تمتد العلاقات الكويتية البحرينية إلى عدة قرون ماضية، وقد ازدادت تأصلا وتطور بمرور الزمن، وبالأمس أشاد ولي العهد البحريني الامير سلمان بن حمد أمس، بتميز وترابط العلاقات البحرينية - الكويتية وحرص قادة البلدين على التواصل الذي أسهم في توحيد وتنسيق المواقف حول العديد من القضايا المصيرية.

وذكرت وكالة أنباء البحرين أن إشادة الامير سلمان جاءت خلال لقائه النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح الذي يقوم بزيارة رسمية الى مملكة البحرين ترأس خلالها وفد الكويت في الدورة الثامنة للاجتماع الوزاري للجنة العليا المشتركة بين البلدين.

وأكد الامير سلمان ان القيادة السياسية في كلا البلدين حريصة على التواصل والتنسيق في مواقف البلدين صوب القضايا المصيرية والعمل سويا نحو كل ما يعزز المسيرة الخليجية وتحقيق التكامل بين دول المجلس.

واثنى على الأهمية التي تحوزها اللجنة البحرينية - الكويتية العليا في التعاون بين البلدين والدفع قدماً نحو كل ما من شأنه تعزيز العرى بينهما والاسهام الفاعل في العمل الخليجي المشترك انطلاقا من الاسس التي هيأتها بثبات العلاقات الممتدة تاريخياً بين البلدين، كما اشاد بالاهتمام الكويتي الحثيث بدعم تكامل مسارات التنمية والتطوير على المستوى الخليجي من خلال دورها في برنامج التنمية الخليجي الذي له اسهام فاعل في رفد برامج التنمية المستدامة في مملكة البحرين ما بلور بشكل ملموس ملامح التضامن الخليجي.

من جهته ابدى الشيخ صباح الخالد عن اعتزاز بلاده بالعلاقات الوثيقة مع مملكة البحرين واهتمامها بمواصلة التنسيق والتعاون المبني على الرؤى المشتركة التي يحملها البلدان وحرصهما على تدعيم العمل الخليجي المشترك والوقوف على اسباب تعزيز التكامل العربي العربي وما يتضمنه ذلك من الدفع نحو تقوية عوامل التنمية والأمن و الاستقرار في المنطقة.

كما واثنى رئيس الوزراء البحريني الامير خليفة بن سلمان أمس، بما وصلت اليه العلاقات البحرينية - الكويتية من مستويات متقدمة تجسد عمق الاخوة المتجذرة بين البلدين والشعبين ورغبتهما الأكيدة في ترسيخ أسس نموذج قوي ومتين للتعاون.

ونقل النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، الى رئيس الوزراء تحيات سمو امير البلاد الشيخ / صباح الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد ، وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك ، وتمنياتهم له ولمملكة البحرين حكومة وشعبا بدوام التقدم والازدهار.

وشدد رئيس الوزراء أهمية البناء على ما يربط بين البلدين من علاقات ترسخت عبر تاريخ طويل يرتكز على المحبة وأواصر القربى والنسب التي تجمع قيادتي وشعبي البلدين، بما يسهم في تعزيز التعاون الثنائي على جميع المستويات.

واثنى بدور الكويت واسهاماتها في دعم جهود التنمية بمملكة البحرين، وبمبادرات سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد، ومساعيه الرامية الى تعزيز العلاقات والروابط بين دول مجلس التعاون الخليجي، واشار الى ما تشهده الكويت في ظل القيادة الحكيمة لسمو امير البلاد من تطور وازدهار في مختلف المجالات، ما يجسد رؤية سموه التنموية الحكيمة نحو تعزيز مكانة الكويت اقليميا ودوليا.

وشدد الامير خليفة اهمية تكثيف الزيارات بين كبار المسؤولين في البلدين وتعزيز روابط التعاون وتفعيل اتفاقيات التعاون المشترك، لاسيما في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية واقامة المشروعات المشتركة التي من شأنها الارتقاء بحجم ومستوى التعاون بين البلدين.

وذكر ان دول مجلس التعاون الخليجي اصبحت ذات مكانة سياسية واقتصادية وثقل دولي، في ظل ما تموج به المنطقة من عوامل عدم استقرار، داعيا دول المجلس الى التوحد في مواجهة هذه العوامل.

واكد الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح في كلمته في اجتماع اللجنة العليا المشتركة للتعاون بين الكويت ومملكة البحرين أمس، في دورتها الثامنة، على ان العلاقة «التاريخية العريقة» بين الكويت والبحرين، تحظى بدعم ورعاية كبيرين من سمو امير البلاد الشيخ / صباح الاحمد الجابر الصباح، والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى.

واضاف ان اجتماع اللجنة يأتي انعكاساً لمدى حرص القيادة في كلا البلدين، على اضفاء المزيد من التعاون والتنسيق والتكامل على الصعيد الثنائي او على صعيد مجلس التعاون، لاسيما في ظل التحديات الاقليمية والدولية الحالية.

واكد على اهمية تعزيز وتطوير علاقات التعاون الوثيق على جميع الاصعدة بين البلدين والشعبين، تنفيذاً للتوجيهات السامية لقيادة البلدين، وحرصهما المستمر على توثيق علاقات التعاون الثنائي والدفع بمسيرة العلاقات التاريخية نحو افاق ارحب واشمل، بما يخدم المصالح المشتركة.

واعرب الشيخ صباح الخالد عن تطلع الكويت الى زيادة التعاون المشترك الفعال مع البحرين، وصولا الى مستويات اكبر واستكشاف مجالات جديدة للتعاون الثنائي، ولاسيما في الميادين التجارية والاستثمارية والصناعية والمالية والمصرفية والامنية والاعلامية، وكذلك التعليم والتربية والصحة والرياضة والمرأة.

واكد ان «وجودنا اليوم ونحن بصدد توقيع مذكرات التفاهم في العديد من المجالات، يأتي تعزيزاً لرصيد اتفاقيات التعاون المشترك بين البلدين، والتي بلغ عددها 36 اتفاقية ومذكرة تفاهم»، مؤكدا ان مشاركة 23 جهة من مختلف القطاعات في اعمال اللجنة، يعكس الرغبة المشتركة في تعزيز ودعم مسيرة التعاون.

وذكر ان البحرين تعد واحدة من ابرز الوجهات السياحية للكويتيين، مشيرا الى ان معدل الرحلات الجوية بين البلدين بلغ نحو 57 رحلة «اسبوعيا»، فضلا عن الرحلات البرية التي لا تقل عن الرحلات الجوية.

وهنأ الشيخ صباح الخالد في ختام كلمته مملكة البحرين بمناسبة عيدها الوطني الـ 43 ومرور 15 عاما على تولي العاهل البحريني مقاليد الحكم، مجدداً مباركة الكويت لحصول العاهل البحريني على جائزة (منظمة التعايش بين الاديان والحضارات) من الولايات المتحدة الأميركية.