التقدم في العمر ليس بمقدور أحد ايقافه، وبتقدم العمر تكثر العلل التي تستوجب الرعاية الصحية سواء من الجهات الرسمية أو ذوي المسن، لأناس طالما قدموا الكثير في شبابهم، وفي السياق كشف الوكيل المساعد لشؤون الخدمات الطبية المساندة الدكتور قيس الدويري أن الإحصائيات الخاصة بالمسنين في البلاد والتي تم رصدها من قبل الهيئة العامة للمعلومات المدنية أشارت إلى أن هناك 45 ألف مسن في البلاد، وبمعدل 3 في المئة من مجموع السكان المواطنين الذي وصل إلى 1.274 مليون نسمة.

وأكد الدويري في تصريح لصحيفة الراي الكويتية إن أكبر عدد للمسنين تم تسجيله في منطقة العاصمة الصحية، بوجود 11 ألف مسن، أتت بعدها حولي بالمرتبة الثانية، حيث سجلت 9 آلاف مسن والأحمدي ثالثة بـ8 آلاف مسن، والفروانية رابعة بـ7 آلاف مسن، ثم مبارك الكبير التي سجلت 4 آلاف مسن، وأخيرا منطقة الجهراء، حيث بلغ عدد المسنين هناك 3 آلاف مسن.

واشار إلى أن هناك زيادة مطردة لكبار السن منذ الخمسينات، حيث كان المسنون يشكلون نسبة بسيطة والأعمار كانت لاتتجاوز 55 عاما، لكن ومع تطور الخدمات الصحية بشكل عام والتي ساهمت في زيادة الأعمار، بلغت الأعمار في الثمانينات 69 عاما، مبينا أنه من المتوقع وصول الأعمار إلى 79 عاماً في العام 2025 وأن النسب في ازدياد بشكل متتابع، وأنه من المتوقع وصول نسب المسنين إلى 15 في المئة، عام 2030، وفي عام 2050 يتوقع وصولهم إلى 25 في المئة من نسب المواطنين، بحسب بيانات منظمة الصحة وهو أمر يعد جيداً يشير لارتفاع نسبة الخدمة المقدمة لهم لذا نرى أنه من أوليات الوزارة أن تستعد لتقديم الخدمة لهذه الفئة بالشكل الجيد.

من جانبها ذكرت مدير إدارة الخدمات الصحية لكبار السن الدكتورة ابتسام الهويدي أن عملية الاهتمام بكبار السن أتت من رأس اهتمامات الوزارة، حيث تم تشكيل لجنة وطنية لرعاية كبار السن برئاسة وزير الصحة الدكتور علي العبيدي ونائب الرئيس الوكيل الدكتور خالد السهلاوي، فتم وضع برنامج وخطة كاملة لرعاية كبار السن، وأهمها عمل مسح لكبار السن من قبل فرق طبية، حيث تم تسجيل أعدادهم والمتطلبات الخاصة لهم، مشيرة إلى أن «أولويتنا لكبار السن المواطنين، ولايعني ذلك نسيان كبار السن الوافدين حيث يتم التواصل مع أسرة المسن كما تقديم الخدمات الصحية لهم».

واوضحت الهويدي في تصريح لـ«الراي» أن الإدارة تعتبر جديدة حيث جري تشكيلها خلال شهر مارس السابق وأنه جرى تعيينها كمديرة منذ شهرين، مبينة أن هناك توصيات من قبل منظمة الصحة العالمية حول إنشاء الإدارة حيث إن هناك قانوناً لرعاية كبير السن رقم 11/ 2007 مشيرة إلى أن كبير السن يدخل في مرحلة من التكوين الجسماني والنفسي.

وبشأن طريحي الفراش أو المنسيين الموجودين في المستشفيات ذكرت الهويدي أن «نسبهم تتراوح في كل مستشفى ما بين 15 و20 مسناً، مبينة أن وزارة الصحة لديها خطط بالتنسيق مع بقية الوزارات لوضع حلول لهذه الفئة»، مبينة أنه بلاشك يشكلون عبئاً على المستشفيات من ناحية الخدمات الصحية وأن هناك تعاوناً مع وزارة الأوقاف بحيث يتم انتداب واعظين ومرشدين دينيين للتعامل مع أسرة كبير السن في المستشفى وذلك لنقله للمنزل.

وأكدت أنه تم تخصيص عيادة خاصة لهم وهي عيادة الرعيل الأول تقدم عدة خدمات لهم، منها عملية الكشف المبكر عن الخرف، والكشف المبكر عن السقوط حيث يعد كبير السن معرضاً للسقوط في وقت يعاني من هشاشة العظام، مشيرة إلى «أن ضمن خطتنا للعيادات هي المتابعة الدورية، منها فحص النظر لكبير السن، وكذلك فحص هشاشة العظام والفحوصات الأخرى كما أنه تم إصدار بطاقة خاصة لهم حيث تعطى الأولوية لكبار السن في الخدمات الصحية بشكل عام»، مبينة أن أكثر المشاكل الصحية للمسنين منها الخرف والاكتئاب كذلك يعاني المسن من الأمراض المزمنة كالسكر والضغط.