يقوم النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد بزيارة إلى العاصمة الاسبانية "مدريد" غدا بمناسبة مرور 50 عاما على بدء العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الصديقين ومسيرة التعاون الثنائي الزاخرة في شتى المجالات.

وشهدت العلاقات الثنائية بين البلدين مع تأسيس العلاقات الدبلوماسية قبل نصف قرن ثم افتتاح الكويت سفارتها لدى مدريد عام 1972 تطورا مطردا بفضل الزيارات المتبادلة بين مسؤوليهما وتعزيزا للتعاون الثنائي وترسيخا للأهداف المشتركة في شتى المجالات.

ومن دلالات متانة العلاقات الثنائية بين البلدين علاقات الصداقة العميقة بين سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد والعاهل الاسباني السابق الملك خوان كارلوس (تنحى عن الحكم في يونيو 2014 لابنه الملك فيليبي السادس) بكل ما يعنيه ذلك من مساهمة في ترسيخ العلاقات بين البلدين.

وقام الملك السابق خوان كارلوس بالعديد من الزيارات إلى الكويت كان آخرها زيارته في شهر أبريل العام الماضي بهدف تطوير العلاقات بين البلدين ولاقت هذه الزيارة ترحيبا رسميا وشعبيا واسعين كما شارك في حضور فعاليات احتفالات الكويت بالذكرى ال50 للاستقلال وال20 للتحرير ومرور خمس سنوات على تولي سمو أمير البلاد مقاليد الحكم.

وكان الموقف الاسباني من الغزو العراقي للكويت دليلا دامغا على عمق العلاقات التي تجمع البلدين حيث أيدت (مدريد) الحق الكويتي منذ اللحظات الأولى للغزو ووفرت الدعم اللوجستي لقوات التحالف التي قامت بمهمة تحرير الكويت.

وأيدت اسبانيا القرارات الدولية ذات الصلة بالغزو العراقي ورفضت إبان حكم النظام العراقي السابق رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي مع بغداد أوتطبيع العلاقات معها مشترطة لذلك تنفيذ العراق جميع قرارات الأمم المتحدة المرتبطة بغزو الكويت.

وعلى صعيد السياسة الخارجية ثمة تناغم واضح بين البلدين إزاء معظم القضايا لاسيما على صعيد تحقيق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وحوار الحضارات والعمل على خلق مناخ موات لمكافحة الارهاب.

واقتصاديا باتت العلاقات الكويتية الاسبانية في هذا المجال نموذجا يحتذى به حيث نما التبادل التجاري بين البلدين في الفترة بين عامي 2003 و 2013 بنسبة 87 بالمئة وبلغ حجم الصادرات الكويتية إلى اسبانيا 56 مليون دينار كويتي في حين بلغت الواردات الاسبانية نحو 88 مليون دينار.

وترتبط الكويت واسبانيا باتفاقيات في مجالات متعددة ما يؤكد متانة العلاقات بين البلدين ومنها اتفاقية النقل الجوي التي وقعت عام 1979 واتفاقية تشجيع وحماية الاستثمارات المتبادلة عام 2005.

وهناك أيضا معاهدة تجنب الازدواج الضريبي عام 2008 واتفاقية التعاون التربوي والثقافي والعلمي عام 2008 واتفاقية التعاون في المجال السياحي عام 2008 واتفاقية الاعفاء المتبادل من تأشيرات حملة الجوازات الدبلوماسية عام 2011.

وتعمل الكثير من الشركات الاسبانية المعروفة عالميا في الكويت وحازت عقودا استثمارية متعددة خصوصا في مجال تكنولوجيا البناء الهندسي والبنى التحتية وساهمت هذه العقود بدورها في زيادة حجم التبادل التجاري وفي مشاريع التنمية وغيرها في الكويت.

في المقابل هناك أيضا شركات كويتية تعمل في إسبانيا على رأسها شركة البترول الكويتية العالمية (كيو 8) التي أسست أول فروعها عام 1990 في العاصمة مدريد وفي الوقت الحالي تنتشر في اسبانيا 48 محطة وقود تابعة للشركة.

إلى جانب ذلك أعادت شركة خدمات الديزل العالمية (اي.دي.اس) الكويتية افتتاح محطة وقود استراتيجية في مدينة الساسوا شمالي اسبانيا على أحد أهم الطرق الدولية لتكون بذلك أكبر محطة وقود للشاحنات من حيث الاستهلاك في المنطقة.

ويعد قطاع السياحة من أهم القطاعات في اسبانيا التي تستقطب 99 مليون زائر سنويا كما تمكنت من استقطاب المئات من السياح الكويتيين الذين يمتلك عدد كبير منهم عقارات هناك ما دفع بقيادتي البلدين إلى دراسة امكانية منح الكويتيين من أصحاب العقارات الاقامة الدائمة في اسبانيا.