Facebook Page Twitter Page Instagram Page You Tube Page Email Apple Application Android Application
 
Al Mustagbal Website
أخبار مصورة
الكعبة المشرّفة في صور
أشكال ملفتة للغيوم فوق مدينة صور اللبنانية
الأنوار القطبية تضيء سماء اسكتلندا
كهوف من الجليد في بحيرة بيكال في سيبيريا
شلالات نياجرا
اروع الصور لامواج البحر
الطائرة الشمسية التي ستجول العالم من دون وقود
من سماء لبنان الجنوبية الغيم يرسم في تشرين لوحات سماوية
حين زينت الثلوج جنوب لبنان
Weather Kuwait
2014-12-07 12:23:00
عدد الزوار: 756
 
الطائفيّة في الإسلام .. حين تدخل في السياسة

  تعريف الطائفيّة

الطائفية مفهوم مشتق من (طاف، يطوف، طواف، فهو طائف) فالبناء اللفظي يحمل معنى تحرك الجزء من الكل دون أن ينفصل عنه بل يتحرك في إطاره وربما لصالحه.والطائفية هو انتماء لطائفة معينة دينية أو اجتماعية ولكن ليست عرقية فمن الممكن ان يجتمع عدد من القوميات في طائفة واحدة بخلاف اوطانهم أو لغاتهم

ومفهوم الطائفية في عصرنا الحالي هناك اتفاق بين كل الدول في أن من حق كل البشر الانتماء والتصريح بالانتماء لأي دين أو اعتقاد أو طائفة، بشرط أن تكون أفكار الشخص لا تحض على أذى أو الإجرام بالآخرين.

ويعرف معجم الأوكسفورد الشخص "الطائفي" بأنه الشخص الذي يتبع بشكل متعنت طائفة معينة.

بالنهاية يمكن وصف الطائفية في عصرنا الحالي بأنها التمييز بالعمل والمدخول، أو الكره، أو حتى القتل على أساس طائفة الشخص أو دينه.

وغالبا في سياق الشركات تعبر عن ترقية شخص ليس تبعا لمؤهلاته وإنما فقط لأنه ينتمي إلى طائفة معينة. من حق كل طائفة الدعوى إلى اتباع طائفتها واظهار ادلتها انها هي على الحق والصدع بعقيدتها دون استخدام اساليب الكذب والنفاق للتموية على ما في منهجها من انحلال واستحلال الحرام والدعوى إلى كراهية المخالفين والانتقام منهم.

جذور الصراع الطائفي :

اتسع الخلاف العلمي والفكري بشكل مطرد في الفترة التي أعقبت رحيل أئمة المذاهب، وتحول إلى ما يشبه الحرب الشاملة على مختلف المستويات والمجالات، بما فيها الإعلام والفتاوى والاقتتال، وذلك ابتداء من القرن الرابع الهجري. ونشير هنا إلى نموذج من الحرب الإعلامية، وهو الشعر، الذي كان يومئذ بمثابة الصحف اليومية المتجولة، لما له من دور خاص في عملية الإثارة والتحريك وإلهاب المشاعر.

أما حوادث العنف والاقتتال التي كان إفرازاً طبيعياً للتعصب المقيت، فكانت تتصاعد بشكل مأساوي. فيذكر ابن الأثير في حوادث سنة (324هـ) ان الحنابلة كانوا يثيرون الفتن في بغداد، ويروجونها، واستظهروا على الشافعية بالعميان الذين كانوا يأوون المساجد، وكانوا إذا مر بهم شافعي المذهب أغروا به العميان فيضربونه بعصيهم، حتى يكاد يموت. ويقول ابن كثير في حوادث سنة 354هـ: (في عاشر المحرم منها عملت الشيعة مأتمهم وبدعتهم -عزاء الحسين- ... ثم تسلطت أهل السنة على الروافض فكبسوا مسجد براثا الذي هو عش الرافضة وقتلوا بعض مَن كان فيه).

وفي سنة (350هـ) استعان السنة بالجنود الأتراك والزنوج، وكانوا يسألون المارة عن خالهم، فإن لم يقولوا معاوية ضربوهم. وكان أهل السنة في مصر إذا أرادوا قتال الشيعة يصيحون في الطرقات: (معاوية خال علي). كما وقعت فتنة عظيمة سنة (363هـ)، حيث عمد بعض أهل السنة إلى مقابلة ما يقوم به الشيعة من الاحتفال بعيد الغدير والعزاء يوم عاشوراء، وقالوا: (نقاتل أصحاب علي)، فقتل بسبب ذلك من الفريقين خلق كثير.

 بعد قيام لجمهورية الاسلامية في إيران، أخذت المسألة الطائفية تتحول إلى مؤامرة كبرى تستهدف الدولة الاسلامية في الصميم، في اطار أهداف قريبة وبعيدة غاية في العمق.

ومن خلال كل الأرقام والشواهد التي سقناها، نريد القول ـ كما أسلفنا في المدخل ـ ان مهمة الوحدة الاسلامية ليست مهمة سطحية وانفعالية، بل إنها عميقة عمق الخلاف المتجذر بين مذاهب المسلمين، وعمق التغلغل الأجنبي في صفوفهم. وليس من الممكن والمعقول أن نطالب أحداً ـ مهما كان موقعه في الأمة ـ أن يمحو في أشهر أو سنوات محدودة كل الآثار والمخلفات لقضية متشعبة تبلورت واتخذت شكلها النهائي خلال ما يقرب من (1400 عام)، بالشكل الذي يريده بعضهم من الدولة الاسلامية في إيران.

