أكد عدد من الشخصيات الخيرية الكويتية أهمية ما تقوم به الكويت قيادة وحكومة وشعبا في مجال العمل الخيري الانساني على المستوى المحلي والعالمي منذ نشأت الكويت وحتى الان.

جاء ذلك في ندوة (الامير قائدا انسانيا..الكويت مركزا انسانيا عالميا) التي اقامها المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي ال21 وتناولت في يومها الاخير محور هنا اليوم (الدور الانساني للمؤسسات الكويتية اقليميا ودوليا).

وشارك في الندوة المدير العام لبيت الزكاة ابراهيم الصالح ورئيس جمعية الهلال الاحمر الكويتية الدكتور هلال الساير ومدير العمليات في الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية فوزي الحنيف كما مثل جمعية العون المباشر فيصل الزامل والهيئة الخيرية الاسلامية العالمية مستشار الرقابة والتدقيق في الهيئة علي الحمدان.

وتحدث المدير العام لبيت الزكاة في بداية الندوة عن الدور الرائد الذي يقوم به بيت الزكاة على المستويين المحلي والاقليمي والدولي واسهامه في الخدمة الانسانية التي حملتها الكويت بما يرفع مكانتها بين الامم.

ورأى الصالح ان العمل الانساني ليس بغريب على الكويت قائدا وحكومة وشعبا موضحا ان "اهل الكويت جبلوا على الخير منذ نشاة الكويت".

وقال ان الكويتيين سباقون الى المساعدات الانسانية والعمل الخيري بشكل عام وهذه فطرة في نفوسهم منذ القدم حتى ان الفقير منهم لا يتردد في المساهمة والتبرع.

واستعرض كثيرا من الانشطة الخيرية التي قام بها بيت الزكاة خلال العام المنصرم مؤكدا الاستمرار في هذا النهج المتميز من اجل اغاثة اخواننا المنكوبين في انحاء العالم.

من جانبه قال رئيس جمعية الهلال الاحمر الكويتية الدكتور هلال الساير انه انطلاقا من المبادئ والقيم التي جبل عليها المجتمع الكويتي ومن حبه للوقوف الى جانب الضعفاء ومساعدته للمحتاجين انشئت الجمعية وهي تطوعية تتمتع باستقلالها الذاتي وشخصيتها الاعتبارية وتعمل كهيئة مساعدة للسلطات الرسمية في الجانب الانساني.

واوضح ان دائرة عمل الجمعية تشمل جميع محافظات الدولة كما انها مستعدة دائما لمد يد العون والمساعدة الى جميع الدول المنكوبة والشعوب المحتاجة.

واكد الساير ان الجمعية تعمل على تحقيق مبادئ حركة (الصليب الاحمر) و(الهلال الاحمر) داخل البلاد وخارجها على اساس اتفاقيات جنيف الاربع وبروتوكوليها الاضافيين مبينا ان اهم اهدافها ضمان الرعاية الاجتماعية والصحية للفئات المحتاجة والمساهمة في عمليات الانقاذ من الكوارث وتوفير الاسعافات الاولية.

وقال ان من مهام الجمعية التوسط في تبادل المعلومات بين القاطنين في المناطق المحتلة وكذلك بين اسرى الحرب وذويهم وتعزيز المعلومات والاتصالات مع الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الاحمر والهلال والاحمر والجمعيات الوطنية واللجنة الدولية للصليب الاحمر.

من جهته ذكر مدير العمليات في الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية فوزي الحنيف انه تم تاسيس الصندوق عام 1962 انطلاقا من حرص الكويت على محاربة الفقر والجوع وتحسين الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية في الدول النامية.

واضاف ان الصندوق استطاع خلال هذه الفترة من يد العون الى 104 دولة من الدول النامية في جميع انحاء العالم حيث وصل عدد المشاريع التي ساهم الصندوق في تموليها منذ انشائة وحتى يومنا الحاضر الى 873 مشروعا تنمويا بلغت قيمتها حوالي 18 مليار دولار امريكي.

وبين الحنيف ان هذه المشاريع غطت قطاعات اقتصادية حيوية مثل النقل والاتصالات والزراعة والري والصناعة والطاقة والمياه والصرف الصحي والصحة والتعليم وبنوك التنمية وبذلك ساهم الصندوق الكويتي في مد (جسور الصداقة والتعاون) مع عدد من الدول النامية.

واشار الى ان الصندوق ساهم بابراز مكانة الكويت ودورها الحيوي في حل المشاكل الاقتصادية والاجتماعية في مناطق مختلفة من العالم مما ساهم في تسمية الامم المتحدة سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الصباح (قائدا للعمل الانساني) وفي اعلان الكويت (مركزا انسانيا عالميا).

أما فيصل الزامل فقد تحدث عن عمل جمعية العون المباشر في قطاعات التعليم والصحة والمياه وشؤون البيئة وتقييم المستشفيات المتنقلة في المناطق الريفية والتي تعد "احدى وسائل توفير التنمية المستدامة في الدول الاضعف في الحلقة الاقتصادية الدولية".

واكد الزامل ان الحاجة البشرية لهذا النوع من المؤسسات ازدادت مع ازدياد الحروب الاهلية والنزاعات التي جعلت المنظمات غير حكومية مقبولة من قبل الاطراف المتنازعة وبالذات المؤسسات الطبية والاغاثية الامر الذي فتح لها الباب لاسعاف النازحين بسبب المجاعات والحروب.

واستعرض مشاركات الكويت الانسانية عبر الصناديق التنموية العالمية وكذلك اهتمام الكويت بالتنمية في افريقيا على المستويين الحكومي وغير الحكومي.

ومن ناحيته قال مستشار الرقابة والتدقيق في الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية علي الحمدان ان الهيئة واحدة من اكبر المؤسسات العالمية في الحقل الانساني مشيرا الى انها هيئة مستقلة متعددة الانشطة تقدم خدماتها للمحتاجين في مختلف انحاء العالم دون تمييز او تعصب ودون تدخل في السياسة او الصراعات العرقية.

ولفت الحمدان الى ان الهيئة تاسست عام 1984 من قبل مجموعة من الدعاة وقادة الفكر والعمل الخيري خلال مؤتمر اسلامي كان منعقدا بالكويت بهدف انشاء مؤسسة خيرية عالمية وكان من ضمن توصيات المؤتمر ضرورة جمع مليار دولار يستثمر وينفق ريعه لمواجهة اخطر ثلاثة اشياء على الامم وهي "الفقر والجهل والمرض".

واوضح ان الهيئة تقوم باغاثة المنكوبين والمشردين جراء الكوارث الطبيعية والحروب في باكستان واندونيسيا وتركيا وسوريا والصومال وموريتانيا والنيجر ودول افريقيا الوسطى وغيرها من الدول.

يذكر ان مهرجان القرين ال21 يضم عددا من الفعاليات الثقافية والفنية منها عروض سينمائية ومسرحية وامسيات شعرية وموسيقية وندوات ومحاضرات فكرية تستمر حتى ال23 من الشهر الجاري.