الدبلوماسية الكويتية محط تقدير وثناء من جميع دول العالم، وفي السياق أكد سفير دولة الكويت لدى جمهورية ألبانيا نجيب البدر أهمية الدبلوماسية الاقتصادية التي ساعدت الكويت على مواجهة التحديات الاقتصادية الكبرى، جاء ذلك خلال مشاركة السفير البدر كمتحدث رئيسي في المائدة المستديرة التي نظمتها جمعية القناصل الفخريين في ألبانيا وقناة (أورا نيوز) الاخبارية تحت عنوان (الاستثمارات الخارجية الاتجاه وتحديات التعاون ودور الدبلوماسية الاقتصادية).

وتطرق البدر وفق بيان السفارة الكويتية لدى البانيا لوكالة الانباء الكويتية (كونا) اليوم تجربة الكويت وتركيزها على الدبلوماسية الاقتصادية التي ساعدتها على الانتقال من اقتصاد قائم على النفط إلى التنويع الاقتصادي ونقل الاستثمارات إلى مجموعة واسعة من المجالات.

وأشار البدر إلى جهود الكويت لتأسيس نفسها كمركز دولي للتمويل والاستثمار مشيرا الى المشاريع المختلفة التي نفذتها على مدى السنوات ال53 الماضية من خلال الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية والمتعلقة بالطرق والرعاية الصحية والزراعة والتعليم والبنية التحتية في 106 دول.

وذكر أنه بعد نهاية الحرب الباردة حولت كل دول الخليج العربي بما فيها الكويت تركيزها من الدبلوماسية السياسية الى الدبلوماسية الاقتصادية سعيا من الكويت لاستعادة وضعها الاقتصادي الذي كانت تتمتع به في السبعينيات والثمانينيات قبل أن تستحوذ الهواجس الأمنية وغزو الكويت في عام 1990 على الاهتمام.

وشدد البدر على أهمية الزيارات الرسمية لحضرة صاحب السمو أمير البلاد في عام 2004 عندما كان رئيسا للوزراء آنذاك الى الدول الآسيوية بما في ذلك الصين واليابان وسنغافورة وماليزيا وإندونيسيا وكوريا الجنوبية والتي تعد علامة بارزة لبداية عصر الدبلوماسية الاقتصادية.

وبين ان هذه الزيارات الرسمية تهدف إلى التعلم من التجربة الآسيوية فيما يتعلق بالتنمية الاقتصادية واستكشاف إمكانيات التعاون وقطاع الأعمال والقطاع الخاص، واوضح أن التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي وآسيا يستند الى المصالح المتبادلة موضحا ان دول المجلس تمتلك أكثر من 40 في المئة من احتياطي النفط العالمي ويمكن تأمين احتياجات العديد من البلدان من النفط .

وذكر انه يمكن ايضا استيراد مختلف السلع من البلدان الآسيوية وقد أظهرت الجهود الثنائية بين الكويت والدول الآسيوية نتائج إيجابية وشراكة متينة.

واضاف إلى أن البعثات الدبلوماسية الكويتية في الخارج مستمرة في تعزيز دورها في هذا الصدد وذلك تماشيا مع توجيه حضرة صاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه ورؤيته لتعظيم الفوائد الاقتصادية للتنمية من أجل مواجهة التحديات المستقبلية، وفي سياق اخر اشاد السفير البدر بسرعة تطور العلاقات الثنائية القوية بين الكويت وألبانيا بعد عام 1990 مؤكدا أنه لايزال هناك مجال لخلق وتعزيز الروابط التجارية والاستثمارية وهو أمر ضروري للاستفادة من الفرص التي توفرها ألبانيا للمستثمرين الأجانب.

ولفت البدر الى الزيارة الأخيرة لرئيس وزراء ألبانيا ايدي راما لدولة الكويت مع وزير التنمية الاقتصادية والتجارة التي زادت من مستوى التعاون إلى حد كبير لافتا الى انه تم خلالها التوقيع على أربع اتفاقيات في مجالات الصادرات الصناعية والبيئة والرعاية الصحية.

وشدد البدر على أهمية دور الغرفة التجارية الألبانية في تعزيز التعاون الاقتصادي مع شركاء من المنطقة والعالم من خلال عرض أكثر القطاعات جاذبية واثبات بيئة مع العديد من التسهيلات للمستثمرين والحاجة لإعطاء دور للسفارات الألبانية في الخارج من أجل جذب الاستثمار الأجنبي.

وابدى البدر ثقته بأن ألبانيا تسلك الطريق الصحيح نحو الدبلوماسية الاقتصادية كما أنه يظهر أهمية استفادتها من تجارب البلدان الأخرى وتعزيز السياسات الحكومية لخلق سوق جذابة للشركات الأجنبية والمستثمرين.