عادت الاجواء المشحونة بين ايران وباكستان الى الواجهة من جديد، فبعد ان خطفت مجموعة "جند العدل" خمسة من حرس الحدود الإيراني في فبراير الماضي، أفرج عن أربعة منهم في أبريل، في حين لا يزال مصير الخامس مجهولا، وبعد تنفيذ هجمات عدة من الطرفين، قتل ضابط باكستاني على الحدود الايرانية الباكستانية، الامر الذي دفع الدولة الباكستانية باستدعاء السفير الايراني للتحقيق بالحادث ،ممّا منح الفرصة لايران ان تردّ بالمثل مستدعيةَ سفير الباكستان احتجاجاً على مقتل الحراس الايرانيين.
الى ذلك أوضح المتحدث باسم قوات حرس الحدود الباكستاني في إقليم بلوشستان "عبد الواسع خان" أن القوات الإيرانية أطلقت النار على دورية لقوات حرس الحدود الباكستاني أثناء ملاحقتها لمهربين في إقليم بلوشستان بالقرب من الحدود الإيرانية، مما أدى إلى مقتل ضابط صف برتبة رئيس رقباء وإصابة ثلاثة جنود
وقال مفتش عام قوات حرس الحدود الباكستاني اللواء «محمد إعجاز شاهد» من جانبه: إن القوات الإيرانية أطلقت النار على الدورية الباكستانية بدون مبرر، محذرًا من أن القوات الباكستانية سترد بالقوة على أي عدوان مماثل من الجانب الإيراني في المستقبل.
ونقلت قناة «جيو نيوز» الباكستانية عن مصادر محلية قولها: إن القوات الإيرانية تجاوزت نحو كيلومترين داخل الأراضي الباكستانية واعتدت على سكان باكستانيين في قرية لشكرياب ونهبت بعض المنازل وسلبت سيارة أحد السكان المحليين.
مما حثّ الحكومة الباكستانية على اصدار مذكرة احتجاج شديدة اللهجة لإيران على انتهاك قواتها للأراضي الباكستانية وشنها هجوما على دورية لقوات حرس الحدود الباكستاني في إقليم بلوشستان مؤديا بحياة ضابط باكستاني وبعض العناصر الجمعة فاستدعت السفير الايراني لدى باكستان علي رضا حقيقان مطالبة" باجراء تحقيق شامل بالحادث .
يذكر انّ القوات الإيرانية كانت قد انتهكت الحدود الباكستانية مجددا بعد الحادثة بإطلاق ثلاث قذائف هاون على قرية /ماشكيل/ الباكستانية القريبة من الحدود الإيرانية
من جانبه أوضح المتحدث باسم حكومة إقليم بلوشستان الباكستاني جان محمد بليدي أن القوات الإيرانية تواصل قصف المناطق الحدودية الباكستانية منذ ثلاثة أيام.
مشيراً الى أن حكومة بلوشستان أطلعت الحكومة الفيدرالية في إسلام آباد على الانتهاكات الإيرانية للأراضي الباكستانية ليتم إثارة الأمر مع الجانب الإيراني.
وقد ذكرت مصادر صحافية ان مدير عام دائرة غرب آسيا بوزارة الخارجية، رسول إسلامي كان قد أبلغ السبت الفائت السفير الباكستاني عن احتجاج إيران الشديد على تنقل الجماعات الإرهابية في الأراضي الباكستانية بحرية وانطلاقهم منها لمهاجمة حرس الحدود الإيراني، داعيا إلى اتخاذ ما يلزم من إجراءات للحيلولة دون وقوع مثل هذه الحوادث.
وقال إسلامي مخاطبا السفير الباكستاني: "لا يمكننا أن نقبل أبدا انطلاق عناصر من الإرهابيين والأشرار من داخل الأراضي الباكستانية لمهاجمة الأراضي الإيرانية وقتل عدد من حرس الحدود الإيرانيين"
ونوه بأن مثل هذه الحوادث يجب ألا تمس الأجواء الإيجابية للعلاقات بين البلدين، وعلى المسؤولين أن يتوصلوا إلى حل ليفوتوا الفرصة على أعداء البلدين
من جانبه، أعرب السفير الباكستاني عن أسفه لمقتل وإصابة حرس الحدود الإيرانيين، قائلا إنه سيبلغ حكومة بلاده احتجاج طهران.
كما يبدو حتى يومنا هذا انّ الوضع بين باكستان وايران يتأزم اكثر فأكثر والمخاوف الدولية تتكاثر حول ما يجري على الحدود.. فهل ستؤدي تلك الاحداث الى اشعال فتيلة الحرب بين البلدين؟
