الكويت وترحيبها الواسع باستضافة أعمال الدورة القادمة للمؤتمر الاقليمي للشرق الأدنى.
واكد الاستعداد الكامل للتعاون والتنسيق بما يخدم مصالح دول الاقليم والتطلع الى آفاق أرحب لتطوير قطاعي الزراعة والغذاء في العالم بشكل مباشر وملموس ولاسيما دول اقليم الشرق الأدنى التي مازالت تعاني من تحديات كبيرة.
يذكر ان وفد دولة الكويت المرافق في الاجتماع الوزاري الذي حضره سفير دولة الكويت لدى ايطاليا الشيخ علي الخالد ضم كلا من نائب المدير العام لشؤون الثروة الحيوانية بالهيئة هنادي غلوم عبدالرحمن ونائب المدير العام لشؤون الثروة السمكية فيصل الحساوي ومدير ادارة العلاقات العامة شاكر محمد عوض ومدير ادارة القسائم الزراعية دلال رجب والمندوب الدائم المناوب الشيخة منار صباح الصباح.
ويشارك مندوب دولة الكويت الدائم لدى (فاو) يوسف جحيل باسم الكويت التي تترأس المجموعة الاقليمية بالفاو في ادارة جلسات المؤتمر الذي يترأسه وزير الزراعة العراقي