تأصيل مبادئ الشفافية والنزاهة من شأنه أن يحصن المجتمع من آفات الفساد بمختلف أنواعه، وفي السياق أكد وزير التربية والتعليم العالي الدكتور بدر العيسى ان ملتقى النزاهة المجتمعية... رؤية أم غاية؟ الذي نظمته الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب صباح أمس، تحت رعاية سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك يأتي تزامنا مع اليوم العالمي لمكافحة الفساد، مضيفاً ان تنظيم الملتقى يأتي انطلاقا من الدور الحيوي المنوط بالهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب بصفتها مؤسسة أكاديمية تعليمية مسؤولة عن اعداد وبناء أجيال مؤهلة لأسواق العمل ومسلحة ومزودة بأحدث العلوم والمعارف لكي تتمكن من خدمة مؤسسات الكويت بأعلى درجات الكفاءة والفاعلية.
وذكر العيسى ان رعاية سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك لهذا الملتقى يعطي دلالات واضحة ومحددة وصريحة على حرص سموه والحكومة وإيمانهم التام ودعمهم اللامحدود لجميع الجهود التي تدعم مبادئ الشفافية والنزاهة وانعكاس ذلك من أجل محاربة الفساد الأكاديمي والاداري والمالي.
وبين وزير التربية والتعليم العالي ان المؤسسات الاكاديمية في الكويت تسعى الى دعم الفرد في مختلف مراحل حياته التعليمية وتقديم كل ما من شأنه من أجل تحصيله العلمي والعملي ليكون عنصرا فاعلا في المجتمع وقادرا على رفع أدائه لأعماله مع تمتعه بمبادئ الشفافية والنزاهة، مشيراً إلى سعي الادارة العليا وجميع العاملين في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب الى اتباع نهج اصلاحي جديد مبني على الاسس العلمية لتطبيق معايير النزاهة والشفافية في جميع القطاعات التابعة للهيئة وذلك من أجل تحقيق الاهداف المرجوة والتي تتطلع الهيئة الى تحقيقها بأعلى درجات الاداء المتميز وباستخدام أحدث الوسائل والتكنولوجيا الحديثة.
واضاف العيسى في كلمته ان الابداع والتميز في الاداء لا يتحقق الا من خلال تطبيق معايير الجودة في جميع الخطط والبرامج التنموية مع الاخذ بمبدأ التكيف والمرونة وكذلك حتى تتمكن المؤسسات من مواجهة كل ما من شأنه اعاقة مسيرة العمل والسعي على التأقلم من تلك الظروف حتى لا تتعطل مسيرة التنمية المنشودة مع مراعاة ايجاد الحلول الابتكارية التي من شانها تجاوز جميع العقبات التي يتم مواجهتها هنا وحتى يتحقق المفهوم الحقيقي لمصطلح الابداع .
وتابع مسترسلا ان النزاهة المجتمعية تكمن في مدى وعي المجتمع وقدرته على محاربة الفساد بجميع وجوهه وهذا الوعي والاضرار المجتمعي يتعزز من خلال تكاتف الجهود الحكومية والاهلية وتظهر النتائج الايجابية في ذلك التكاتف من خلال تحقيق انجازات بارزة على جميع الصعد بمختلف مؤسسات الدولة ولذلك لابد من تحقيق النمو والتطوير في جميع ميادين المؤسسات التعليمية في الكويت وهذا يتحقق بسهولة من خلال الايمان التام بالنزاهة والشفافية ورفع شعار مواجهة التحديات من اجل الوصول الى الغايات التي ننشدها جميعا.
واوضح العيسى ان مفاهيم النزاهة والشفافية تعتبر احد اهم دعامات المجتمع وهي احد الاسس العالمية في نمو الدولة وتطورها ، لذلك علينا مواصلة جهود التنمية المستدامة والعمل على قراءة المستقبل قراءة دقيقة حتى نتمكن من رسم السياسات ووضع الاستراتيجيات التي تتماشى وتتواكب مع التطورات العالمية والتي سوف تسهم مساهمة فعالة في بناء الانسان وتنمية المجتمع.
وأكد ان التطور والازدهار في مؤسسات التعليم يتطلب وجود ادارة فاعلة تعي وتدرك المستجدات العالمية وتاخذ بعين الاعتبار استحداث اليات جديدة وتعمل على ايجاد اصلاحات ملموسة قابلة للتطبيق على ارض الواقع في شتى المجالات، مشيراً إلى ان من شان ذلك الوصول الى الغايات التي كانت بالامس القريب رؤى وامال ، وهنا يظهر مدى صحة تخطيطنا واستراتيجياتنا ومدى مساهمتها في تحقيق اهداف المؤسسات التعليمية.
واضاف العيسى اننا نتطلع الى العمل على تحقيق مفاهيم النزاهة الاكاديمية والادارية والمالية وترجمتها الى واقع ملموس يسهل العمل به في مؤسسات الدولة التعليمية، والتي اثبتت انها تبذل كل ما بوسعها للوصول الى ما تصبوا اليه من تطلعات وطموحات من شانها الارتقاء بالاعمال الاكاديمية والادارية والمالية بها حتى تتمكن من الوصول الى مصاف نظيراتها في الدول المتقدمة، مضيفاً ان تحقيق النزاهة الاكاديمية والتعليمية يأتي من خلال التطبيق الامثل لمبادئ الشفافية والالتزام بالامانة العلمية والاخلاق الحميدة والتي سوف تنعكس ايجابا على نمو المجتمعات وتطورها، كما يمكن لنا تحقيق مفهوم النزاهة الادارية من خلال رفع مستوى الاداء وزيادة الانتاجية والاستغلال الامثل للوقت المتاح في بيئة العمل المختلفة اما فيما يتعلق بالنزاهة المالية قال العيسى انها تكمن في مدى قدرتنا على تقدير احتياجاتنا الفعلية لمؤسساتنا بالشكل الدقيق والواضح والمبني على اسس وتقديرات علمية وهذا بالتأكيد سوف يساهم في الحفاظ على المال العالم من الهدر والضياع، مشيراً إلى ان الدور المنوط بالمؤسسات والجهات الحكومية بصفة عامة وبالمؤسسات الاكاديمية والتعليمية بصفة خاصة يعتمد وبشكل كبير على مدى التزامنا وادائنا لاعمالنا بكل امانة وصدق وبما تمليه علينا ضمائرنا وهذا سوف ينعكس بصورة ايجابية على الحفاظ على المصلحة العامة.
