تعيش منطقة الشرق الأوسط أوضاعا أمنية مضطربة، منذ عدة سنوات، وقد ازداد الوضع الأمني سوءا بعد سيطرة تنظيمات ارهابية على مناطق واسعة في العراق وسورية، وتسعى دول المنطقة لرفع الجاهزية العسكرية والقتالية لضمان أمن حدودها، وفي السياق افتتحت صباح أمس فعاليات الاجتماع التخطيطي النهائي لتمرين "حسم العقبان" 2015، التي ستستمر خمسة أيام، تخللتها ورش عمل لوضع الخطط المشتركة لتنفيذ التمرين المقررة إقامته طوال شهر مارس القادم، بقيادة الجيش الكويتي بالتعاون مع القيادة المركزية الأميركية، وبمشاركة قطاعات من وزارة الداخلية والحرس الوطني والإدارة العامة للإطفاء وإدارة الطوارئ الطبية بوزارة الصحة ووزارة الاعلام ووكالة الأنباء الكويتية.

واوضح البيان الذي أصدرته رئاسة الأركان العامة للجيش بأن الدول المشاركة في هذا الاجتماع، خلافا للولايات المتحدة، تضم كلا من الإمارات، البحرين، السعودية، عمان، قطر، مصر، الأردن، تركيا، فرنسا، المملكة المتحدة، بنغلادش، باكستان، اليابان، الأرجنتين، ألمانيا، أستراليا، رومانيا، اليونان، هولندا، كندا، وبولندا.

واكد عبّر العميد الركن طيار عبدالله الفودري، في كلمته الافتتاحية، عن بالغ تقديره لعمل الجيش الكويتي جنباً إلى جنب مع تلك القطاعات الحكومية وممثلي القوات من الدول الشقيقة والصديقة، من خلال مجموعات وورش عمل التخطيط المشترك للتمرين.

وشدد على أهمية ودور كل مشارك إبان الأزمات، وأن تلك المشاركة تعد مكسباً حقيقياً لإنجاح وإثراء التمرين، كما أشاد بالجهود المبذولة من لجنة الإعداد خلال الاجتماعات التخطيطية السابقة، مختتماً كلمته بشكر نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ خالد الجراح ورئيس الأركان العامة للجيش الفريق الركن محمد الخضر، على الدعم اللامحدود الذي تتلقاه لجنة إعداد التمرين، مثمنا توجيهاتهما ومساعيهما في إذلال كل الصعوبات نحو إنجاح هذا التمرين الاستراتيجي.

من جانبه بين رئيس لجنة إعداد التمرين، العميد الركن محمد الكندري، أن التمرين يعد من أكبر التمارين على المستوى الإقليمي والدولي، ويتم إعداده وتنسيقه بالتعاون مع القيادة المركزية الأميركية، حيث يهدف إلى تعزيز تعاون الدفاع الإقليمي بين دول مجلس التعاون والدول الشقيقة والصديقة، فضلا عن تبادل واكتساب الخبرات في مجال إدارة العمليات المشتركة، وتنسيق التعاون في مجالات عدة، منها مكافحة العمليات الارهابية وأمن الحدود وإدارة الازمات والكوارث.

واضاف الكندري إن التمرين يعد تمريناً وطنياً سيتم تنفيذه على مستوى الدولة، حيث يتم الإعداد له حالياً من قبل فرق تخطيط تابعة للجيش الكويتي ووزارة الداخلية والحرس الوطني ووزارة الإعلام والإدارة العامة للإطفاء ووزارة الصحة ووكالة الأنباء الكويتية، مرحباً بانضمام فريق تخطيط من شركة ناقلات النفط الكويتية أخيرا ضمن لجنة الإعداد، بحسب صحيفة الراي الكويتية.

وذكر أن ذلك التنسيق بين الجهات الحكومية سيسهم بلا شك في زيادة الكفاءة والقدرات الوطنية، وصولاً إلى الهدف المنشود بتوحيدها لمواجهة التحديات والأزمات المرتبطة بالعمليات العسكرية والأمنية، أما على المستويين الاقليمي والدولي، فقد أوضح الكندري أنه من المتوقع مشاركة 21 دولة ضمن إطار التعاون والعسكري والتنسيق الدفاعي، وما يميز المشاركة في هذا الاجتماع هو انضمام مختصين وخبراء بمجال إدارة الأزمات ممثلين بمركز الدفاع الوطني لإدارة الأزمات بدولة قطر، ومركز الدفاع الوطني بالمملكة العربية السعودية، والهيئة العامة للطوارئ وإدارة الكوارث والأزمات بدولة الإمارات العربية المتحدة، مثمناً تلك المساهمات لإنجاح التمرين.

من جهته، عبّر الجنرال ريك ماتسون مدير التمرين من الجانب الأميركي عن سعادته البالغة للنتائج التي تم التوصل إليها خلال الاجتماعات السابقة، متمنياً للجميع التوفيق والنجاح في تنفيذ التمرين.