تناولت الصحف السعودية موضوع "تنظيم الدولة الإرهابية داعش" وغارات قوات التحالف الدولي، حيث أشارت صحيفة الوطن السعودية في افتتاحيتها، والتي جاءت بعنوان "الغارات الجوية لا تكفي للقضاء على داعش"، إلى أن قوات التحالف الدولي ضد "داعش" شنت أول من أمس تسع غارات جوية في سورية والعراق، وخلال 24 ساعة فقط، وقبل ذلك فإن القوات الأردنية وحدها - ردا على حرق الطيار الأردني - شنّت 56 غارة على مواقع تابعة للتنظيم أدت إلى قتل العشرات من عناصره، وتدمير مخازن للأسلحة كانت بحوزته.
ولفتت الصحيفة إلى أن المبعوث الخاص للتحالف الدولي ضد "داعش" جون آلن أعلن أمس أن التحالف الدولي يساند الهجوم البري الذي تنفذه القوات العراقية ضد التنظيم الإرهابي، منوهة إلى أن وزير خارجية "النظام السوري" وفي تصريح له أمس، فرفض تدخل قوات أجنبية لحرب "داعش"، لأنه يعلم تماما أن القضاء على التنظيم يعني نهاية حتمية لنظام الأسد الفاقد للشرعية، لأن وجود "داعش" وأشباهه في سورية يخطف الأضواء من جرائم النظام، بل ويجعله يسوق لشرعيته، ويري العالم ألا بديل عنه سوى التنظيمات الإرهابية باسم الدين.
ورأت الصحيفة أن عقدة وجود "داعش" وتمددها لا يمكن أن تحل إلا بالتدخل العسكري البري، والموازي للغارات الجوية المتتابعة، موضحة أن هذا ما وعاه التحالف الدولي في دعمه لقوات العراق ضد "داعش"، ذلك أن أفراد التنظيم استطاعوا التسرب داخل المدن والمحافظات، والاختلاط بسكان المناطق الواقعة تحت سيطرتهم.
وخلصت الصحيفة إلى أن التعويل على الغارات الجوية وحدها لا يكفي للقضاء عل "داعش"، لأن التحالف يحاول الابتعاد عن المدنيين العزل في تلك المناطق، ويستهدف المواقع الحيوية له، وهذا غير كاف في حرب كهذه.
بدورها اشارت صحيفة عكاظ بالدعم الخليجي لمصر: "موقف المملكة المؤيد لمصر واتصالات القادة الخليجيين بالرئيس السيسي، كلها تؤكد العلاقة التاريخية المتينة بين دول مجلس التعاون ومصر، وأن الإشارات السلبية التي يطلقها بعض بهدف الإساءة إلى هذه العلاقة لن تلقى آذانا صاغية من العقلاء في الجانبين الذين يدركون مقدار المشتركات الاستراتيجية بين دول الخليج العربي والشقيقة مصر، وهي مشتركات قائمة على الفهم الواعي لمصالح هذه البلدان".
أبرزت: هب الجميع، وفي مقدمتهم المملكة، للوقوف إلى جانب الدولة المصرية وحماية حرية قرارها ودفع كل الضغوط التي يمكن أن تؤثر على إرادة اختيار الشعب المصري، وكانت لتلك المبادرة السريعة قيمتها من حيث التوقيت والوزن، فقد تحركت الدول الخليجية بقيادة المملكة لدعم القرار المصري ماديا وسياسيا؛ إيمانا منها بضرورة حماية الإرادة المصرية لمصلحة شعبها ولصالح الأمن والاستقرار في المنطقة. ولا تزال هذه القناعة راسخة تترجمها الأفعال حتى لا تترك مصر لأي ضغوط خارجية.
وفي شأن مصر أيضاً.. طالعتنا صحيفة الرياض تحت عنوان (مصر.. وروسيا.. أمام طاولة الشطرنج): "في زيارة الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" لمصر.. لسنا في لحظة أو زمن الرئيس عبدالناصر حين أعلن مبايعة كاملة مع الشرق مقابل عداء مفتوح للغرب، ولا زمن السادات الذي قال إن أوراق حلول مشاكل المنطقة العربية والتي تصل نسبتها إلى 99، بيد أميركا.. ولا نحن في زمن الرئيسين السوفيتيين "خروتشوف، وبرجنيف" وغيرهما من حراس الماركسية، ولا الرئيس السيسي يريد لعبة أوراق التنافس بين الغرب والشرق على المواقع الحساسة في العالم حتى لو وصل التضييق لمصر من قبل حكومة أوباما، إلى منع المساعدات والاتفاقات على بعض الأسلحة لأنه يريد لعبة أوراق بلده بتوسيع علاقاتها مع كل دول العالم، وحتى بوتين لا نعتقد أنه جاء ليفك حصار بلده مع الغرب، ولكنه، عملياً، يريد فتح نوافذ قد تقربه من دول المنطقة لو أراد أن يجعل حل قضية سورية عربية - روسية تكون مصر في واجهتها، ليعود هذه المرة زعيماً يقدم عملاً يفرض تقاربه وتعامله مع الجميع، ويبرز دوراً يحرج به أميركا وأوروبا، ويضع نفسه على ذات خط المسؤولية في المشاركة بالحلول السياسية لا العسكرية".
وألمحت: روسيا تحتاج مصر كنافذة للوطن العربي وأفريقيا وفيها مغريات الاستثمار ليس في عقد صفقات أسلحة أو صناعتها فقط وإنما في مجالات صناعية وطاقة نووية، وبترول وغاز وعلوم فضاء وغيرها، بنفس الوقت مصر لا تريد أن تكون حبيسة اتجاه واحد، وهي تجربة عاشتها مع السوفيات فأكلت حلوها ومرها، وكذلك مع أميركا التي تركتها أسيرة اتجاهاتها وتمرير سياساتها، ولا نعتقد أن أميركا وحلفاءها، لا يراقبون هذا التحرك وانعكاساته حتى لو كانت معظم دول المنطقة العربية على علاقات استراتيجية أكبر من روسيا، لكن كسر هذا الاحتكار والتفاوض مع الصديق والعدو في تحقيق الأهداف والمصالح، والتي لا تبدي خوفاً منها أي دولة تسير سياساتها على هذه الاتجاهات، نجد أن المراقب الغربي لا يرحب أو يريد أن يمنع مثل هذا التواصل مع دولة مثل روسيا..
وفندت: العوامل التي فرضت هذا النوع من العلاقات أن روسيا لم تعد ماركسية تغلّب العوامل الأيدلوجية على قوائم الاحتياجات العليا، ولا مصر في منظومة الاشتراكية الدولية التي نسجت فتح المنافذ بين البلدين على أساس أيدلوجي، ولذلك فكلا الزعيمين وفرق عملهما ينظران لمواقف بلديهما من زوايا العمل المشترك، وأن مبدأ التضييق والحصار كهدف لإسقاط الآخر وكسياسة ظلت عمود التصرفات الغربية، ليس أمراً وارداً في زمن العولمة، وقد اعترفت دول أوروبية أن مقاطعة روسيا بقدر ما أضرت بها فقد عادت بخسائر بمئات الملايين على أوروبا، وبصرف النظر عن عمليات تباين السياسات بين طرفي المنافسة، فدول مثل مصر تحتاج عملياً لأن تدخل المنافسة إليها باجتذاب مشاريع مشتركة تخدمها أولاً، ولا تجعلها في عزلة مع آخرين سواء جاءت من مصدر غربي أو شرقي.