عجز العلم عن تحديد اسباب واضحة تؤدى للإصابة بمرض السرطان الفتاك، ولكن هناك عوامل أخرى من شأنها أن تؤدي إلى منع الاصابة به، وقد أكدت رئيسة قسم التغذية العلاجية في مستشفى طيبة نورة صالح العسكر إن تقريرا صادرا عن المعهد الأمريكي لأبحاث السرطان قدر أن 30 إلى 40 في المئة من حالات السرطان مرتبطة بالنظام الغذائي، مشيرة إلى إن هناك بعض الأطعمة تساعد على منع الإصابة بالمرض.
وبينت العسكر الحاصلة على ماجستير التغذية العلاجية من المملكة المتحدة، وعلى البورد الأمريكي في التغذية العلاجية، الأولى في الكويت، وتشغل عضوية جمعية التغذية الأمريكية، وعضوية كلية الطب البديل الأمريكي، أن الدراسات أظهرت أن بعض الأطعمة تساهم فعليا في تطوير السرطان؛ غيرها من الأطعمة يقلل من المخاطر وأظهرت وجود العلاقة العكسية المباشرة ما بين استهلاك الخضراوات والفواكه والاصابة بأمراض السرطان في مواقع الجسم المختلفة، مبينة أن هذه العلاقة غدت حقيقة علمية مقررة، خاصة في أنواع السرطان التي تصيب المعدة والمريء والرئة وبطانة الرحم والبنكرياس والقولون، وأن الغذاء ليس مجرد خيار، انه ضرورة منقذة للحياة.
واشارت العسكر إلى بعض الأغذية التي يجب أكلها في شكل يومي، مثل التوت الأرجواني، لوجود مضادات الأكسدة فيه، ويعد التوت الأرجواني الداكن من أهم مصادر مضادات الأكسدة الفعّالة كونها تحتوي على الأنتوسيانين، التي تعطي التوت لونها الغني والحيوي، وهي تحمي من السرطان من خلال تحفيز الجسم على التخلص من المواد المسرطنة المحتملة، وبالتالي منع الخلايا الطبيعية من التحول إلى خلايا سرطانية. لافتة إلى أنه يمكن إضافة التوت إلى الزبادي وعصيدة الشيا وبذور الكتان والعصائر الطازجة.
واشارت أن البروكولي والملفوف والقرنبيط من المواد الغذائية المقاومة للسرطان لوجود المواد الكيميائية النباتية، حيث تملك هذه المواد قدرة كبيرة على مكافحة سرطان الثدي عن طريق تحويل هرمون الاستروجين المعزز للسرطان إلى مجموعة من الهرمونات الأكثر وقاية. إحدى هذه المواد الكيميائية النباتية هي السولفورافان التي تعرف بوظيفتها المساعدة على إنتاج إنزيمات محددة قادرة على تعطيل المواد المسرطنة. ويمكن إضافة هذه الأطعمة إلى العجة، عجينة البيتزا الرقيقة المحضرة مع طحين اللوز أو الطحين الأسمر، الخضرة السوتيه أو مشوية مع ملعقة زيت جوز الهند، ومن الاطعمة التي ذكرتها العسكر الطماطم المضادة للأكسدة حيث يحارب الجذور الحرّة.
والجذور الحرة هي جزئيات أوكسيجين غير مستقرة إذا تركت مفردة تسببت بتلف الخلايا، وبالتالي الإصابة بالسرطان، ويضاف الطماطم إلى: صلصة الباستا (الطماطم المطبوخة تحتوي على مصدر لليكوبين من الطماطم النيئة). وكذلك الفلفل الحار والهالبينو الذي يحتوي الكبسائسين الذي يعمل على تعطيل بعض المواد المسببة للسرطان، مما يساعد على الوقاية من أمراض السرطان التي تصيب المعدة والقولون. يمكن إضافتها إلى الفاهيتا بالسبانخ أو القمح الكامل، البيض المخفوق، السالسا مع الهاليبينو الذي يضاف مع الكزبرة و الثوم و اليمون + ملعقتان زيت الزيتون.
واضافت وكذلك الثوم المحتوي على المواد الكيميائية النباتية، حيث يقي من نمو بكتيريا الهليكوباكتر بيلوري والتي تعد أحد عوامل الإصابة بسرطان المعدة و القولون، كما يتكون من مركب السيلينيوم، يساعد على زيادة نشاط الخلايا المناعية التي تحارب السرطان ومنع المواد المسببة للسرطان من دخول الخلايا السليمة. ويضاف الثوم إلى الروبيان المتبل مع زيت الزيتون والفلفل الحار (الثوم يساعد على إطلاق الانزيمات المفيدة).
وذكرت أن الشاي الأخضر الذي يحتوي على مادة البوليفينول، وتظهر هذه المواد المضادة للأكسدة لمنع الخلايا السرطانية من الانقسام والتكاثر. وقد أظهرت الدراسات أن أوراق الشاي الأخضرالجافة تحتوي على 40 في المئة البوليفينول من حيث الوزن، ما يحدّ من خطرالإصابة بسرطان المعدة، الرئة، القولون، المستقيم، الكبد والبنكرياس.
