تحت عنوان "طناجر الأسد!" تطرق حسان حيدر في صحيفة الحياة اللندنية إلى المقابلة التي أجراها بشار الأسد مع "هيئة الإذاعة البريطانية"، وأشار إلى أن بشار الأسد قد صدم الصحافي جيريمي بوين عندما قال بتهكم إن "الجيش السوري لا يستخدم براميل متفجرة… ولا طناجر".
موضحا أن الصدمة عبّر عنها بوين في التحليل الذي أرفقه بنص المقابلة قائلاً: إن استخدام كلمة طناجر تعني إما أن "الرئيس السوري" لا مبال، أو أن لديه حس فكاهة مقذعاً، أو أنه مفصول عن الواقع وعما يحدث ويشعر بأنه مغلوب على أمره.
ورجح كاتب المقال أن الاحتمالات الثلاثة مجتمعة في شخص حاكم دمشق، فهو فعلاً لا يبالي بما يحصل لشعبه ولا يعنيه سوى الحفاظ على الحيز الجغرافي المتبقي له من دمشق ومحيطها يمارس عليه سلطته، وكلما أحس بالخطر يقترب منه، استشرس في الدفاع عنه واستخدم كل ما يملك من وسائل قتل وتدمير، وأمعن في إظهار عنفه كي يردع المعارضة عن تهديده مجددا.
مضيفا أنه هو من يشجع جيشه على الذهاب في القسوة إلى أقصى حدود، ولا يرى ما يسيء في استخدام براميل متفجرة تدمر أحياء بكاملها على رؤوس قاطنيها، مثلما يحصل في ضاحية دوما الدمشقية منذ أيام.
ورأى الكاتب أن الابتسامات و"القفشات" التي وزعها الأسد خلال المقابلة لن تكفي لإخفاء الواقع المأسوي والمؤلم لسورية، ولا لإثبات ثقة حاكم دمشق بنفسه، منوها إلى أن الجميع يعرف أن قراره ليس بيده وأنه لا يملك سوى الذهاب بعيداً في العنف بعدما أغلق طرق العودة.
الى ذلك، نقرأ في صحيفة الشرق الأوسط تحت عنوان "عشر سنوات على اغتياله الحريري"، أننا لو سألنا اليوم بشار الأسد، ماذا لو عاد به الزمن إلى الوراء، هل كان سيرتكب جريمة اغتيال رفيق الحريري، أو يشارك فيها؟.
مشيرا إلى أنه في مثل هذه الأيام، وقبل عشر سنوات، قُتل الحريري، حيث كانت جريمة سياسية هزت المنطقة، وعلامة تاريخية فارقة، قلبت المعادلات، وسالت بعدها، وبسببها، أنهار من الدماء، ولا تزال تصبغ تراب لبنان وسوريا، واعتبر الراشد أن جريمة اغتياله الحريري هي أبرز محطات حياة "الرئيس السوري".
موضحا أنها هي التي وضعته في الصندوق وأغلقته عليه منذ ذلك اليوم المظلم، فقد أجبره مجلس الأمن على سحب قواته من لبنان، وعاش أربع سنوات متهما ومحاصرا سياسيا، وقاطعته حكومات كانت صديقة له مثل الخليجية والأوروبية، وصار معظم نشاط وزارة خارجيته موجها لإنكار التهم.
ولفت الكاتب إلى أنه في مطلع العام الخامس (2009) فرجت أزمته قليلا في قمة الكويت الاقتصادية بعد إعلان المصالحة، إلا أن الاغتيالات استمرت، لتوحي لنا أن الرئيس لم يتغير، وهو يعتقد أنه انتصر في القمة، ولم ينظر إليها كمصالحة.
ورأى أن هذه النظرة الاستعلائية، والاستهانة بالأرواح والقيم، والاستخفاف بالقوى الإقليمية والدولية، قادته لاحقا إلى ما هو أعظم، عندما ثارت درعا ولحقت بها بقية المدن السورية التي انتفضت ضده، وها هو انتهى محاصرا في دمشق.
وخلص الراشد إلى أن الأسد اليوم مجرد رئيس شكلي، يوكل أمنه ومعاركه لقيادات إيرانية وميليشيات عراقية و"حزب الله"، وأنهى مقاله متسائلا: من كان يتصور أن اغتيال رجل مسالم، مثل الحريري، بلا ميليشيا تحميه، ولا عشيرة تدافع عنه، سيؤدي إلى كل هذه الحروب والمعاناة؟