شغلت البيئة البحرية اهتمام الكثير من المسؤولين والهيئات المهتمة، بعدما ظهرت علامات عن وجود تلوث بيئي في جون الكويت، وبالأمس اشار السفير الأميركي لدى البلاد دوغلاس سيليمان إلى أهمية انتباه الكويتيين الى وضع البيئة البحرية في الخليج العربي، ومساعدتهم على فهم مراقبته وتنظيفه لانعكاس ذلك على المنطقة ومحيطات العالم ووضع المياه ونظافتها.

وأكد سيليمان أمس خلال كلمته بمؤتمر «سلامة المحيطات» الذي نظمته السفارة الأميركية في المركز العلمي بالتعاون مع المركز والمنظمة الاقليمية لحماية البيئة البحرية ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي وجامعة الكويت والهيئة العامة للبيئة على حرص السفارة على التعاون مع المؤسسات التعليمية والعلمية الكويتية المهتمة بمجال البيئة، لزيادة التوعية البيئية الخاصة بالبحار والمحيطات.

وذكر أن المؤتمر جاء بعد عقد مؤتمر خاص بسلامة المحيطات نظمته وزارة الخارجية الاميركية وأكد خلاله وزير الخارجية جون كيري ان المحيطات تعاني بسبب خطورة نتاج الصيد الجائر ورمي النفايات وارتفاع نسبة ثاني اكسيد الكربون، مشيرا الى عزم الولايات المتحدة على توجيه رسالة الى زعماء دول العالم للعمل على سلامة المحيطات.

ولفت إلى أن مؤتمر «الخارجية» انبثقت عنه خطة عمل ستعمل السفارة على نشرها في هذا المؤتمر على امل ان تبدأ في الكويت بين المؤسسات الكويتية المختلفة الحكومية والخاصة والاكاديمية والتعريف بالخطوات التي تود الكويت اتخاذها لحماية الخليج وتنظيفه، وأكد أن معظم المشكلات التي تواجه البيئة البحرية مصدرها ليس الحروب والنزاعات بل تأتي نتيجة للانشطة البشرية الخاطئة التي ادت الى تلوث البحار، لافتا الى وضع البيئة البحرية للكويت التي تعرضت لكوارث بيئية من صنع الانسان، خصوصا خلال فترة الغزو العراقي إثر التدمير الذي لحق بآبار النفط والتي تعد اكبر كارثة من صنع الانسان على مر التاريخ.

وشدد على ان مسؤولية الحد من تلوث المحيطات واقرار سياسات لمنع وصول التلوث للبيئة البحرية تقع على الحكومات والمؤسسات، اضافة الى رفع وعي الافراد لتفادي هذه المشكلات، مبينا ان الجمعيات البيئية والجهات المعنية بهذا الشأن هي من يحدد الفترة الزمنية لتنفيذ الخطط في الخليج العربي وخليج عمان، وأهاب سيليمان بتعاون سفارة بلاده مع الجهات البيئية الرسمية وغير الرسمية والجامعات والمعاهد المختصة بالابحاث البيئية المعنية بالبحار للخروج بتوصيات واستراتيجيات تسهل المهمة والنظرة الاميركية الداعية للحفاظ على البيئة البحرية والمحيطات.

من جهته أكد رئيس مجلس الادارة العضو المنتدب بالمركز العلمي المهندس مجبل المطوع ان التغيرات الحالية في البيئة البحرية تضع الخليج العربي في خطر وتتطلب انقاذه بشكل سريع حتى نضمن للاجيال المقبلة التمتع بالثروات البحرية، لافتا الى أن كمية انتاج الاسماك قلت بسبب عوامل عدة منها تلوث البحر والصيد الجائر وارتفاع معدل الحموضة الذي يهدد البيئة البحرية الهشة.

وأضاف المطوع ان «استهلاك الثروة السمكية اليوم بلغ 20 ألف طن في العام الواحد، وان كمية صيد الاسماك تبلغ سبعة آلاف طن من الخليج العربي ما يعني اننا نستورد حوالي 13 الف طن من الاسماك من الخارج لتغطية الاستهلاك المحلي».

وقال أن «التاريخ المرتبط بالقرون الماضية يثبت مدى اهتمام واعتماد الكثير على البحر كمصدر مهم للعيش، خصوصا الكويتيين الذين كانوا يعتمدون عليه في التجارة والصيد والبحث عن اللؤلؤ ولضمان استمرار هذه الثروة يجب علينا حماية بيئتنا البحرية».