بقلم زين المالكي
في لحظة مفاجأة ولد "داعش" ، وبطبيعة العمل السري وعبر تكنيك "الشبكات الاجتماعية" أو الشبكات العنكوتية" كان يتم جمع المنتسبين بعد اجراء الفحص الفكري والامني لهم ليصبح بعد ذلك أحد اكبر واهم واكبر التنظيمات الأصولية المسلحة والجماعات التي تؤمن بالتغيير العنفي.
و"داعش" هي منتج إرهابي منفصل عن "القاعدة" أضيفت إليه أفكار جديدة إلى أن آل الوضع إلى هذا المزيج الذي يقترب من العصابات المنظمة منه إلى عمل جماعات العنف المسلح الدينية.
تعود بذور «داعش» للخلاف الفكري بين تيار الصقور الذي كان يمثله الزرقاوي، و«القاعدة» التقليدية، وبعد مقتله ومقتل أبو حمزة المهاجر دخلت «داعش» مرحلة مشروع الدولة في العراق.
ويصعب تحليل دولة «داعش» كون القراءة الصحيحة لـ«التيارات المنغلقة»، مفقودة، ولو عدنا للتاريخ نجد ان ازمة التحليل ليس وليدة اللحظة فهي منذ حركة "الخوارج" وصولا الى الجيل الأول للارهاب المتمثل في "تنظيم القاعدة" وما بعدها من اجيال كانت "داعش" واخواتها وملحقاتها اخرها.
فالتغيرات السياسية كانت احد العوامل التي أثرت على ايجاد صيغة محددة لتحليل صورة "داعش" ناهيك عن الخلاف على مستوى الافكار بين جماعة واخرى وفضلا عن نقاط فكرية تتلاقى عندها الاراء حول تلك التنظيمات الارهابية.
ظلت الدولة الإسلامية تبني نفسها خلال السنوات التي انشغل العالم فيها بالربيع العربي البرّاق ليفاجئنا البغدادي في أوائل 2013 بحركة تصحيحية للتنظيم عبر عنها في بيانه بابتلاع جبهة النصرة وأنها امتداد تنظيمي لـ«داعش» التي تنوي التحول إلى دولة عابرة للحدود وكاسرة لحدود الدولة التقليدية التي رسمها سايكس – بيكو.
تبدو «داعش» في عيون «الجميع» لغزا محيرا ينسب تارة إلى إيران وتارة إلى العراق وتارة إلى بشار وتارة إلى الولايات المتحدة، ناهيك عن الاتهام الاستعدائي الذي يعبر عن أزمة ترحيل الأزمات السياسية الإيرانية الشهيرة التي اقتبسها المالكي حين أطلق اتهاماته جزافا تجاه المملكة والخليج وبشكل يدرك هو أنه جزء من إنتاج شرعيته المتوهمة التي لفظت أنفاسها الأخيرة عند عقلاء شيعة العراق قبل سنتهم.
لقطع هذه الحيرة في فهم لغز «داعش» الذي ما عاد ضرورياً البحث فيه كأولوية علينا أن نسأل:
أمام ما نشرته داعش من منتج فكري من (رسائل، فتاوى، وصايا شهداء، الردود على المخالفين.. إلخ) في اولى لحظات اعلان دولتها ماذا فعل بالمقابل المفكرون والمثقفون والاعلاميون ورجال الدين العرب؟
وامام ما المجتمع الداعشي على الشبكات العنكوبيتة (تويتر – منتديات جهادية، ومواقع تحريضية وقنوات اجرامية على موقع اليوتيوب وغيرها) ما الذي فعلته الحكومات لتوقف هذا المدى الالكتروني الذي كان بمتناول شباب واطفال العرب؟
وما بعد، هل القضاء على داعش عسكرياً هو المطلوب فقط؟
المصدر : المستقبل