تستقبل اقسام الحوادث آلاف الحالات يوميا، وتقوم باجراءات سريعة وعاجلة لمعالجة المراجعين دونما أن تؤثر على العمل في المستشفيات بشكل عام، وفي السياق كشف الوكيل المساعد لشؤون الخدمات الطبية المساندة الدكتور جمال الحربي، عن اتفاقية ستبرم مع وفد كندي بخصوص تطوير أقسام الحوادث، حيث سيتم تشكيل لجان فنية بذلك، بعد موافقة وزير الصحة الدكتورعلي العبيدي.

ولفت الحربي إلى أولويات وزارة الصحة منها تدريب 1700 من كوادرها الفنية، مبينا ان هناك فنيي إسعاف سيتم تدريبهم خلال شهر يناير المقبل ولمدة 9 أشهر، والتدريب سيكون عملياً ونظرياً، لافتا إلى انه طلب من ادارة الطوارئ الطبية البدء في هذا العمل.

وأكد الحربي في تصريح على هامش افتتاح «المؤتمر الكويتي للجراحات الطارئة والحوادث» ممثلاً وزير الصحة، إلى أن عدد الوفيات لعام 2013 في الكويت جراء حوادث السير بلغت 464، منوهاً إلى انها تأتي في المرتبة الثالثة، كأحد الأسباب للوفاة بعد السرطان وأمراض القلب، وشدد على أهمية أقسام الحوادث، معتبرا أنها تأتي بعد الإسعاف والطوارئ الطبية، حيث تنقسم أقسام الحوادث الى عدة تخصصات طبية، منها جراحة المخ والأعصاب وجراحة العمود الفقري وجراحة البطن والحروق، لافتا إلى أن هناك نقطة مهمة وهي تأهيل المرضى بعد الحوادث.

وفيما يتعلق بالإسعاف الجوي أشار الحربي إلى أنه تم تجهيز مهابط في مستشفيات العدان والجهراء والفروانية، مبينا أنه يجري تجهيز مهبط في مستشفيي الأميري ومبارك الكبير، وأواخر ابريل سيتم جلب المروحيتين الموجودتين في قاعدة عبدالله المبارك حالياً، لافتا إلى أن الطاقم من الطيارين الكويتيين، واعتبر الحربي في كلمة الافتتاح طب الطوارئ الحلقة الأساسية والحرجة في سلسلة العناية الطبية الفائقة، فهي توفر العناية الثانوية في حالات الحوادث من أعلى النسب التي تحصد الأرواح، وخاصة الفئة العمرية الشابة لتشكيل نسبة الوفيات نسبة عالية جدا، بسبب هذه الاصابات اضافة الى المرضى الذين تم ادخالهم الى المستشفيات وينتج عنها عاهات مستديمة يعاني منها المصابون ما يثقل عاهل الدولة بالعبء الجسيم الناتج عن هذه الحوادث وتبديد الأرواح والموارد، في حين يكون المجتمع في أمس الحاجة لها، خصوصا أن غالبية الوفيات والاعاقات من جراء حوادث الطرق تحدث في سن الشباب والرجولة المبكرة وهي أكثر المراحل خصوبة وعطاء.

ولفت الحربي الى أن انعقاد المؤتمر يأتي في توقيت يتطلب فيه تضافر الجميع لبذل أكبر قدر ممكن من الجهود لتقليل الحوادث المرورية التي تتسبب في معاناة الكثير من المواطنين والمقيمين، فضلا عن فقدان الأرواح والخسائر في الممتلكات والأموال، وحرصا منا ومن الجهات الصحية في الكويت على تطوير الجانب العلاجي لمصابي حوادث الطرق والطوارئ الطبية، نطمح أن يثمر هذا المؤتمر عن بلورة طرق علاجية جديدة، تأكيدا على أهمية الحفاظ على الأرواح وتقديم خدمات طبية حديثة وفعالة في مجال علاج الحوادث والطوارئ، حيث ان الطب يتقدم يوما بعد يوم في اكتشافاته، ما يفرض علينا أن نطور خدماتنا العلاجية، آملين أن يخرج المجتمعون في المؤتمر بحصيلة علمية جيدة لادخال أساليب جديدة في تشخيص وانقاذ الأرواح في الأوقات الحرجة لما لهذه المؤتمرات واللقاءات العلمية من دور كبير في إثراء المادة العلمية التخصصية في هذا المجال.