يحتفل العالم في الثالث من أيار من كل عام بـ"اليوم العالمي لحرية الصحافة"، ويكون هذا اليوم مناسبة لتعريف الناس بإنتهاكات حق الحرية في التعبير وكذلك مناسبة لتذكيرهم بالعديد من الصحافيين الذين ماتوا أو سجنوا في سبيل القيام بعملهم الصحافي الشريف.

وفي رسالته بمناسبة "اليوم العالمي لحرية الصحافة"، أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون "الإلتزام بالحرية الأساسية في تلقي المعلومات والأفكار ونقلها بأية وسيلة، دونما اعتبار للحدود، وهي الحرية التي تجسدها المادة 19 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان"، لافتاً إلى ان "كل يوم من أيام السنة يشهد إعتداء على هذا الحق، فالصحافيون مستهدفون لأنهم يتحدثون أو يكتبون عن حقائق مزعجة فيتعرضون للاختطاف والاحتجاز والضرب بل وللقتل في بعض الأحيان، وهذه المعاملة أمر غير مقبول على الإطلاق في عالم يعتمد أكثر من أي وقت مضى على المحطات الإخبارية العالمية والصحافيين الذين يخدمون هذه المحطات".

وأضاف ان "الصحافيين يرتدون في مناطق النزاع بزات رسمية وخوذات زرقاء بحيث يمكن التعرف عليهم بسهولة وحمايتهم من أي اعتداء"، قائلاً: "خلال العام الماضي، قتل 70 صحافيا، وقع العديد منهم ضحية لتبادل إطلاق النار من جراء الأعمال العدائية المسلحة. ولقي أربعة عشر صحافيا كذلك نفس المصير هذا العام؛ وفي العام الماضي، احتجز 211 صحافيا في السجون، واضطر 456 صحافيا للهرب إلى المنفى منذ عام 2008، ومنذ عام 1992، قتل ما يزيد على ألف صحافي أي بمعدل صحافي تقريبا في كل أسبوع".

كما شدد على ان "حرية وسائل الإعلام أمر لا غنى عنه لتحقيق التنمية والديمقراطية والحكم الرشيد، فبإمكانها تعزيز الشفافية إزاء الأهداف الجديدة التي ستعتمدها الدول الأعضاء"، داعياً جميع الحكومات والمجتمعات والأفراد إلى "الدفاع بنشاط عن هذا الحق الأساسي بإعتباره من العوامل الحاسمة في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية والمضي قدما في خطة التنمية لما بعد عام 2015".

أما موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، فقد أعلن "مشاركته في اليوم العالمي لحرية الصحافة في 3 أيار، الموافق غدا السبت"، ودعا مستخدمي الموقع إلى "المشاركة عبر هاشتاغ #PressFreedom.". وأضاف في بيان على مدونته: "قامت الأمم المتحدة بتخصيص 3 أيار بإعتباره اليوم العالمي لحرية الصحافة، لتوفير لحظة للتفكير حول أهمية حرية الصحافة، وحال الحريات الصحفية في جميع أنحاء العالم".

وأشار الموقع في بيانه: "يعتبر اليوم العالمي لحرية الصحافة بمثابة تذكير بكثير من الأوقات في بعض البلدان، يخضع الصحفيون والمؤسسات الإعلامية للرقابة، والغرامات، والتحرش الأمني، والاعتقال، وما يمكن أن يصل إلى العنف الجسدي"، مؤكدا انه "في هذا اليوم، علينا تذكر الصحفيين الذين فقدوا حياتهم في السعي وراء الحقيقة من خلال جهودهم الصحفية". وفي نهاية البيان، شجع "تويتر" مستخدميه على المشاركة في التدوين عن حرية الصحافة والانضمام إلى العديد من المؤسسات والهيئات العامة والخاصة والمنظمات الأخرى على "تويتر" والتغريد ومشاركة ملاحظاتهم وأفكارهم عبر الهاشتاغ المذكور.

لا يخفى على أحد ان حرية الصحافة في العالم تراجعت كثيرا جراء الأحداث التي تجوب المنطقة؛ وفي هذا الإطار، أشارت منظمة "فريدوم هاوس" الأميركية، إلى ان "حرية الصحافة في العالم تراجعت إلى أدنى مستوى لها في أكثر من عقد، لا سيما بسبب إعتداءات كبيرة على الصحافيين ووسائل الإعلام في منطقة الشرق الأوسط"، لافتةً إلى ان "هناك واحداً من ستة أشخاص فقط، أو 14 بالمئة من إجمالي السكان، يعيشون في مكان يصنف فيه الإعلام بأنه حر، وذلك مقابل 44 بالمئة يعيشون في أماكن يصنف فيها الإعلام بغير الحر، ويعيش 42 بالمئة في أماكن يصنف فيها الإعلام بأنه حر جزئياً".

وفي تقرير للمنظمة، أضافت: "اننا نشهد تراجعات لحرية الإعلام على المستوى العالمي بسبب جهود الحكومات للسيطرة على الرسالة"، لافتةً إلى انه "كانت هناك حالات أخرى في 2013 لدول تستهدف الصحافيين الأجانب ووسائل الإعلام"، قائلةً: "رفضت السلطات الروسية والمصرية تجديد أو هددت بحجب تأشيرات الدخول لمراسلين أجانب بارزين، غير أن الحكومة المصرية الجديدة مضت خطوة أبعد بإعتقال عدد من فريق عمل "الجزيرة" لإتهامهم بدعم الإرهاب؛ وبالرغم من وجود تطورات إيجابية في عدد من الدول، لا سيما في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، إلا أن هناك تراجعاً كإتجاه سائد في كل منطقة أخرى".

كما أشارت إلى انه "بالإضافة إلى التراجع الكبير بكل من مصر وليبيا والأردن، هناك إنتكاسات ملحوظة في تركيا وأوكرانيا وعدد من الدول في شرق أفريقيا وتدهور في البيئة التي تشهد إنفتاحاً إعلامياً نسبياً في الولايات المتحدة الأميركية؛ ومن بين 197 دولة ومنطقة تم تقييمها في 2013، تم تصنيف 63 أي 32 بالمئة بأنها حرة، و68 أي 35 بالمئة بأنها حرة جزئياً، و66 أي 33 بالمئة بأنها غير حرة".

وجاء تصنيف منظمة "فريدوم هاوس" لأسوأ 10 دول في العالم في هذا الصدد على النحو التالي "سوريا وكوبا وغينيا الاستوائية وإيران وبيلاروس وإريتريا وتركمانستان وأوزبكستان وكوريا الشمالية". وتصدرت أعلى التصنيفات كل من هولندا والنرويج والسويد وبلجيكا وفنلندا والدنمارك وأيسلندا ولوكسمبورغ وسويسرا وأندورا؛ وحلت الولايات المتحدة الأميركية في المرتبة 32، وأوضح التقرير أن "الظروف تدهورت في الولايات المتحدة بسبب محاولات الحكومة منع التغطيات الصحفية في قضايا الأمن القومي".