السياسة - جدد وزير شؤون الشرق الاوسط في وزارة الخارجية البريطانية توباياس إلوود التأكيد على ان زيارته للكويت الاسبوع الماضي لترؤس الجانب البريطاني في اجتماع المجموعة التوجيهية المشتركة مع الكويت, تعكس عمق وتاريخ التعاون المتبادل بين طرفين حليفين بشكل وثيق. وشدد الود في تصريح لصحيفة “السياسة” الكويتية على ان العلاقة بين المملكة المتحدة والكويت لا تقاس بالاجتماعات الرسمية والبيانات المشتركة وانما تقاس بقلوب وعقول شعبين نمت دوليتهما بشكل وثيق عبر قرون وظلت علاقتهما وثيقة الى يومنا هذا وتقاس بالالتزام الصادق والطويل للمملكة المتحدة ازاء امن حلفائنا الكويتيين الذي برز بشكل واضح عام 1991 وايضا قبل ذلك.

واضاف, ذلك الالتزام الذي يعرف بالتبادل بين الكويت والمملكة المتحدة وليس الكثير من الناس يدركون ان عدد الطائرات الحربية البريطانية من نوع سيت فاير للقوة الجوية الملكية التي دافعت عن بريطانيا في سماء اوروبا خلال الحرب العالمية الثانية قد تم تمويلها من طرف الاشتراك العام من حكام وشعب الخليج ودول الخليج. وتابع الود قائلا: ان هذه العلاقة تقاس ايضا بالتزامنا المشترك للاهداف المشتركة في تحقيق السلام والاستقرار والامن بالمنطقة.

الاهداف التي جمعتنا معا كقادة في الاستجابة الانسانية لدعم الاشخاص الفارين من الصراع المريع في سورية حيث ستستضيف الكويت المؤتمر الثالث للمانحين في شهر مارس المقبل اذ تعتبر ثالث اكبر مانح دولي للازمة الانسانية بعد كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ستستعى كل من الدولتين الى ضمان ان الاستجابة المتواصلة للمجتمع الدولي تتمشى مع درجة المأساة التي تشهدها سورية.

كما اننا نتشاطر قضية مشتركة في مكافحة اديولوجية العنف الدنيئة التي يروجها تنظيم داعش – حيث استضافت الكويت اول مؤتمر دولي لمكافحة داعش واستطاعت باعتبارها مركزا للوسطية ونموذجا للتسامح ان تقدم مثالا مهما يظهر السبب الذي يجعل كل من اديولوجية الارهاب والتطرف تتعارض مع المبادئ الاسلامية.

كذلك فان علاقتنا قوية بنفس القدر من الاهمية على المستوى الفردي فهي تقاس بعدد الاشخاص الذين يسافرون من والى كلا البلدين سواء للعمل او للدراسة او للعلاج او للسياحة, ويساهمون كسفراء لأنفسهم في تكوين روابط بين الشعوب, تقوم عليها العلاقات الديبلوماسية في عصر حديث ومترابط اننا نقيم ونقدر بصدق اختيار المواطنين الكويتيين السفر الى بلادنا اذ ان التعاون الوثيق بين المملكة المتحدة والكويت الذي يهدف الى تسهيل آلية السفر للكويتيين هم اهم المواضيع التي طرحت في اجتماع المجموعة التوجيهية المشتركة الاسبوع الماضي واننا نظل ملتزمين بالعمل مع وزارة الخارجية الكويتية لتحسين نظام استخراج تأشيرة المملكة المتحدة وبالاخص النظام الجديد للاعفاء من التأشيرة, وذلك لجعل هذه العملية اكثر سهولة حتى لو ان ضرورة حل بعض المسائل التقنية تمنعنا من اعطاء تاريخ محدد لذلك.

واشار الود الى ان من ضمن المواضيع التي تمت مناقشتها في الاجتماع قضية التعاون في مجال التعليم وهذا يشمل التعاون المشترك بين المملكة المتحدة والكويت في تسهيل الدراسة بالمملكة المتحدة بالنسبة للطلبة الكويتيين وتوفير الدروس والخبرات التي يحتاجونها ويشمل الآن ايضا التعاون في مجال التعليم بالكويت حيث قمت اثناء الاجتماع بالتوقيع على مذكرة تفاهم مع وكيل وزارة الخارجية خالد الجارالله التي ستخول للجانب البريطاني فرصة دعم الاهداف الكويتية من خلال التجارب والخبرات البريطانية في هذا المجال.

ولفت الخالد الى ان هذه فقط بمثابة نقطة انطلاقة حيث قمت ايضا بمناقشة التعاون في مجال الصحة والدفاع والامن والتجارة والتخطيط انني اشعر بالفخر لاستطاعتي المشاركة في بناء روابط اوثق بين دولتينا وشعبينا وان كانت الفرصة والتاريخ جماعنا فانني اؤمن ان العلاقة التي تجمعنا اليوم هي اكثر من ذلك حيث نملك فهما مشتركا للديمقراطية والحرية وللاحسان والانسانية اننا نقدر اصدقاءنا واسرتنا التي تحتضن عددا من الدول من ضمنها الكويت التي نحظى بشرف ضمها. يشار الى ان توباياس الود قد زار الكويت عندما كان في خدمة الجيش البريطاني ثم عاد اليها الاسبوع الماضي وزيرا لشؤون الشرق الاوسط في وزارة الخارجية البريطانية.