 

الإسلام يدحض الطائفية

اذا انطلقنا من قضية الاحتفال بمناسبة المولد الشريف حيث كل طائفة تحتفل في هذا العيد بتاريخ وطقوس مختلفة  ، فسنتبين بشكل واضح كيف تدحض عالمية الإسلام طائفية بعض الذين يدعون الانتماء إليه وتسفهها  ، وهؤلاء لا يقفون عند حد هذا الادعاء ، وفيه نظر ، بل يحلمون بصبغ طائفيتهم بصبغة العالمية أيضا .

فمن مظاهر الاختلاف بخصوص الاحتفال بمناسبة المولد النبوي الشريف  بين بعض  هذه الطوائف أن طوائف  ما يسمى الطرق الصوفية  تتخذ من هذه المناسبة  فرصة للدعاية إلى طرقها ، وإذاعة ونشر طقوسها بين الناس تحت ذريعة الاحتفال بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ويحصل كل شيء في احتفالات هذه الطرق من  شطحات وترانيم ، وتقبيل لأيدي وأرجل  شيوخ الطرق ، وتمسح بهم ، وبأماكنهم وبأضرحتهم ، وشرب ما يفضل عنهم من ماء  الوضوء ، أو ماء غسلت به أيديهم وأرجلهم تبركا على حد زعمهم  دون أن يوجد ما يؤشر على الاحتفال بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم بطريقة يقبلها الإسلام  باستثناء تلاوة ما تيسر من القرآن الكريم  ، وربما انصرف المريدون في بعض الطرق عن تلاوته ساعة تجلي الشيوخ لهم ،وربما ألقيت المصاحف على الأرض  انشغالا  بهؤلاء الشيوخ كما بلغني بذلك بعض شهود العيان .

وأغلب ما يسيطر على جلسات الاحتفال بالمولد طقوس وأذكار الطرق الصوفية الموسومة  بطابع الطائفية ضرورة ولزوما .

ومقابل  هذا الاستغلال المتعمد لمناسبة المولد عند الطرق الصوفية لتسويق وترويج بضاعتها الطرقية ، نجد رفض ما يسمى طائفة السلفية لفكرة الاحتفال بالمولد جملة وتفصيلا ، وهو موقف متطرف  يطبع العديد من سلوكات ومواقف هذه الطائفة  التي تريد فرض وصايتها على الدين معتقدة بصواب رأيها مع تسفيه آراء غيرها  ، أو بتعبير دقيق تريد إضفاء صبغة العالمية على طائفيتها لمجرد أن الحكام الذين  تقع تحت مسؤوليتهم الإشراف على الأماكن المقدسة المرتبطة بالركن الخامس من أركان الإسلام  وهو الحج ، اختاروا الانحياز لطائفة السلفية التي تدعم حكمهم ، وهم يتعسفون في فرضها على من يحج من المسلمين إلى بيت الله الحرام ، من خلال سلوكات مستهجنة  يحاولون أحيانا فرضها على الحجيج  بوسائل القوة واستخدام الشرطة ،  ويعتبرون أنفسهم أوصياء على دين عالمي  لا يقبل التقنين في إطار الطائفية الضيقة.

وهؤلاء السلفيون يرفضون الاحتفال بمناسبة المولد النبوي الشريف ليس إحقاقا للحق ، وإنما تعصبا لطائفيتهم ، وتسويقا لها في إطار صراعهم التاريخي مع  الطرق الصوفية  ومع غيرها من الطوائف. والحقيقة أن الطائفية مهما كان نوعها أو شكلها فمردودة على أصحابها  بموجب عالمية الإسلام. وكل من احتفال الطرق الصوفية بالمولد  ابتداعا ، وما يقابله من إنكار  من قبل السلفية  عبارة عن تطرف طائفي ، أو فعل ورد فعل  مقابل،  لا علاقة للإسلام العالمي بهما.

الطائفة والسياسة

يرى بعض الباحثين إن الطائفية تنتمي إلى ميدان السياسة لا إلى مجال الدين والعقيدة، وأنها تشكل سوقا موازية، أي سوداء للسياسة، أكثر مما تعكس إرادة تعميم قيم أو مبادئ أو مذاهب دينية لجماعة خاصة، كما إن الطائفية لا علاقة لها في الواقع بتعدد الطوائف أو الديانات، إذ من الممكن تماما أن يكون المجتمع متعدد الطوائف الدينية أو الإثنية من دون أن يؤدي ذلك إلى نشوء دولة طائفية أو سيطرة الطائفية على الحياة السياسية، وبالتالي لتقديم هذا الولاء على الولاء للدولة والقانون الذي تمثله.

إلا إن مفهوم الطائفية أصبح يستخدم بديلا لمفاهيم "الملة والعرق والدين" التي كانت سائدة قبل ذلك، واختلطت هذه المفاهيم جميعاً في بيئة متزامنة فكريا وسياسيا فأنتجت مفهوم "الطائفية" باعتباره تعبيرا عن حالة أزمة يعيشها المجتمع، حيث أصبحت الطائفية مذهباً وإيديولوجية وهوية حلت محل الهويات الأخرى والانتماءات الأعلى، بل وبدأت تتعالى عليها وقد تبدي الاستعداد للتقاطع معها وأخذ موقعها وهذا ما يهدد اليوم وحدة الشعوب كما هو الحال في لبنان والعراق وغيرها، كما إن دول عربية أخرى تتخذ من الطائفية ذريعة لقمع شعوبها التي تطالب بالحرية والعدالة الاجتماعية.

بعد كل ما تقدّمنا به من معلومات عن الطائفية يتبيّن لنا أنّ الدين الإسلامي يدحض الطائفية والسياسة تعزّز الطائفية لكن على الرغم من ذلك فهي لا تلغي مفاهيم العيش المشترك .. 

Addthis Email Twitter Facebook
 
 
 
 
 
Al Mustagbal Website