تسخير العلوم الحديثة من شأنه الأخذ بيد الأمم لتصل إلى مراحل متقدمة من التطور، وقد أكد المدير العام لمعهد الكويت للابحاث العلمية الدكتور ناجي المطيري أن المعهد ماض في القيام بدوره في تحقيق التطور المأمول منه بمجال العلوم والتكنولوجيا النووية واسهاماته البارزة في قيادة جهود الدولة لتحقيق أقصى استفادة منها.

جاء ذلك خلال زيارةالمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو معهد الابحاث اليوم والذي يعد النقطة المركزية للدولة وضابط الاتصال الوطني مع الوكالة الدولية انطلاقا من عمق العلاقات والروابط القوية بين الجانبين الممتدة لاكثر من 50 عاما.

وذكر المطيري إن دولة الكويت أحرزت تقدما كبيرا من خلال برنامج التعاون التقني والخاص بالكفاءات المطلوبة لاستخدامات التكنولوجيا النووية المؤثرة مع مراعاة متطلبات الامن والسلامة وتماشيا مع الأولويات الوطنية المحددة في إطار البرنامج الوطني للفترة من 2014 - 2018.

وفيما يتعلق بالمشاريع الحالية والمستقبلية أفاد بأنها تغطي نطاقات واسعة من الاستخدامات التي تركز على صحة الانسان والاستخدامات الصناعية والغذاء والزراعة وادارة الموارد المائية وحماية البيئة.

واشار الى أهمية تطوير البنية التحتية القانونية والتنظيمية الوطنية الملائمة بالاتساق مع أفضل الممارسات والمعايير الدولية واعداد كفاءات للاستجابة في حالات الطوارئ والعمل على انشاء نظام فعال للسلامة والامن النووي لضمان الاستخدام الآمن للتكنولوجيا النووية باعتبارها نواة أساسية لتقدم العلوم الاجتماعية والاقتصادية في الكويت.

من جهته اثنى أمانو في كلمة ألقاها أثناء الزيارة بجهود المؤسسات الكويتية في تنفيذ برنامج التعاون الفني والتقني مع الوكالة "لما لها من أثر ايجابي على الجانبين" واهتمام المعهد بتعزيز دور الوكالة الداعم لتلك المشاريع ولجهود المؤسسات الوطنية ذات الصلة بالامن والامان النووي.

وذكر أمانو أن التعاون القائم بين الكويت والوكالة الدولية للطاقة الذرية أثمر مشروعات عادت بالنفع على الكويت ودول المنطقة كما ساهمت في تأسيس البنية التحتية الكويتية في مجال التكنولوجيا النووية والنظر الى احتياجات القطاعات المختلفة بالدولة.

واضاف إن برنامج التعاون التقني بين الجانبين يعتبر احدى الركائز التي يقوم عليها عمل الوكالة من اجل بناء القدرات الوطنية للدول النامية ولضمان نقل التكنولوجيا النووية ذات الاستخدامات السلمية في سبيل تحقيق الاهداف التنموية لتلك الدول.

واوضح قائلا أن هذا التعاون بين الجانبين توجه نحو توسيع استفادة الاجهزة والمؤسسات الوطنية من انشطة الوكالة الدولية خصوصا فيما يتعلق بالتدريب والحصول على الدعم التقني والاستخدام الآمن للمواد المشعة كما تم منح اولوية لتنمية الموارد البشرية في مجالات تطبيقات العلوم النووية الهامة وتطبيق ادوات تكنولوجيا المعلومات ذات الصلة بتعزيز الجودة والفعالية والكفاءة.

وذكر المفوض التنفيذي للتعاون الدولي وضابط الاتصال الوطني مع الوكالة بالمعهد الدكتور نادر العوضي أن برنامج التعاون التقني يعمل كآلية رئيسية لضمان حصول الدول النامية على العلوم و التكنولوجيا النووية خدمة للأغراض السلمية وبناء القدرات البشرية والاستفادة من التكنولوجيا النووية الآمنة لتلبية الاحتياجات المحلية والقضايا العالمية والمساهمة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية الوطنية، واستعرض العوضي في لمحة عامة عن برنامج التعاون التقني للوكالة في الكويت عددا من المشاريع التي تشارك فيها البلاد في الخطة الحالية والتي تتضمن 12 مشروعا وطنيا مشيرا الى مساهمة الكويت في 40 مشروعا اقليميا تدعمها الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

واكد إن المشروعات المقدمة من الكويت الى الوكالة الدولية للدورة المستقبلية لبرنامج التعاون التقني في العامين 2016 و2017 تتضمن ثمانية مشاريع لاستخدامات (الطب النووي) و(إنتاج المحاصيل وكفاءة استخدام المياه) و(إدارة موارد المياه الجوفية والبيئة البحرية) و(تطوير القدرات الوطنية التحليلية النووية لرصد النشاط الإشعاعي البيئي) و(تحسين المختبر المعياري لقياس الجرعات الثانوية للقياسات الإشعاعية) و(تأسيس برنامج تدريب معتمد في الطب النووي السريري)، وذكر أن هناك عددا من الانجازات تم رصدها بمجالات التعاون في شتى المناحي بين الجانبين كانشاء برامج تدريبية لخلق القدرات والكفاءات المؤهلة والتي بمثابة نواة رئيسية في تطوير القدرات الفنية لضمان الجودة و الاستدامة على المدى الطويل.

وكان أمانو قد اطلع على هامش الزيارة على بعض وحدات ومختبرات المعهد الخاصة باستخدامات الاشعاع والتقنيات النووية منها المختبر المعياري لقياس الجرعات الثانوية للقياسات الاشعاعية ومختبر النظائر للدراسات الهيدرولوجية ومختبر قياسات الجرعات الاشعاعية ومختبر البحوث البحرية.