شهد الخليج العربي في السنوات القليلة الماضية حوادث بيئية مشهودة، انعكست بدورها سلبا على وفرة الثروة السمكية بالإضافة إلى كثرة الحديث عن تلوث تلك الثروة بمواد ضارة، مما جعل كثيرا من الناس لا يقبلون على شراء الاسماك خوفا من تلوثها، وفي السياق أكد مدير عام معهد الكويت للأبحاث الدكتور ناجي المطيري أن الخليج العربي يشهد نقصا كبيرا في المخزون السمكي بسبب المشاكل البيئية والأعمال التي تجري فيه، ما يؤثر على أماكن التبييض، الذي بدوره يتسبب في نقص هائل في المخزون السمكي، مع ارتفاع نسبة الملوحة بسبب نقص تدفق المياه العذبة إليه.
وذكر المطيري، في تصريح للصحافيين، على هامش ورشة العمل التي نظمها المعهد ضمن الدراسة البحثية حول «انهيار المخزون السمكي في الكويت: التحليل والاحتياجات والإجراءات الإدارية اللازمة لإعادة التأهيل»، أمس قال إن انهيار المخزون السمكي أسبابه واحدة في جميع الدول المطلة على الخليج، وأن معهد الأبحاث لديه دراسة كاملة حول الأسباب وطرق حل هذه القضية، مشيرا إلى أنه إن لم تتعاون دول الخليج وتتكاتف لحل هذه القضية سيصبح النقص هائلا في المخزون السمكي بالخليج.
وبين أن الورشة سوف تخرج بتوصيات للحد من المؤثرات السلبية وزيادة المؤثرات الإيجابية والمساعدة في زيادة المخزون السمكي بالطرق البحثية السليمة، وبشأن التجربة التي عرضها النائب السابق حمد المطر على اليوتيوب لإثبات أن الأسماك ملوثة وغير صالحة للاستهلاك الآدمي، جدد المطيري تأكيده أن أسماك الكويت بخير ومياهها سليمة حيث قام المعهد بدراسات على عينات عشوائية من أسماك الخليج.
وطالب المطيري علماء الكويت وحمد المطر إلى ورشة نقاشية وطنية ينظمها المعهد قريبا، لعرض كافة الدراسات والتجارب حول الأسماك بكل شفافية، مشددا على حرص المعهد على الشفافية وعرض الحقائق على المجتمع الكويتي، متمنيا من كل من لديه معلومات مؤكدة وموثقة علميا نشر ما لديه للعامة بكل شفافية، أما التجربة قصيرة المدى التي عرضها المطر فمن الممكن ألا يكون لها الدلالات الكافية.
واكد المطيري في كلمة له بالورشة ان للثروات المائية الحية دوراً مهماً في دفع عجلة التنمية وتعظيم العائد الاقتصادي، وبالنظر إلى هذا الدور فإن الحفاظ على الثروة السمكية وحمايتها وضمان الاستغلال الرشيد والمستدام لها يعد أمراً حيوياً، على أن تؤسس تلك الحماية على قواعد علمية سليمة وأن ترصد لذلك بحوثاً ودراسات علمية لتقدير مخزوناته، وتوفير نتائجها لمتخذي القرار والمسؤولين عن إدارة الثروة السمكية.
من جهته ذكر مدير برنامج إدارة الموارد البحرية دكتور محسن الحسيني إن منطقة الخليج تتميز، وخاصة شماله عن البحار الأخرى المحيطة بمنطقتنا كالبحر الأحمر أو البحر الأبيض المتوسط، بكثرة وتنوع مواردها السمكية نظراً لموقع الخليج وخواصه الطبيعية وبسبب الأنهار التي تصب فيه من جهة الشمال وقد عاش سكان شواطئه على خيرات البحر منذ قديم الأزمان، ولكن مع تزايد السكان المحليين والوافدين لهذه المناطق ولأسباب أخرى كثيرة بدأ العطاء من الخليج يتناقص تدريجياً لمدة من الزمن وبشكل حاد في العقدين الأخيرين، وقدم اتحاد الصيادين ورقة عمل قال فيها رئيس الاتحاد الكويتي لصيادي الأسماك ظاهر الصويان إن الورشة يجب أن تخرج بتوصيات من شأنها إصلاح الخلل في تنمية المخزون السمكي، لافتا إلى أن عملية الإصلاح تبدأ بإعادة تأهيل الجون ومنع الملوثات التي تصب فيه وتنظيفه من أي رواسب ملوثة ثم إصلاح الجوانب الأخرى ومنع الصيد الجائر والحد من التلوث البحري مع التوصية بجعل الدول المجاورة تلتزم بفترات منع الصيد خاصة أن بعضها لا يلتزم فعليا بفترات المنع.
ولفت الصويان إلى أن أسباب تدني الأسماك والربيان داخل المياه الإقليمية الكويتية هي تلوث البيئة والصيد الجائز وعدم التزام بعض الدول المجاورة بفترات منع الصيد بالإضافة إلى فتح ميناء الدوحة لمصيدها، لافتا إلى أن تلوث البيئة يعتبر سببا رئيسيا في تدني معدلات الصيد بالمياه الإقليمية ، بسبب زيادة معدلات التلوث الراجعة إلى أن مناهيل الصرف الصحي تصب داخل وخارج جون الكويت ومحطات توليد الكهرباء.
