شاء القدر أم شاءت الارادات الهدامة أن تحول مطالبة الشعوب بالحرية والديمقراطية وما يكفل في تأمين حياة تسودها العدالة وغيرها من قيم تحميه وتكون بمستوى تطلعاته وما حلم به أن تصير هذه الحرية والديمقراطية ليست المطلب الأول للمواطن العربي، بل أن يعيش بأمن وسلام وباصرار شديد بدل ما كانوا ينادون به.
هناك في انستغرام اوجعتنا كلمات الشيخ فهد سالم العلي الصباح، حين قال: "للأسف غشيت اعيننا وإلا لكنا أمتلكنا الجرأة لنعترف أننا كنا عونا للظالم يوما ما دون أن نشعر.. وأن بعضنا استيقظ من غفوته وبعضنا غض النظر عن القاتل جبناً وضعفا منهم.. وبالنهاية اضعنا حق الفقراء .. ومددنا الأعناق لحبل الذل!.. وكل ذلك لأن الظالم بيننا.. وله نقول: لكل ظالم نهاية".
نعم صدق الشيخ بوصفه وكلامه لأنه حين اضعنا حق الفقراء، كان ذلك بحرمانهم من ابسط حقوقهم ألا وهو التعلم، ولم يكن أمام بعضهم إلا الاستسلام لموجات التكفير والارهاب فتكاثروا وبعدها مددنا بأنفسنا الاعناق لحبل الذل، الذي تربطه حول عنقنا الجماعات التكفيرية باتقان شديد، هذه الجماعات لا تعرف الرحمة ولا تعرف الا الغدر وارتكاب الجرائم، وتركت لاخر لحظة ليعلن الحرب عليها دولياً بعد أن كبرت وتعاظمت.
من يحاسبها..؟ من يقاتلها فكريا..؟ لأن القتال العسكري لا يكفي.. سلبوا منا كل امالنا ولم يكتفوا ها نحن صرنا ارقاما على قائمة المقتولين ظلما ونموت في الجملة من سوريا إلى العراق إلى مصر ولبنان إلى اليمن إلى باكستان والسودان.
كل هذا يحصل ولا نعرف من الشافي ومن المعين ومن هو العدو بالمقابل، الذي يهددنا في كل مكان وزمان، ولعل اكتر ما يؤلم أننا صرنا نشك بكل شيء ونضع الاحتمالات على كل حادث خائفين أن يكون أولادنا انخرطوا معهم وليس بعيدا، بالأمس "حدث" من مواليد 1998 خرج من المدرسة ولم يعد لمنزل ذويه، فبدأت التخوفات والتساؤلات عما اذا كان صار احد منهم لسمح الله.
من المسؤول عن كل هذا..؟ وايضا لا من اجابة مقنعة.
ومن خطر الارهاب المسيطر على مساحات كبيرة من دولنا العربية عاشت مصر يوما جديداً مع موجات التفجيرات بشمال سيناء حيث حصدت التفجيرات العشرات من الشهداء والجرحى وكان الكويت قد نددت بالهجمات التي تعرضت لها.
وبعيدا عن التنديد بالعمليات الاجرامية كان للدشتي مقترحاً يقع في دائرة التكرار حول ايجاد حل لمشكلة الاسكان ولم يكن هذا بالامر المذهل، لأن هناك الكثير من الاقتراحات التي قدمت من زملاء له ولم نلمس اي تطور ملحوظ بعدها.. مما يجعلنا نقول: جمعوا الاقتراحات علكم تدخلون "موسوعة غينيس" للارقام القياسية.
وبينما يخشى عدد من نواب الامة أن يأتي "البديل الاستراتيجي" على العلاوات والبدلات والامتيازات التي يتمتع بها الموظفون، نذكر جيدا كيف ضجت سابقاً كلمات النائب خليل عبدالله باللجوء الى المساءلة السياسية، إن لم تنفذ الحكومة البديل الاستراتيجي خلال اشهر كما وعدت، واليوم يطالب بتأجيله والسبب بحسب قوله: "حتى لا يولد مشوها".
ألا يتطلب منا نحن كرأي عام أن نحاسب هذا النائب على تقلباته، ألم يكن الاجدر به ترك الحكومة تدرس امورها جيداً بدل ما ضج به من خبرا انذاك فيه ضغوطا اعلامية. وبذلك لا يكون خيارا أمامها اي الحكومة الا مواصلة العمل بالشكل العاجل، والذي يمنعها من التدقيق الجيد بأبعاد قراراتها.
ومن ضجت النواب الى اتفاقية بروتوكول تعاون التي وقعت بين الادارة العامة للاطفاء وجمعية العلاقات العامة الكويتية، وذلك لتحسين معطيات العمل ونقل الخبرات بين الطرفين بما يخدم موظفي ادارة العلاقات العامة والاعلام في الاطفاء.
وقبل أن نختم، أطلب من نواب الأمة الاستعجال بتوقيع اتفاقية بروتوكول مشابهة لتلك التي وقعت بين الادارة العامة للاطفاء وجمعية العلاقات العامة الكويتية، للاستفادة من الخبرات علهم بذلك ينجحون بالتصريح.