أسوأ انواع التجارة هي تجارة الانسان بأخيه الانسان، من خلال استغلاله بطرق متعددة ملتوية في اغلبها ومخالفة للقانون والشرائع السماية والاعراف الاخلاقية، وفي السياق أكد الوكيل المساعد لشؤون الأدوية والتجهيزات الطبية في وزارة الصحة الدكتور عمر السيد عمر أن مشكلة التزوير في الصناعات الدوائية والطبية «من الامور التي توليها الجهات الصحية في جميع دول العالم اهتماماً خاصاً، كونها تمس احدى اهم الخدمات العلاجية المقدمة للمجتمع وهي الدواء»، معتبراً أن «التزوير في الأدوية جريمة تستهدف أغلى ما يملكه الإنسان، وهو صحته».
وذكر الدكتور عمر الذي رعى أمس المؤتمر الدولي الثاني لمكافحة الغش في الدواء والمستلزمات الطبية لصحيفة الراي الكويتية أنه تم ضبط ادوية مغشوشة وحفظت في مخازن وزارة الصحة، وتم إحالة المزورين على النيابة، لافتاً الى ان الأدوية الأكثر عرضة للغش والتزييف هي الأدوية «غالية الثمن» مثل أدوية الجنس والقلب والتخسيس والضغط والسكر والمضادات الحيوية، ويتم اكتشافها عبر أجهزة مختصة.
ولفت الدكتور السيد عمر إلى أن «التزوير الدوائي بات خطراً حقيقياً ومشكلة عامة في جميع بلدان العالم لايمكن حلها فردياً من قبل أي دولة»، مشدداً على ضرورة تضافر جهود دول العالم الصحية والرقابية، حيث أوصت منظمة الصحة العالمية بضرورة التعاون لمواجهة الظاهرة، التي اصبحت معقدة، لاسيما وان «مافيا الدواء باتت تدار في السردايب والأماكن المظلمة، وبلغ حجم مبيعاتها عالميا 100 مليار دولار سنوياً».
واضاف السيد عمر أن وزارة الصحة تنفذ حملاتها على مروجي هذه الادوية من خلال الفرق الفنية المتخصصة، التي كان اخر جهودها ضبط عدد من الادوية المزيفة والمغشوشة قبل يومين»، متمنياً خروج المؤتمر بتوصيات مهمة، كإنشاء هيئة عربية عليا لمكافحة التزوير في الصناعات الدوائية والطبية وتوحيد النظم الخليجية العربية لمحاربة التزوير في الدواء.