الأيدز او مرض العصر كما اطلق عليه تسبب بمقتل مئات الآلاف حول العالم، وقد توحدت الجهود العلمية لمواجهته والحد من آثاره لعقود طويلة، وأتت تلك الجهود بتصنيع عقارات حدت كثيرا من آثاره وساهمت في الحد من انتشاره وفتكه بضحاياه، ويم أمس أكد متخصصان في مرض الايدز ان الاصابة بالمرض لم تعد مخيفة كما كانت في السابق اذ اصبح من الممكن التعامل معه والسيطرة عليه كما بات المريض ينعم بحياة طبيعية ويمارس نشاطاته دون عزل.

وذكر المتخصصان خلال محاضرة في مقر رابطة الادباء الكويتيين عن مرض الايدز الليلة الماضية بمناسبة اطلاق حملة التوعية بمناسبة اليوم العالمي للايدز والذي يصادف الاول من ديسمبر في كل عام ان الكويت ممثلة بوزارة الصحة تولي اهمية كبيرة لمتابعة مرضى الايدز وتعمل على منع انتشار الفيروس في البلاد.

واكدت رئيسة مكتب الايدز والاحصاءات والمعلومات ومقررة اللجنة الوطنية الدائمة لمكافحة الايدز الدكتورة هند الشومر خلال محاضرة بعنوان (علاج الايدز يسيطر على الفيروس ..معالجة للحياة..وقاية للحياة) ان قضية الايدز ليست صحية فحسب بل هي قضية اجتماعية انمائية ضمن سياق مبادئ حقوق الانسان وتساهم فيها جميع مؤسسات المجتمع المدني.

وبينت الشومر ان نظرة المجتمع لمريض الايدز اختلفت الان تماما عما كانت عليه عند بداية اكتشاف الفيروس مضيفة انه بعد توفر العلاج اصبح من الممكن ان يكون المريض مندمجا في المجتمع دون خطورة او خوف.

وبشأن اختيار مقر رابطة الادباء لاطلاق الحملة قالت ان الادباء هم قادة الفكر ويساهمون في صنع الوعي وقيادة الرأي العام وهذا هو المكان الطبيعي لمخاطبة الرأي العام بخصوص اغلب الامور في جميع المجالات.

واوضحت ان اول حالة مصابة بالايدز في العالم اكتشفت في عام 1981 في حين ان اول حالة في الكويت اكتشفت عام 1984 مؤكدة ان نسبة انتشار المرض في الكويت مازالت قليلة.

وفيما يتعلق بالفرق بين مريض الايدز والمصاب بالعدوى بالفيروس بينت ان المصاب بالعدوى يكون في المراحل الاولى من المرض ويكون ناقلا للعدوى ولكن لم تظهر عليه اي اعراض حيث تكون مناعته جيدة اما المريض فهو في مرحلة متقدمة وتظهر عليه اعراض نقص المناعة ويكون ناقلا للعدوى، وعن طرق الوقاية اوضحت الشومر انها تتم بالمعرفة والتوعية وتجنب العلاقات الجنسية غير المشروعة وفحص الدم ومشتقاته قبل نقله الى الاخرين والامتناع عن المخدرات وعدم المشاركة في استخدام الادوات الحادة الملوثة بالدم وتعقيم الادوات قبل الاستخدام وفحص المقبلين على الزواج.

واوضحت ان الوزارة تحافظ على سرية المعلومات عن المرضى وخصوصيتهم وحقوقهم الكاملة وفقا للمرسوم بالقانون رقم 63 لسنة 1992 مؤكدة ان الوزارة لا تبلغ اقارب المريض عن اصابته الا للزوج او الزوجة.

من جانبه أكد مدير مركز العلوم الطبية بجامعة الكويت المعاون لمنظمة الصحة العالمية ورئيس اللجنة الفنية للايدز البروفيسور وداد النقيب في المحاضرة انه تم ترشيح المركز كمركز متعاون لمنظمة الصحة العالمية في عام 1982 وكمركز متخصص في فيروس نقص المناعة المكتسبة ومرض الايدز لمنظمة شرق البحر المتوسط.

وبين النقيب ان هذا المركز يعمل ويتعاون مع المراكز الاخرى في العالم لتكون هذه المراكز معا شبكة متكاملة تعكس رؤية واهداف منظمة الصحة العالمية موضحا ان المنظمة تقوم بالتجديد للمركز كل اربع سنوات.

واشار إلى ان المركز يقيم ورش عمل سنوية ويقوم بالتجديد المستمر لمنشآته واجهزته وامكاناته وخبراته لمحاكاة احدث ما توصل اليه علم الامراض الفيروسية في العالم المتقدم.

وأوضح ان من اهم نشاطات المركز انخراطه في مشاريع وطنية كالفحص قبل الزواج والمشروع الوطني لدراسة ورصد ومراقبة مقاومة الادوية لفيروس نقص المناعة المكتسبة في دولة الكويت بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية الممول من دولة الكويت بقيمة 125 الف دينار كويتي على مدى ثلاث سنوات.